تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن قال بعدم الصيام فقد خالف الإجماع، وإنما أوردنا هذا لأن ثمة من قال أنه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام، وعليه ليس من السنة، وهذا قول بعيد لا يعول عليه، فعدم الثبوت بخصوص العمل ليس دليلا على العدم، فقد دل الدليل على عموم الفضل لسائر الأعمال على وجه العموم فيقال: أن ذلك ثابت.

وبعضهم قال أنه بدعة، وعليه سُئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى هذا السؤال:

ما رأي سماحتكم في رأي من يقول صيام عشر ذي الحجة بدعة؟.

هذا جاهل يُعلَّم، فالرسول صلى الله عليه وسلم حض على العمل الصالح فيها، والصيام من العمل الصالح لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر)) قالوا: يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء)) [1] رواه البخاري في الصحيح.

ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم ما صام هذه الأيام، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه صامها، وروي عنه أنه لم يصمها؛ لكن العمدة على القول، القول أعظم من الفعل، وإذا اجتمع القول والفعل كان آكد للسنة؛ فالقول يعتبر لوحده، والفعل لوحده، والتقرير وحده، فإذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قولاً أو عملاً أو أقر فعلاً كله سنة، لكن القول هو أعظمها وأقواها ثم الفعل ثم التقرير، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام)) يعني العشر، فإذا صامها أو تصدق فيها فهو على خير عظيم، وهكذا يشرع فيها التكبير والتحميد والتهليل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب من العمل من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)) وفق الله الجميع.


[1] رواه البخاري في الجمعة باب فضل العمل في أيام التشريق برقم 969، والترمذي في الصوم باب ما جاء في العمل في أيام العشر برقم 757 واللفظ له.

http://www.binbaz.org.sa/mat/631

ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[14 - 12 - 07, 12:08 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
وتقديمُ المحكَم على المتشابهِ المحتمِلِ سنةُ أهل العلم الراسخين

قال الحافظ ابن رجب (4/ 154): (وهذه قاعدة مطردة، وهي: أنا إذا وجدنا حديثاً صحيحاً صريحاً فِي حكم من الأحكام، فإنه لا يُرَد باستنباط من نَص آخر لَم يُسَق لذلك المعنى بالكلية، فلا ترد أحاديث تحريم صيد المدينة بما يستنبط من حَدِيْث النغير، ولا أحاديث توقيت صلاة العصر الصريحة بحديث:
(مَثَلكم فيما خلا قبلكم من الأمم كمثل رَجُل استأجر أُجَراء) الحديث، ولا أحاديث: (ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة) بقوله: (فيما سقت السماء العشر). اهـ
وإن كان القول الآخَر محترماً وله دليله وسلفه من الأئمة.

لله درك على هذه الفائدة النفيسة

ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[14 - 12 - 07, 01:40 ص]ـ
ومن قال بعدم الصيام فقد خالف الإجماع،
طيب كيف نوفق بين هذا الإجماع وبين ما نقله الحافظ الطبري رحمه الله في كتابه تهذيب الآثار (1/ 365) ( .. بل ذلك مختلف فيه ... ) يقصد يوم عرفة.
وكذلك ما نقله الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في كتابه التمهيد (21/ 161) (وقد ذهبت طائفة إلى ترك صومه بعرفة وغير عرفة للدعاء).

ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 11 - 08, 10:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا.

ـ[ابو حمدان]ــــــــ[23 - 11 - 08, 02:23 ص]ـ
جميل جدا. جزاكم الله خير.

ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[23 - 11 - 08, 07:37 ص]ـ
?
رسالة
في
فَضَائِلَ عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ
تأليف
عبدالعزيز بن إبراهيم الخضير
الطبعة الأولى
شعبان 1/ 8/1426هـ

:?
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فإن اللَّه جل وعلا فضل يوماً على يوم، وشهراً على شهر وعاماً على عام، كما أن اللَّه جل وعلا فضل رجلاً على رجل وامرأةً على امرأة، كما أن اللَّه جل وعلا فضل بقعة على بقعة ومكاناً على مكان، وفوات اللَّه جل وعلا بين الأجور والثواب، واللَّه جل وعلا يختص برحمته من يشاء، ويوفق بعض عباده لخير عظيم وثواب كبير.
فضل عشر ذي الحجة:
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير