تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يتضح من الخارطة الجيولوجية والمقطع التابع لها بأن تراكيب الصخور المحيطة بالمدينة المنورة قد نشأت وتكونت كجزء من التطور العام للدرع العربي خلال زمن جيولوجي طويل جدا يمتد من أبد الحياة الخافية ( Proterozoic) وحتى دهر الحياة الحديثة ( Cenozoic)، وقد نتج عن هذا التطور العديد من المجموعات الصخرية المختلفة من حيث تراكيبها وخصائصها والتي يمكن تصنيفها وفقا لما يلي:

1 - صخور القاعدة القديمة (ما قبل الكامبري): وتقسم إلى مجموعتين هما:

أ- المجموعة الأولى: (800 – 690 مليون سنة)، ويشار لصخورها بالرمزين ( au) و ( ur) على الخارطة الجيولوجية الخاصة بهذا البحث، (الشكل 2). وهي واسعة الانتشار في شمال المدينة وغربها، وتتكون من صخور بركانية قاعدية (مافية) مثل الأنديزيت، وصخور حامضية (سيليسية) مثل الريوليت، وصخور رسوبية فتاتية متنوعة. تقسم صخور هذه المجموعة إلى قسمين: قسم سفلي ورمزه ( au) وهو الأقدم، وتنتشر صخوره بشكل واسع في أقصى شمال وغرب المدينة المنورة وخاصة في المناطق الجبلية الممتدة إلى الشمال من جبل أحد، وعلى جانبي طريق تبوك القديم، وإلى الشمال والغرب من حي الجرف. ويتكون هذا الجزء من صخور بركانية قاعدية إلى حامضية مثل الأنديزيت والريوليت والداسيت والتراكيت تتغير نحو الأعلى إلى صخور من الطف البركاني Tuff والبريشيا breccia . يضاف إليها صخور فتاتية epiclastic rocks مكونة من إعادة ترسيب وتلاحم مواد بركانية قديمة متكسرة ذات تصنيف سيئ وغير متجانسة.

أما القسم العلوي ( ur) فيتوضع بعدم توافق بسيط فوق الجزء السفلي، ويتكون من صخور الريوليت Rhyolite والداسيت والبريشيا الريوليتية والطف، وتنتشر صخوره بشكل أساسي في جبل أحد الواقع على بعد 5.5كم شمال المسجد النبوي والذي يبلغ أقصى ارتفاع له عن سطح البحر حوالي 1077متر، وفي جبل الوعيرة الممتد إلى الغرب من مطار المدينة على الجانب الغربي لمجرى وادي قناة، وفي جبل غرابة البالغ ارتفاعه حوالي 900متر عن سطح البحر والذي يمتد بشكل متطاول إلى الغرب من حي عروة وبمحاذاة الجانب الغربي لطريق ينبع وجدة القديم (الشكل2).

تخللت مجموعة الصخور النارية السابقة محقونات مهلية جوفية متنوعة اندست ضمن الصخور ثم تجمدت، فنتج عنها أنواع مختلفة من الصخور مثل الجرانيت والجرانوديوريت والديوريت ومعقدات من الجابرو، كما وتأثرت المجموعة بعمليات الطي والتشوه العنيف خلال زمن جيولوجي طويل جدا ففقدت الصخور معظم صفاتها الأصلية وتحول الكثير منها إلى سحنة الشست الأخضر.

أظهر الفحص الجيولوجي الميداني لعينات صخرية مأخوذه من جبل أحد بأنها مكونة أساسا من صخر الريوليت وهو عبارة عن صخر ناري حمضي، نسيجه دقيق التبلور، لونه أحمر فاتح، ويحتوي على معادن من الكوارتز والفلسبار والبلاجيوكلاز وقليل من الميكا. ويتحول الريوليت في جبل أحد أحيانا إلى صخور لونها أبيض مائل للأخضر وتبدو أكثر تشوها وتشققا وأقل تماسكا من غيرها، وربما يعود سبب ذلك إلى وجود هذه النطاقات الصخرية على تماس مباشر مع الأجسام النارية المندسة من الأعماق، وتعرضها للمحاليل الحارة جدا فحصل لها نوع من التحول الحراري الشديد. أما صخور الداسيت ذات اللون البني الفاتح فمن الصعب تمييزها عن صخور الريوليت لأنهما متشابهان أصلا من حيث التركيب والنسيج والمصدر عدا أن الداسيت ربما يحتوي نسبة أعلى من بعض المعادن السوداء كالهورنبلاند والبيوتيت.

ب- المجموعة الثانية: (690 – 610 مليون سنة)، وتتوضع لا توافقيا فوق المجموعة السابقة وتقسم صخورها إلى قسمين: قسم سفلي ويشار له بالرمز ( fq) وتشغل صخوره الزاوية الجنوبية الغربية من الخارطة الجيولوجية (الشكل2)، ويتكون من صخور بركانية قاعدية مافية مثل الأنديزيت والبازلت والبريشيا البركانية والطف البركاني. أما القسم العلوي ( fd) فيتكون من رصيص كونجلوميراتي ذو حبات شبه مستديرة، ومن طبقات رقيقة من الجريواكي ذو حبات متوسطة وناعمة يربط بينها ملاط كلسي، إضافة إلى الحجر الرملي وحجر الغرين. تظهر صخور الجزء ( fd) على بعد حوالي 3كم إلى الشرق من مطار المدينة على جانبي الطريق المؤدية إلى القصيم حيث تمتد تحت الصبات البازلتية ( b2) هناك. كما وتحيط هذه الصخور بجبل عير من كل الاتجاهات عدا الجهة الشمالية الغربية، وتنتشر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير