تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الراصدون من رؤية الهلال بالعين المجردة! ولم يتمكن الراصدون من رؤية الهلال في السعودية حتى باستخدام المرقب، وكذلك لم ير الهلال من الكويت حتى باستخدام المناظير! لاحظ أننا نتحدث عن يوم الإثنين وليس الأحد! فإن كان الشهود العدول قد شاهدوا الهلال بالعين المجردة يوم الأحد فهذا يعني أن الهلال يوم الإثنين هو ابن ليلتين أي أنه كبير وواضح جدا يراه حتى ضعيف البصر، فلماذا يا ترى لم يره المتخصصون من قمم الجبال من مختلف مناطق العالم يوم الإثنين! هل يعقل أن يجعل الله سبحانه وتعالى علامة بدء الشهر عبارة عن علامة معقدة وصعبة لا تتيسر إلا للندرة! ولا تتيسر إلا في منطقة واحدة في العالم دوما! هذا يتنافى مع حكمة الله عز وجل بجعل علامة بدء الشهر علامة يراها الجميع كمواقيت الصلاة! يستوي فيها العالم والشخص العادي! ولكن بالنسبة لهذا الهلال يبدو أن رؤيته قد تيسرت للندرة ولم يتمكن المتخصصون من رؤية الهلال في اليوم التالي حتى باستخدام المراقب! فلو علم الأقدمون هذا الواقع لما اخترعوا التلسكوب واكتفوا بالعين المجردة!

و فيما يتعلق ببداية شهر ذي الحجة فقد اتبعت معظم الدول إعلان السعودية، أما الدول التي تلتزم فعلا برؤية الهلال ولم تر الهلال يوم الإثنين فقد أعلنت بداية شهر ذي الحجة يوم الأربعاء وسيكون عيد الأضحى فيها يوم الجمعة 21 ديسمبر، ومن هذه الدول الهند وباكستان وإيران والمملكة المغربية. لاحظ الفرق بين عيد السعودية يوم الأربعاء وعيد بقية الدول يوم الجمعة! في حين أعلنت تركيا ودول أخرى أن بداية شهر ذي الحجة هي يوم الثلاثاء وأن الخميس هو أول أيام عيد الأضحى. هل يعقل أن يختلف العالم الإسلامي في يوم عيده بمدة ثلاثة أيام، وقد حدث في بعض السنوات أن كانت مدة الإختلاف تصل إلى أربعة أيام!

وتجدر الإشارة إلى خطأ معلومة انتشرت حتى اعتقدها البعض مسلمة وهي وجوب اتباع السعودية في شهر ذي الحجة نظرا للحج، وهذا غير صحيح لا من الناحية المنطقية ولا العلمية ولا حتى الشرعية، فأما بالنسبة للحاج الذاهب إلى السعودية فعليه الالتزام بما أعلنته السعودية، وأما بالنسبة لموعد عيد الأضحى في الدول الإسلامية، فمنذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وكل منطقة تتبع رؤيتها وذلك لتعذر الاتصال بين المناطق المتباعدة والذي لم يصبح متيسرا إلا في آخر 50 إلى 100 سنة خلت فقط! والحالة التي تؤكد بطلان هذه الفرضية هي عندما لا يرى الهلال في السعودية في حين أنه يرى في المناطق الغربية، إذ أنه من المعلوم أن رؤية الهلال تصبح أسهل كلما اتجهنا إلى الغرب، فهل ستهمل المملكة المغربية مثلا رؤية الهلال عندهم ولا تبدأ الشهر لعدم ثبوت رؤية الهلال في السعودية! بالطبع لا، فهذا غير مقبول من جميع الجوانب! وعند سؤال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حول هذه المسألة أكد عدم ضرورة اتباع السعودية إذ أن شهر ذي الحجة كمثله من الأشهر الأخرى و قال في فتواه بتاريخ 15 ربيع أول 1421هـ ما نصه: "الهلال تختلف مطالعه بين أرض و أخرى في رمضان و غيره و الحكم واحد في الجميع .... "، و قد كان السؤال: "فلقد اطلعنا على فتوى سماحتكم في كتاب فتاوي إسلامية حول رؤية الهلال في بلد لا تلزم جميع البلاد بأحكامه، فهل ينطبق هذا على رؤية هلال عيد الأضحى (شهر ذي الحجة)؟ "

إننا لا ندعو أو نرغب بمخالفة دول معينة أو أننا ندعو لاختلاف الدول الإسلامية في بداية الأشهر، و لكن إذا أردنا الأخذ بمبدأ اتحاد المطالع فليكن على أساس رؤية صحيحة وليست رؤية نحن متأكدين من خطئها! قال تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان".

إن الخطأ المتكرر في بدايات الأشهر الهجرية في السعودية بات جليا حتى لغير الفلكيين، وللتدليل على ذلك نقتبس فيما يلي أجزاء من بحث قام بكتابته الأخ محمد بن أحمد التركي. فعل سبيل المثال قال فضيلة الشيخ عبد الله آل محمود مفتي قطر ورئيس المحاكم الشرعية والشئون الدينية رحمه الله: "قد ثبت بالتجربة والاختبار كثرة كذب المدعين لرؤية الهلال في هذا الزمان؛ وكون الناس يرون الهلال قويا مضيئا صباحا من جهة الشرق ثم يشهد به أحدهم مساء من جهة الغرب وهو مستحيل قطعا، ويشهدون برؤيته الليلة ثم لا يراه الناس الليلة الثانية من كل ما يؤكد بطلان شهادتهم .. كما شهدوا في زمان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير