مسعود، ولا سمعها ابن مسعود من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قط، ولقد اختبأت عند ربي عشراً، فلولا ما ذكر ما ذكرت، إني لرابع أربعة في الإسلام، وجهزت جيش العسرة، ولقد ائتمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ابنته، ثم توفيت فأنكحني الأخرى، والله ما زنيت، ولا سرقت في جاهلية ولا إسلام، ولا تغنيت، ولا تمنيت، ولا مسست بيميني فرجي مذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولقد جمعت القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا مرت بي جمعة إلا وأنا أعتق رقبة مذ أسلمت، إلا أن لا أجد في تلك الجمعة، ثم أعتق لتلك الجمعة بعد)).
وهذا الإسناد جيد كما تقدم؛ فابن لهيعة صحيح الحديث إذا روى عنه أحد العبادلة كما هو هاهنا، وأبو ثور الفهمي؛ جزم بصحبته أبو حاتم و أبو زرعة الرازيان. (الجرح والتعديل) (9/ 315). ويزيد المعافري صدوق كما في ((التقريب)) (7810).
ثم بعد أن كتبت هذه السطور راجعت ((معرفة الصحابة)) - لأبي نعيم الأصبهاني، فوقفت على ما يؤكد ضعف حديث عبد الرحمن بن عديس البلوي الآنف،وضعف ما يثبت صحبته؛ فقد روى أبو نعيم في ((المعرفة))
(2/ورقة54/وجه أ) أثراً من رواية زيد بن الحباب, ثنا ابن لهيعة, حدثني يزيد بن عمرو المعافري, سمعت أبا ثور الفهمي يقول: ((قدم عبد الرحمن بن عديس البلوي, وكان ممن بايع تحت الشجرة))
فهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة, وليست الرواية عنه من طريق أحد العبادلة ,ثم روى أبو نعيم (2/ق54/ا-ب). حديث: (سيخرج أناس من أمتي يُقْتلون بحبل الخليل)) ... وذكر القصة التي رواها البغوي كما تقدم.
والإسناد ضعيف لعلة الاضطراب؛ بل هو وجهٌ من وجوه الاضطراب في السند الذي بيّنه الحافظ في ((الإصابة)) , وذكر هناك أن حرملة- وهو صدوق –رواه عن ابن وهب؛ بإسناده, وفيه رجل مجهول لم يسمّ, ومن ذلك الوجه رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في ((المعرفة والتاريخ)) (3/ 358).
والخلاصة: أن الحديث ضعيف لاضطراب سنده، فلا يجوز – والحالة هذه - الاعتماد عليه في تفضيل ابن عديس على معاوية، وعمرو بن العاص، وأهل الشام بل كلهم كما قال المالكي!!
وعلى فرض ثبوت الصحبة؛ فإن عبارة المالكي ظاهرة في التحامل على معاوية وعمرو رضي الله عنهما، وعن جميع الصحابة.
وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إذا ذكر أصحابي فأمسكوا) رواه الطبراني
عن ابن مسعود، وابن عدي عنه أيضاً، وعن ثوبان، وعن عمر رضي الله عنهم. وانظر (السلسلة الصحيحة) للمحدث الألباني- رحمه الله تعالى - برقم (34).
فلماذا لا ينصاع المالكي لهذا الحديث الشريف؟!
وقبل أن أختم هذا المقال أرى – لزاماً - أن تبادر شريكة الملكي بحذف الافتراء الذي زعمت أنه وقع من الوليد بن عبد الملك الذي - على حد تعبيرها - قلب الفضيلة إلى مذمة ومنقصة؛ بل إلى كفر صريح (!!!) نعوذ بالله من الضلالة – بعد – الهدى)!! نسيت الكاتبة كلمة (بعد) بين (الضلالة) و (الهدى) فوقعت في أقبح التناقض، فقالت: (نعوذ بالله من الضلالة والهدى)!!!!
أقول: ادعت الكاتبة أن الوليد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحرف حديث: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) حرفه إلى: (أنت مني بمنزلة قارون من موسى)!!!
وأقول: أهذا هو الإنصاف أيتها المتسترة؟؟؟؟!
تستدلين بخبر مكذوب من رواية عبد الوهاب بن الضحاك المعروف بالكذب – كما جزم الخطيب أثناء تمحيصه لهذه القصة. انظر: (تهذيب الكمال) للمزي (5/ 577) - تستدلين بالباطل والكذب، وأنت التي زعمت
أنك ستعتمدين على الروايات الصحيحة،لا بل تنتقدين أشد الانتقاد على من يستدل بالضعيف والموضوع؟؟!!
انتهت الحلقة الرابعة وتليها بإذن الله الحلقة الخامسة.
ـ[علي رضا]ــــــــ[24 - 01 - 03, 12:01 ص]ـ
الحلقة الخامسة من الرد على حسن المالكي
(هل هذا منهج المحدثين أم صنيع االمُحْدثين .. ؟!)
في جلسة جمعتني مع حسن بن فرحان المالكي في مدينة الرياض في بيت أحد طلاب العلم وبوجد عدد منهم، جرى نقاش بيني وبين المالكي حول الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، فقال بأنه لا يقال عنه هو في الجنة. فقلت: له فهل يقال هو في النار؟! فسكت!!
¥