تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قَالَ سَأَلْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ قُلْتُ لَهُ: مَنْ رَوَى حَدِيثًا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ إِسْنَادَهُ خَطَأٌ أَيُخَافُ أَنْ يَكُونَ قَدْ دَخَلَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ إِذَا رَوَى النَّاسُ حَدِيثًا مُرْسَلًا فَأَسْنَدَهُ بَعْضُهُمْ أَوْ قَلَبَ إِسْنَادَهُ يَكُونُ قَدْ دَخَلَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ

فَقَالَ لَا، إِنَّمَا مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ إِذَا رَوَى الرَّجُلُ حَدِيثًا وَلَا يُعْرَفُ لِذَلِكَ الْحَدِيثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْلٌ فَحَدَّثَ بِهِ فَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ قَدْ دَخَلَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ

وقال الإمام مسلم بن الحجَّاج القشيري رحمه الله في مقدّمة صحيحه:

(( ... فَإِذَا كَانَ الرَّاوِي لَهَا لَيْسَ بِمَعْدِنٍ لِلصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ ثُمَّ أَقْدَمَ عَلَى الرِّوَايَةِ عَنْهُ مَنْ قَدْ عَرَفَهُ وَلَمْ يُبَيِّنْ مَا فِيهِ لِغَيْرِهِ مِمَّنْ جَهِلَ مَعْرِفَتَهُ كَانَ آثِمًا بِفِعْلِهِ ذَلِكَ غَاشًّا لِعَوَامِّ الْمُسْلِمِينَ إِذْ لَا يُؤْمَنُ عَلَى بَعْضِ مَنْ سَمِعَ تِلْكَ الْأَخْبَارَ أَنْ يَسْتَعْمِلَهَا أَوْ يَسْتَعْمِلَ بَعْضَهَا وَلَعَلَّهَا أَوْ أَكْثَرَهَا أَكَاذِيبُ لَا أَصْلَ لَهَا مَعَ أَنَّ الْأَخْبَارَ الصِّحَاحَ مِنْ رِوَايَةِ الثِّقَاتِ وَأَهْلِ الْقَنَاعَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُضْطَرَّ إِلَى نَقْلِ مَنْ لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلَا مَقْنَعٍ وَلَا أَحْسِبُ كَثِيرًا مِمَّنْ يُعَرِّجُ مِنْ النَّاسِ عَلَى مَا وَصَفْنَا مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الضِّعَافِ وَالْأَسَانِيدِ الْمَجْهُولَةِ وَيَعْتَدُّ بِرِوَايَتِهَا بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ بِمَا فِيهَا مِنْ التَّوَهُّنِ وَالضَّعْفِ إِلَّا أَنَّ الَّذِي يَحْمِلُهُ عَلَى رِوَايَتِهَا وَالِاعْتِدَادِ بِهَا إِرَادَةُ التَّكَثُّرِ بِذَلِكَ عِنْدَ الْعَوَامِّ وَلِأَنْ يُقَالَ مَا أَكْثَرَ مَا جَمَعَ فُلَانٌ مِنْ الْحَدِيثِ وَأَلَّفَ مِنْ الْعَدَدِ وَمَنْ ذَهَبَ فِي الْعِلْمِ هَذَا الْمَذْهَبَ وَسَلَكَ هَذَا الطَّرِيقَ فَلَا نَصِيبَ لَهُ فِيهِ وَكَانَ بِأَنْ يُسَمَّى جَاهِلًا أَوْلَى مَنْ أَنْ يُنْسَبَ إِلَى عِلْمٍ))

وجاء في الأمثال: ((أَفْرَطَ فَأَسْقَطَ))

أي أنه أفرط في الكلام فدخل في كلامه الكذب والخطأ وغيرهما

وهذا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلَّم في حديث مرفوع هو ((مَنْ كَثُرَ كَلامُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ، وَمَنْ كَثُرَ سَقَطُهُ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ، وَمَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ، فَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ))

وهو حديث لا يصح عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والصواب أن هذا القول من كلام عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أو من دونه

فيا أصحاب القصِّ واللصقِ للأحاديث المكذوبة، والقصص الموضوعة، والحكايات المزورة الَّتِيْ لا يُعرف مصدرها، احذروا من الكذب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى من دونه، و تذكروا أنكم محاسبون على ما تنقلونه إلى المنتديات وغيرها، ولا يقل أحدكم وجدته منتشرا في الانترنت فنشرته، أو بين النَّاس فقلته، لأنك ستدخل في زمرة الكذَّابين الذين نشروا هَذَا الكذب

وفقني الله وإيَّاكم لقول الصِّدق والبعد عن الكذب

وكتب

أبو عبد الرَّحمن

ذو الحجّة 1427 هـ

ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[18 - 12 - 07, 02:28 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[18 - 12 - 07, 10:32 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك فائدة طيبة وقيمة.

أسأل الله أن يمدك بالصحة والخير والعافية وأن يبارك لك في جهدك ووقتك وأهلك ومالك.

حياك الله.

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 01 - 08, 05:17 ص]ـ

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاكما الله خيرا

ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[15 - 01 - 08, 05:40 ص]ـ

بوركت أخي الفاضل وبوركت أناملك

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[23 - 04 - 08, 08:31 م]ـ

بارك الله فيك وحفظك

ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[23 - 04 - 08, 11:28 م]ـ

بارك الله بك أخي خالد وجزاك الله خيرا .............

والكذب في الشريعة في المعنى الواسع يدخل في الكذب على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأنه هو رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

الذي أرسله إلى العالمين، ومعناه أيضا إفتراء الكذب على الله ....... كما هي "البدعة " معناها تكذيب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - .......

فالله المستعان والله أعلم والله الموفق .......

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير