[لماذا يقتل من كفر بعد إسلامه؟.]
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[18 - 12 - 07, 10:04 ص]ـ
سؤال:
عقوبة المرتد هو القتل، فلماذا هذا التشدد؟.
الجواب:
الحمد لله
عقوبة المرتد عن دين الإسلام هي القتل، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة/217، وثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (من بدّل دينه فاقتلوه) رواه البخاري في صحيحه، ومعنى الحديث: من انتقل عن دين الإسلام إلى غيره واستمر على ذلك ولم يتب فإنه يقتل، وثبت أيضاً عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيّب الزاني، المارق من الدين التارك للجماعة) رواه البخاري ومسلم.
وهذا التشديد في عقوبة المرتد لأمور عديدة منها:
1. أن هذه العقوبة زجر لمن يريد الدخول في الإسلام مصانعة أو نفاقاً، وباعث له على التثبت في الأمر فلا يقدم إلا على بصيرة وعلم بعواقب ذلك في الدنيا والآخرة، فإن من أعلن إسلامه فقد وافق على التزامه بكل أحكام الإسلام برضاه واختياره، ومن ذلك أن يعاقب بالقتل إذا ارتد عنه.
2. من أعلن إسلامه فقد دخل في جماعة المسلمين، ومن دخل في جماعة المسلمين فهو مطالب بالولاء التام لها ونصرتها ودرء كل ما من شأنه أن يكون سبباً في فتنتها أو هدمها أو تفريق وحدتها، والردة عن الإسلام خروج عن جماعة المسلمين ونظامها الإلهي وجلب للآثار الضارة إليها والقتل أعظم الزواجر لصرف الناس عن هذه الجريمة ومنع ارتكابها.
3. أن المرتد قد يرى فيه ضعفاء الإيمان من المسلمين وغيرهم من المخالفين للإسلام أنه ما ترك الإسلام إلا عن معرفة بحقيقته وتفصيلاته، فلو كان حقاً لما تحوّل عنه، فيتلقون عنه حينئذ كل ما ينسبه إليه من شكوك وكذب وخرافات بقصد إطفاء نور الإسلام وتنفير القلوب منه، فقتل المرتد إذاً هو الواجب؛ حماية للدين الحق من تشويه الأفّاكين، وحفظاً لإيمان المنتمين إليه وإماطة للأذى عن طريق الداخلين فيه.
4. ونقول أيضاً: إذا كانت عقوبة القتل موجودة في قوانين البشر المعاصرة حماية للنظام من الاختلال في بعض الأحوال ومنعاً للمجتمع من الانسياق في بعض الجرائم التي تفتك به، كالمخدرات وغيرها، فإذا وُجد هذا لحماية قوانين البشر فدين الله الحق الذي لا يأيته الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي كله خير وسعادة وهناء في الدنيا والآخرة أولى وأحرى بأن يُعاقب من يعتدي عليه، ويطمس نوره، ويشوه نضارته، ويختلق الأكاذيب نحوه لتسويغ ردته وانتكاسه في ضلالته.
فتاوى اللجنة الدائمة (21/ 231 - 234).
الإسلام سؤال وجواب.
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[18 - 12 - 07, 04:15 م]ـ
قال سيد قطب -رحمه الله- في الحكمة من قتل المرتد:"أن الإرتداد خروج فرد أو جماعة من الجامعة الإسلامية فهو بخروجه من الإسلام بعد الدخول فيه ينادي على أنه لما خالط هذا الدين وجده غير صالح. ووجد ما كان عليه قبل ذلك أصلح فهذا تعريض بالدين واستخفاف به وفيه أيضاً تمهيد طريق لمن يريد أن ينسل من هذا الدين وذلك يفضي إلى انحلال الجامعة الإسلامية فلو لم يجعل ذلك زجراً ما انزجر الناس، ولم نجد شيئاً زاجراً مثل توقع الموت فلذلك جُعل الموت هو العقوبة للمرتد" في ظلال القرآن (4/ 128)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[18 - 12 - 07, 10:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكرك على مرورك الراقي والرائع ومرورك و تفاعلك شرفني فعلا.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[18 - 12 - 07, 10:29 م]ـ
مشكور جدا أستاذ عيسى
جواب مقنع من اللجنة وتعليل رائع من سيد رحمه الله
ـ[الاحسائي]ــــــــ[18 - 12 - 07, 11:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد التي بيت النية على بحثها وأراها جلية أمامي بكل سهولة ووضوح فشكرا لكم ونفع بكم الاسلام والمسلمين ..
ـ[محمد الأمين السملالي]ــــــــ[19 - 12 - 07, 11:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إليكم هذا البحث فلعل فيه ما يغني الموضوع وهو منشور على موقع مجلة العصر:
¥