ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[29 - 11 - 08, 11:13 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[29 - 01 - 09, 03:30 م]ـ
بارك الله فيكم و نفع بكم.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[02 - 05 - 09, 06:34 م]ـ
صدقتَ ..
جزيتَ خيرًا، أخي المكرّم ..
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[03 - 05 - 09, 04:45 م]ـ
الثناء الصادق
السبت 07 جمادى الأولى 1430 الموافق 02 مايو 2009 د. محمد بن إبراهيم الحمد
الثناء الصادق المعتدل مما يشعر الإنسان بقيمته، ويهزّه إلى المكارم هزّاً؛ فيقوده إلى الصفح، والعفو، وإحسان الظن، والبذل.
كما أنه دليل على كرم سجية المُثْنِي، وعلى بعده عن الأثرة والشحّ؛ فهو من قبيل الكلمة الطيبة، والكلمة الطيبة صدقة.
كما أن له ارتباطاً بخلق كريم ألا وهو الاعتراف للمحسن، وعدم غمطه حقه.
ولا ريب أن هذه المعاني من أعظم ما يرتقي بالمشاعر، وينهض بالهمم، ويحفظ للناس أقدارهم، وينأى بهم عن السفاسف والمحقرات.
بل إن كرام الناس إذا مُدحوا أبت لهم هممهم أن يكونوا دون ما مدحوا به.
بل إن الثناء الصادق مما تنشرح له صدور العظماء، ويشعرهم بصواب ما هم عليه، ويقودهم إلى مزيد من الخير والإحسان، ويسدّ عليهم باب الكسل الذي يواجههم به المخذِّلون، والمبالغون في النقد.
ولهذا سلكت هداية القرآن الكريم هذا المهيع؛ فكم هي الآيات التي ورد فيها الثناء من الرب الكريم -جل وعلا- على بعض عباده الصالحين؟
إنها كثيرة جداً، منها قوله -تعالى- في الثناء على نوح -عليه السلام-: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً). [الإسراء: 17].
وقوله -تعالى- في حق إبراهيم -عليه السلام-: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ). [هود: 75].
وقوله في حق نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ). [القلم:4].
أما السنة النبوية فحافلة بهذا المقام؛ ولو ألقيت نظرة في دواوينها، وفي كتب المناقب منها على وجه الخصوص لرأيت عجباً، وإليك هذين المثالين فحسب:
جاء في صحيح البخاري عن عمرو بن تغلب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى بمال، أو بسبي فقسمه، فأعطى رجالاً وترك رجالاً، فبلغه أن الذين ترك عتبوا؛ فحمد الله، ثم أثنى عليه ثم قال: "أما بعد، فوالله إني لأعطي الرجل، وأدع الرجل، والذي أدع أحب إليّ من الذي أعطي، ولكن أعطي أقواماً لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وأَكِل أقواماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير، منهم عمرو بن تغلب" فوالله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمر النعم.
فانظر إلى هذا الثناء، وانظر إلى أثره في نفس عمرو بن تغلب -رضي الله عنه- حتى استغنى أن يطلب مالاً؛ فكانت هذه الكلمة أحب إليه من حمر النعم، وهي أَنْفَسُ ما تملكه العرب.
وجاء في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: "كان الرجل في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتمنيت أن أرى رؤيا؛ فأقصها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكنت غلاماً شاباً، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها أناس قد عرفتهم؛ فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فَلَقِيَنا ملك آخر، فقال لي لم تُرَعْ.
فقصصتها على حفصة، فقصَّتْها حفصة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل".
فكان عبد الله بَعْدُ لا ينام من الليل إلاّ قليلاً.
فهذه أمثلة يسيرة من السنة، والمقام لا يحتمل الإطالة في ذلك، وإنما هي إشارات يتبين من خلالها أن الثناء الصادق سنة متبعة، وأن له آثاره الحميدة.
ولهذا تتابع السلف الصالح على هذا الخلق النبيل، فلو نظرنا في سير أكابرهم لرأينا ذلك واضحاً؛ فهذا ابن مسعود -رضي الله عنه- يقول: "كان معاذ بن جبل أمة قانتاً لله حنيفاً، ولم يكن من المشركين" تشبيهاً له بإبراهيم الخليل -عليه السلام-.
¥