تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فعن مجاهد قال: أتى ابن عمر، فقيل له: هذا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دخل الكعبة! فقال ابن عمر: "فأقبلت والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد خرج، وأجد بلالا قائما بين البابين، فسألت بلالا فقلت: أصلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الكعبة؟ قال: نعم ركعتينبينالساريتين اللتين على يساره إذا دخلت، ثم خرج فصلى في وجه الكعبة ركعتين" ([53] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=720462#_edn53)).

وعن عمرو بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أخبره عن بلال أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلى فيه ركعتين ([54] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=720462#_edn54)).

وعن ابن أبى مليكة أن معاوية رضي الله عنه حج فأرسل إلى شيبة بن عثمان أن افتح باب الكعبة، فقال: "علي بعبد الله بن عمر، قال: فجاء ابن عمر فقال له معاوية: هل بلغك أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلى في الكعبة؟ فقال: نعم، دخل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الكعبة فتأخر خروجه، فوجدت شيئا فذهبت، ثم جئت سريعا، فوجدت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خارجا، فسألت بلال بن رباح: هل صلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الكعبة؟ قال: نعم ركع ركعتينبينالساريتين" ([55] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=720462#_edn55)).

وهذا يثبت أنه صلى في البيت ركعتين، والجمع بين هذا الحديث وبين نفي ابن عمر في رواية البخاري ومسلم كم صلى؟ قيل: يحتمل أن ابن عمر اعتمد في قوله من خلال هذه الرواية ركعتين على القدر المتحقق له وذلك أن بلالا أثبت له أنه صلى ولم ينقل أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تنفل في النهار بأقل من ركعتين فكانت الركعتان متحققا وقوعهما ([56] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=720462#_edn56)).

وذكر ابن حجر رحمه الله كلاما نفيسا رادا على من خطأ رواية الركعتين فقال رحمه الله: "أخرجه عمر بن شبة في كتاب مكة من طريق عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن بن عمر في هذا الحديث فاستقبلني بلال فقلت: ما صنع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ها هنا؟ فأشار بيده أي: صلى ركعتين بالسبابة والوسطى، فعلى هذا يحمل قوله نسيت أنأسألهكم صلى؟ على أنه لم يسأله لفظا ولم يجبه لفظا، وإنما استفاد منه صلاة الركعتين بإشارته لا بنطقه، وأما قوله في الرواية الأخرى: ونسيتأنأسألهكم صلى؟ فيحمل على أن مراده أنه لم يتحقق هل زاد على ركعتين أو لا؟ وأما قول بعض المتأخرين يجمع بين الحديثين: بأن ابن عمر نسي أن يسأل بلالا ثم لقيه مرة أخرى فسأله، ففيه نظر من وجهين: أحدهما أن الذي يظهر أن القصة وهي سؤال ابن عمر عن صلاته في الكعبة لم تتعدد لأنه أتي في السؤال بالفاء المعقبة في الروايتين معا، فقال في هذه: فأقبلت ثم، قال: فسألت بلالا، وقال في الأخرى: فبدرت فسألت بلالا، فدل على أن السؤال عن ذلك كان واحدا في وقت واحد، ثانيهما أن راوي قول ابن عمر ونسيت هو نافع مولاه، ويبعد مع طول ملازمته له إلى وقت موته أن يستمر على حكاية النسيان ولا يتعرض لحكاية الذكر أصلا والله اعلم، وأما ما نقله عياض أن قوله ركعتين غلط من يحيى بن سعيد القطان لأن ابن عمر قد قال: نسيت أنأسأله كم صلى؟ قال: وإنما دخل الوهم عليه من ذكر الركعتين بعد، فهو كلام مردود والمغلط هو الغالط، فإنه ذكر الركعتين قبل وبعد، فلم يهم من موضع إلى موضع، ولم ينفرد يحيى بن سعيد بذلك حتى يغلط، فقد تابعه أبو نعيم عند البخاري والنسائي، وأبو عاصم عند ابن خزيمة، وعمر بن على عند الإسماعيلي، وعبد الله بن نمير عند أحمد، كلهم عن سيف، ولم ينفرد به سيف أيضا، فقد تابعه عليه خصيف عن مجاهد عند أحمد، ولم ينفرد به مجاهد عن ابن عمر، فقد تابعه عليه بن أبي مليكة عند أحمد والنسائي، وعمرو بن دينار عند أحمد أيضا باختصار، ومن حديث عثمان بن أبي طلحة عند أحمد والطبراني بإسناد قوي، ومن حديث أبي هريرة عند البزار، ومن حديث عبد الرحمن بن صفوان قال: فلما خرج سألت

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير