تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[14 - 10 - 09, 01:54 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت ما سبق ووجدت في بعض المشاركات ما قد يشتت أصل الموضوع في ما يتعلق بحكم الفيل، فألخص ما سبق في كليمات:

الجمهور على حرمة أكل الفيل، بينما قال بعض المالكية بالكراهة، وأباح الظاهرية أكلها.

اعترض بعض الأخوة على وصف الفيل بالخبث، وفي إعتراضهم نظر لا يخفى، فالخبث عند أهل العلم مغاير لما يظنه البعض، لذا كانت الأمثلة التي ذكرت من قبلهم غير موفقة.

فالمراد بالخبائث ما تستخبثه الطباع السليمة من أهل القرى والأمصار، فكل ما استخبثوه فهو حرام، لقوله تعالى: وحرم عليكم الخبائث" وكل ما استطابوه فهو حلال، ولا عبرة بأهل البوادي من الأعراب الجفاة لأنهم للضرورة والمجاعة يأكلون كل ما وجدوه. وبهذا قال الحنفية والشافعية والحنابلة.

إلا أن الحنفية والحنابلة: اعتبروا أهل الحجاز من أهل الأمصار، لأنهم هم الذين نزل عليهم الكتاب وخوطبوا به وبالسنة، فرجع في مطلق ألفاظها إلى عرفهم دون غيرهم. أما الشافعية: فاعتبروا استطابة أهل اليسار والطباع السليمة من أكثر العرب سكان البلاد والقرى.

قالوا: وعلم بالعقل أنه لم يرد ما يستطيبه كل العالم، لاستحالة اجتماعهم على ذلك عادة، لاختلاف طبائعهم، فتعين أن يكون المراد بعضهم، والعرب بذلك أولى الأمم، إذ هم المخاطبون أولا، ولأن الدين عربي. لذا فإن جُهِل اسم حيوان: سُئل العربُ عن ذلك الحيوان، وعُمِل بتسميتهم له مما هو حلال أو حرام، لأن المرجع في ذلك إلى الاسم، وهم أهل اللسان. فإن لم يكن له اسم عندهم: اعتبر بأشبه الحيوانات به في الصورة أو الطبع أو الطعم في اللحم. فإن تساوى أو فقد ما يشبهه: حل على الأصح.

والأظهر قول الشافعية في تعريف الخبث وضابطه وبه نقول وعليه العمل وعليه يستند في تحريم الفيل.

ولا يخفى إستقذار الطبائع السليمة من العرب والعجم لأكل الفيل، كما لا يخفى أنّ الفيل من الحيوانات الشرسة القاتلة وإن كانت تتغذى على النبات.

لذا يعلم أنّ أكل الفيل يعد مما يستخبثه صاحب الطبع السليم والأصل في هذا ما ذكره السادة الشافعية في تفصيل فهم الخبيث والطيب.

والله أعلم وأحكم

الآية الكريمة: {ويحرم عليهم الخبائث}

ولينظر الإخوة -فضلا- هذا الموضوع: http://www.mmf-4.com/vb/t3901.html

ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[14 - 10 - 09, 01:56 م]ـ

الآية الكريمة: {ويحرم عليهم الخبائث}

أثابك الله يا شيخنا،

سبق قلم ليجري القلم بكتابة الأجر لك (إبتسامة)

ـ[أبو حسين]ــــــــ[14 - 10 - 09, 02:38 م]ـ

طيب بعض انواع كلاب البحر لها انياب فهل اكلها حرام ايضا؟

ـ[عمرو عبدالكريم]ــــــــ[14 - 10 - 09, 10:05 م]ـ

جزاك الله خيرا أخى

قال الامام أحمد كما نقله ابن قدامه فى الدب انه لاباس به إن لم يكن له ناب

و هل الدب غير مستخبث إذن الإمام أحمد رحمه الله وهو من الذين طابت أنفسهم

قال بحله أقوال بارك الله فيك أمر الإستخباث متغير من عالم لإ أخر

وقال أيضاً "لا باس بلحوم الخيل من هذا الذى يأكل الخيل "وهذا فى مسائل أبو داود

وغير ذلك إذن دلالة الإستخباث دلالة غير قطعية فى التحريم الفيل

وأزيد فى الفائده أنه يدافع بنابه ولايهجم به وليس هو شرس أيضاً

ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[14 - 10 - 09, 10:54 م]ـ

بارك الله فيك اخي عمرو

و الايه غاية ما تدل عليه ان كل محرم فهو خبيث و ليس كل خبيث محرم

و اما القول ان كل ما استخبثه العرب او أهل الحجاز او الاغنياء في قول يكون محرما هو امر لا يمكن ضبطه فاراء الناس تتغير بمرور الزمن هذا ما ظهر لي من كلام ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 10 - 09, 11:51 م]ـ

صدقت بدليل اختلاف هؤلاء الفقهاء في بعض الحيوانات، فمنهم من استطابه فاستحله ومنهم من استخبثه فحرمه. وأذواق الناس تختلف ويصعب ضبطها.

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[16 - 10 - 09, 03:46 م]ـ

وهل اختلاف الفقهاء مانع من اعتماد القاعدة؟! هذا عجيب

العلماء اختلفوا في ضابط السفر .. أفيصح اطراح كل ما ذكروه لمجرد أنهم اختلفوا

وكلام الأخ الحائلي -وفقه الله- غلط .. بل كل خبيث محرم.

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 10 - 09, 04:24 م]ـ

هو دليل على أن هذه القاعدة غير منضبطة لأنها راجعة لأذواق جماعة غير محددة من الناس، ولا شك أن أذواق الناس تختلف حتى لو كانوا من نفس القبيلة ونفس المدينة.

ومقصود أبا القاسم والله أعلم: ليس كل طعام غير لذيذ محرم. وكذلك شكل الطعام ليس متعلقا بالتحريم. فالجراد بشع الشكل مستقذر عن عامة الناس ومع ذلك فهو حلال بغير خلاف. فكلمة الخبائث المذكورة بالآية لا ترجع على الطعم، لكنها قد ترجع على الضرر الذي قد يسببه هذا الطعام على الجسد. ومن تأمل الأطعمة المتفق على تحريمها وجد الضرر الصحي الناتج عن أكلها موجوداً. والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير