[وظائف عشر ذي الحجة]
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[12 - 12 - 07, 12:38 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد …
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) خرجه البخاري في صحيحه.وروى الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما عن - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (ما من أيام أعظم ولا احب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد).ليالي الفضل هي هذه التى أظلتنا ووفدت إلينا وتربعت على قلوب المؤمنين
ولشأنها ومكانتها في الإسلام أقسم الله سبحانه وتعالى بها في محكم كتابه فقال سبحانه: {وَالْفَجْرِ، وَلَيالٍ عَشْرٍ، وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ، هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} [الفجر: 89/ 1 - 5].والصحيح عند المفسرين أن الليالى العشر هى عشر ذى الحجة.وهذه العشر هى الأيام المعلومات التى قال الله عنها: {وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} [الحج: 27 ,28] وقد ورد هذا التفسير عن عبد الله بن عباس , ورواه عنه البخارى فى صحيحه تعليقا.
[وظائف عشر ذي الحجة]
1ـ أداء الحج والعمرة، لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة). فمن وفقه الله تعالى لأداء فريضة الحج وفق االكتاب والسنة فليبشر بقول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).
2ـ يسن للمسلم أن يكثر من الصيام في هذه الأيام. لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حث على العمل الصالح في أيام العشر، والصيام من أفضل الأعمال. وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي: " قال الله: كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " أخرجه البخاري 1805
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة. فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر. أول اثنين من الشهر وخميسين " أخرجه النسائي 4/ 205 وأبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2/ 462. وروى مسلم رحمه الله عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده).
. 3ـ: ذكرالله وبالأخص التكبير. لقوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} وقد فسرت بأنها أيام العشر ولقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) والتكبير في هذا العصر صارمهجوراولا سيما في هذه العشرفلا تسمع من يكبر، ولا من يذكر به.ذكر البخاري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما. وروى إسحاق رحمه الله عن فقهاء التابعين رحمة الله عليهم انهم كانوا يقولون في أيام العشر: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد. ويستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق وأماكن العامة والطرق والمساجد وغيرها، لقوله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}
4 ـ كثرة الدعاء في يوم عرفة لان الرسول الله - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - قال: (خَيْرُ الدّعَاء دعاء يَوْم عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلتُ أنا والنّبِيّونَ مِنْ قَبْلي: لا إلَه إلا الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الملْكُ، وَلَهُ الحَمدُ، وَهُوَ عَلَى كلِّ شَيْءٍ قَديرٌ) (8).
¥