[الجنة وخصوصية الضعفاء وأمة محمد صلى الله عليه وسلم]
ـ[مبارك]ــــــــ[19 - 01 - 03, 01:06 ص]ـ
العدد 304 السنة 27 جمادى الأول 1423هـ أغسطس 2002م
تباريح
الجنة وخصوصية الضعفاء، وأمة محمد صلى الله عليه وسلم
صح الخبر عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: احتجت الجنة والنار، فقالت النار: يدخلني الجبارون، والمتكبرون. وقالت الجنة: يدخلني الفقراء، والضعفاء، والمساكين .. فقال للنار: أنت عذابي أنتقم بك ممن شئت .. وقال للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من شئت .. وصح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله عز وجل؟ قالوا: لا يارسول الله .. قال: «هم الفقراء والمهاجرون: تسد بهم الثغور، وتتقى بهم المكاره .. يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع قضاءها».
قال أبوعبدالرحمن: هان على الشاعر الزهاوي دينه، فألف ديوان شعره «ثورة في الجحيم»، وزعم ـ تخيلاً، وتهكماًـ: أن أهل النار يثورون، ويمتطون ظهور الشياطين، ويحتلون الجنة، لأنه ليس فيها إلا الضعفاء .. ولم يقدّر الله حق قدره إن كان متخيلاً (وأعظم بمصيبته إن كان متهكماً): أن الله ذلك اليوم ملك يوم الدين ومالكه، وأن الجنة والنار في قبضة ملائكة كرام لا يقدر قدرهم إلا الله، وأن الشياطين وجبابرة أهل النار هم الضعفاء المستذلون يومها.
وأهل الجنة ضعفاء في الدنيا بعبوديتهم لله خوفاً منه، وخضوعاً وخشوعاً، وامتثالاً لشرعه بالتواضع والزهد، والمشي على الأرض هوناً، ومعاشرة المساكين، وكظمهم للغيظ، ورقة قلوبهم بالرحمة والإحسان، وحبهم الخير للبشرية، وتسامحهم، فإن انتصفوا بحق وعدل دون جبروت .. هذه صفة ضعفهم وفقرهم .. ولكنهم في ذات الله أقوياء، وعن غير العبودية لله هم أهل الحرية والاستعلاء على ما يستعبد النفوس، وهم رهبان في الليل أسود في النهار: تسدّ بهم الثغور، وتتقى بهم المكاره .. منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يرقع ثوبه، ويأكل ويلبس الخشن، وينزل عن البغل لما كان فارهاً، ويركب الحمار تواضعاً لله .. وعلى يده بعون الله اتسعت الرقعة، وأصبح العرب والمسلمون أمة واحدة مرهوبة .. وكم من لمّاع اليوم مستكبر أنفه في السماء وأسته في الماء وهو عبد لكل أغلف لم يقل يوماً: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين.
وأما خصوصية أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال بأبي هو وأمي ـ كما في حديث ابن مسعود الصحيح رضي الله عنه ـ: أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قلنا: نعم .. قال أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ .. قال: فوالذي نفسي بيده إنني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة .. وعند مسلم في صحيحه: بيد أنهم أوتوا الكتاب قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، فاختلفوا، فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه .. هدانا الله له (قال: يوم الجمعة) فاليوم لنا، وغداً لليهود، وبعد غد للنصارى.
قال أبوعبدالرحمن: هذا من خصوصيات أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وبها كانت أمة مرحومة: هم أمدُّ أهل الأديان زمناً بدين صحيح لم يبدل أو يحرف، بل تكفل الله بحفظه، ودينهم ناسخ عام للبشرية، وهم أقصر أعماراً، وأْكثر أجوراً، وعندهم ليلة خير من ألف شهر .. ومفهوم الأمة عندهم يشمل من آمن بدين الإسلام من أهل الكتاب والوثنيين والأحمر والأسود .. وأهل الكتاب أكثر الناس اليوم، فمن أسلم منهم أوتي أجره مرتين، وأصبح من أمة محمد .. وقد رفع الله عن الأمة الإصر والحرج، وكثرة المكفرات في دينهم، فلا عجب بعد هذا العموم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بشرط الإسلام، إذ يكونون أمة إجابة: أن يكونوا نصف أهل الجنة، والله المستعان.
* أنظر هذا الرابط:
http://www.arabicmagazine.com/last_issue2.asp?order=3&last_issue_number=1522&num=1559
ـ[مبارك]ــــــــ[19 - 01 - 03, 02:21 ص]ـ
(تنويه):
هذا المقال الذي نقلته هو للعلامة الشيخ المفضال أبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري عفا الله عنه.
ـ[مبارك]ــــــــ[22 - 01 - 03, 01:09 ص]ـ
* للفائدة.