تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنة) 3/ 118: (ومعناه أن بيعة أبي بكر بودر إليها من غير تريث ولا انتظار؛ لكونه كان متعيناً لهذا الأمر كما قال عمر: ليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر، وكان ظهور فضيلة أبي بكر على من سواه، وتقديم رسول الله صلى الله عليه وسلم له على سائر الصحابة أمراً ظاهراً معلوماً، فكانت دلالة النصوص على تعيينه تغني عن مشاورة وانتظار وتريث بخلاف غيره فإنه لا تجوز مبايعته إلا بعد المشاورة والانتظار والتريث).

انتهت الحلقة السادسة وتليها بإذن الله الحلقة السابعة.

ـ[علي رضا]ــــــــ[28 - 01 - 03, 05:27 م]ـ

قالا في (ص282) عن رواية علي رضي الله عنه: ( ......... ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان وأنكرت نفسي)!

: إنهما متوقفان في الرواية؛ لأن فيها عنعنة الحسن البصري، وفيها انقطاع بين أبي جعفر الهاشمي وهارون الخزاز الذين في سند الخبر، وإليكم نص كلامهما:

(والصواب أن إسنادها محل توقف على الأقل ففيها:

أولاً: عنعنة الحسن البصري.

أما ثانياً: ففي الإسناد أبو جعفر الهاشمي وهو ثقة لكن شيخه في الرواية هارون الخزاز توفي وعمر الهاشمي لا يتجاوز ثلاث عشرة سنة؟!

وهذا محل تأمل وشك؟! هل سمع منه في تلك الفترة؟!

ومتى سمع الرواية منه؟

فالرواية محل توقف ولا نجزم بحسن إسنادها).

وأقول: لقد كذب المالكي هنا صراحة، وخان في النقل من (المستدرك)؛ فإن علة الانقطاع المزعومة لا وجود لها في الواقع كما سيأتي بيان ذلك قريباً.

أما علة العنعنة المزعومة فدليل آخر من أدلة كثيرة

(وكثيرة جداً) تقطع بجهل عظيم وتخلف كبير في هذا العلم الشريف؛ ذلك لأن عنعنة الحسن البصري عن التابعين محمولة على الاتصال كما استظهر ذلك شيخنا محدث العصر الألباني رحمه الله تعالى في (السلسلة الصحيحة) برقم (834) ص488 فقال:

(لكن الظاهر من تدليسه إنما هو ما كان من روايته عن الصحابة دون غيرهم؛ لأن الحافظ في (التهذيب) أكثر من ذكر النقول عن العلماء في روايته عمن لم يلقهم، وكلهم من الصحابة، فلم يذكروا ولا رجلاً واحداً من التابعين روى عنه الحسن ولم يلقه، ويشهد لذلك إطباق العلماء جميعاً على الاحتجاج برواية الحسن عن غيره من التابعين؛ بحيث لا أذكر أن أحداً أعل حديثاً ما من روايته عن تابعي لم يصرح بسماعه منه).

والحسن يروي في هذا الخبر عن قيس بن عباد وهو تابعي ثقة مخضرم كما في (التقريب) 5617.

أما الانقطاع المزعوم بين أبي جعفر شيخ الحاكم وبين هارون الخزاز فلا أصل له في الواقع؛ ذلك لأن أبا جعفر الهاشمي إنما يروي عن محمد بن أحمد الرياحي

عن هارون الخزاز، فليس هناك انقطاع أصلاً، بل هناك خيانة في النقل! وإليكم البيان:

قال الحاكم في (المستدرك) 3/ 95:

حدثنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن المنصور أمير المؤمنين، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي، ثنا هارون بن إسماعيل الخزاز، ثنا قرة بن خالد عن الحسن عن قيس بن عباد قال: سمعت علياً رضي الله عنه يوم الجمل يقول:

(اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان، ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان وأنكرت نفسي، وجاؤني للبيعة فقلت: والله إني لأستحي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة).

وإني لأستحي من الله أن أبايع وعثمان قتيل على الأرض لم يدفن بعد، فانصرفوا، فلما دفن رجع الناس فسألوني البيعة فقلت: اللهم إني مشفق مما أقدم عليه، ثم جاءت عزيمة فبايعت، فلقد قالوا: يا أمير المؤمنين فكأنما صدع قلبي، وقلت: اللهم خذ مني لعثمان حتى ترضى).

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه وأقره الذهبي!!

والصواب أنه صحيح فقط؛ فإن محمد بن أحمد الرياحي لم يخرج له الشيخان ولا أحدهما.

قال شيخنا مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى في (تعليقات على ما صححه الحاكم في المستدرك ووافقه

الذهبي) ص257 برقم 826: (والإسناد فيه محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي، ولم يخرج له أحد من أصحاب الستة، وهو صدوق كما في تاريخ بغداد 1/ 372).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير