قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى? رَسُولِ اللّهِ فَقَالَ: إِنَّ اللّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى? تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ" [آل عمران الآية: 29]. وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرَحَى?. وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ للّهِ. أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللّهِ. فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللّهِ، حَيْثُ شِئْتَ. قَالَ رَسُولُ اللّهِ: "بَخْ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ. ذ?لِكَ مَالٌ رَابِحٌ. قَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ فِيهَا. وَإِنِّي أَرَى? أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ" أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب فضل النفقة على الأقربين والزوج والأولاد (4/ 85).
فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ.
وعَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ –رضي الله عنه- الْبَدْرِيِّ عَنِ النَّبِيِّ-صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا أَنْفَقَ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةً، وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا، كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً" أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب النفقة على العيال والمملوك وإثم من ضيعهم أو حبس نفقتهم عنهم، (4/ 88).
ذِكْرُ ثواب الصدقة عن الميت
عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ-صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنَّ أُمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسَهَا وَلَمْ تُوصِ. وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتُ. أَفَلَهَا أَجْرٌ، إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب وصول الصدقة على الميت إليه، (4/ 89).
افْتُلِتَتْ: ماتت فجأة (صحيح مسلم بشرح النووي 7/ 90).
ذِكْرُ أن الصدقة برهان
عن أبي الحارث بن عاصم الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم"الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله، تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو حجة عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب الوضوء، (3/ 100).
ذِكْرُ نماء المال بالصدقة منه واعطاء الرب عز وجل فوق صدقته
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله". أخرجه ابن خزيمة في صحيحه كتاب الزكاة، باب ذكر نماء المال بالصدقة وإعطاء الرب عز وجل المتصدق قال عز وجل "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه"، رقم الحديث (2438،4/ 97) وأخرجه مسلم (1790) قال الألباني صحيح.
ذِكْرُ إن الصدقة عن ظهر غنى أفضل
عن جابر ابن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: (جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببيضة من ذهب أصابها من بعض المعادن وقال الدورقي: مثل البيضة من ذهب قد أصابها من بعض المعادن وقالا: فقال: يا رسول الله خذ هذه مني صدقة فوالله ما أصبحت أملك غيرها فأعرض عنه، ثم أتاه من شقه الأيمن، فقال: مثل ذلك فأعرض عنه ثم أتاه من شقه الأيسر، فقال له مثل ذلك فأعرض عنه، ثم قال له: الرابعة فقال هاتها مغضبا فحذفه بها حذفة لو أصابه لشجه، أو عقره ثم قال: يأتي أحدكم بماله كله فيتصدق به ويتكفف الناس إنما الصدقة عن ظهر غني".
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه كتاب الزكاة، باب الزجر عن صدقة المرء بماله، رقم الحديث (2441،4/ 98).
أيها الإخوة في الصدقة تفريج كربة واغناء عن سؤال وإشباع جائع وفرحة لصغير وسرور يدخل على قلب كبير وسعادة بين المسلمين. وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة تبين فضل هذه العبادة وآثارها:
أولاً: مضاعفة أجرها قال الله –تعالى-: "إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجرٌ كريم" [الحديد: 18].
ثانياً: الزيادة في الرزق والبركة في الأموال قال سبحانه"وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين" [سبأ: 39].
ثالثاً: هي جُنة ووقاية من عذاب الله قال صلى الله عليه وسلم: "من استطاع أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل" أخرجه مسلم، كتاب الزكاة، الحث على الصدقة وأنواعها وأنها حجاب من النار، (4/ 100).
¥