تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

> (مَشاعِرُ واقفٍ بِعَرَفَة وآخر لمْ يَقفْ)

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[18 - 12 - 07, 12:28 م]ـ

المقَامَةُ العَرَفِيَّة (!) أعْظمْ بمَوقفِهم .. أجْمِلْ بِمنزلِهم .. يا ليتني كنتُ فيهم؛ فأفوز فوزاً عظيماً!

لا يَعْرفُ الشَّوقَ إلاَّ من يُكابِدُهُ ** ولا الصبابةَ إلاَّ منْ يُعانيها

قُلوبُهمْ خاشِعَة .. ونُفُوسُهم طامِعَة .. وأرْواحُهُم في الشَّوقِ راتِعةٌ مائِعة .. وبطُونُهم جائَعَة .. إنْ أكلوا؛ تَقَوَوا بيَسيرٍ مُقَدَّر .. وإنْ شَرِبُوا فَعِوَضٌ عنْ دَمْعٍ تَحَدَّر .. لِسانُ حالِهم: نَفْسِي .. نَفْسي .. نَفَسِي نَفَسِي .. فالسَّاعاتُ معْدودَة .. والأَنفاسُ محْدودَة .. ! رَفَعُوا أكفَّ الضَّراعَة .. لا كُرْهاً؛ بلْ شَوقاً وحُبّاً وطَوَاعَة .. أحْشاؤُهمْ ذَابتْ حَيَاءا .. وقُلُوبُهمْ تقَطَّعتْ كَمَداً .. أيْ رَبِّ! أنا ذلك العَبْدُ الضَّعيف .. المُجْرمُ السَّخيف .. أَتَيْتُكَ جارّاً أذْيالَ ذُنُوبي .. مُثْقَلاً بِقُيُودِي وعُيُوبي؛ فأَرجُو لُطْفكَ يا لَطِيف! تَجَلَّيتَ لعِبادِك .. وَأَخْدَمْتَ ملائِكَتَكَ لأوْلِيائِك .. فلاَ تَحْرِمْ عبادَك الغُفْرَان .. والفَوْزَ والرِّضْوان؛ لأَنِّي فِيهِم! فَبِعَظَمَتِك أُقْسمُ! مَا عَصَيتُك إذْ عَصيتُك؛ جَهلاً بك .. ولا نُكْراناً لاْطِّلاعِك .. ولا اسْتِخْفافاً بعذابِك .. ولا زُهْداً في نَعِيمِك وجنَّتِك .. ولكنْ؛ سَوَّلتْ لي نَفْسي .. وغَرَّني سِتْرُك المُرخَى عليّ .. فعَصَيْتُكَ بِجَهْل .. وخالفْتُك بجَهْل .. فالآنَ هلْ تَقْبَلُني؟! دَعَوْتُ ورَجَوْت .. ومعَ ذلكَ: (وَاسَوْأتَاهُ مِنْكَ - وإنْ عَفَوْت -) فَمَا كانَ لعَبْدٍ ضَعيف .. أن يَعْصيَ الغَنِيَّ اللَّطيف - وإنْ عَلِمَ مَغْفِرَتَهُ للتائِبين -! فوَا عَجَباً كَيفَ يُعْصَى الإلَه ** أمْ كَيفَ يجْحَدُهُ جَاحِدُ

وفي كُلِّ شَيْءٍ لهُ آيَةٌ ** تَدُلُّ على أنَّهُ واحِدُ؟!

شُعُورٌ أذابَ حشَا القُلُوب .. وكادَ أنْ يُخْرِجَ سَوادَ العُيُون .. ويَجْتثَّ جَمالَ الجُفُون! سُبْحَانَ مَنْ لَوْ سَجَدْنا بالعُيُونِ لَهُ ** عَلَى حِمَى الشَّوْكِ وَالمَحْمِي مِنَ الإبَرِ

لَمْ نَبْلُغ العُشْرَ مِنْ مَعْشَارِ نِعْمَتِهِ ** وَلا العُشَيْر وَلا عُشْراً مِنَ العُشْرِ! (مَنْ فَاتَهُ في هذا العَامِ القِيَامَ بِـ (عَرَفَة)؛ فَلْيَقُمْ للهِ بحَقِّهِ الذِّي عَرَفَه، ومَنْ عَجِزَ عَن المبيتِ بِـ (مُزْدَلفة) فلْيبت عَزْمَه على طاعة الله وقَدْ قرَّبَه وأَزْلَفَه، ومَنْ لم يُمْكنه القِيَامَ بَأرْجَاءِ الخَيْف؛ فلْيُقْم لله بحقِّ الرَّجاءِ والخَوْف، ومَنْ لم يَقْدِرْ على نَحْرِ هَدْيِهِ بـ (مِنَى)؛ فلَيَذْبَحْ هَوَاهُ هُنَا)! (1) ولنا – مَعشَر القاعِدين – حظٌ وَنَصيب .. مِنْحةٌ ممّن هو من عباده قَريب .. احْتَسبَها على الله نَبِيُّنا الحَبيب .. بأبي هو وأمِّي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صِيامُ يَومِ عَرفة .. يُكَفِّرُ سنَّةً مضَتْ بِعُيُوبها وأوزارها .. وسَنَةً آتِيَةً لا نَعْلمُ أينَ نَكون .. أفي دُوْرِها أمْ قُبُورِها .. ؟ ما أعظَمَهُ مِنْ يَوْم .. سنَتين بصَوْم .. ليْسَ شَهْراً؛ بلْ يَوم .. فَهُبُّوا أيُّها القَوْم؛ فمنْ وُفِّقَ حقَّقَ الرَّوْم .. وَمَنْ حَرمَ نفْسَهُ اْستَحقَّ التَقْريعَ واللَّوْم .. رَبَّنا اعْفُ عَنَّا , وتقبَّل منا، وأَلْحِقْنا بالصالحين.كتَبَهُ / خَليلُ الفوائد – كان اللهُ له – (9/ 12 / 1428 هـ) صباحاً


(1) تضمين من (لطائف المعارف)

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[18 - 12 - 07, 12:58 م]ـ
أتمنى من المُشرف الفاضل التنسيقَ ..
وذلك بتوسيط العنوان .. وكذا الأبيات ..
وجزاه الله خيرَ الجزاء ..

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[18 - 12 - 07, 03:23 م]ـ
ما أعظَمَهُ مِنْ يَوْم .. سنَتين بصَوْم .. ليْسَ شَهْراً؛ بلْ يَوم .. فَهُبُّوا أيُّها القَوْم؛ فمنْ وُفِّقَ حقَّقَ الرَّوْم .. وَمَنْ حَرمَ نفْسَهُ اْستَحقَّ التَقْريعَ واللَّوْم ..

تصحيح: .. سنتان بصوم ....

فَلْيُقِمْ للهِ بحَقِّهِ الذِّي عَرَفَه

تصحيح: فليَقم .. بفتح الياء من القيام لا من الإقامة.

ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[18 - 12 - 07, 10:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله كل خير أخي الكريم.
بارك الله فيك.
جعل الله هذا العمل العظيم فى ميزان حسناتك .. اللهم آمين.

ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[18 - 12 - 07, 10:33 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم ورزقنا واياكم حج بيته الحرام

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[23 - 12 - 07, 06:35 م]ـ
الأخ / عيسى، والأخ / مصطفى ..
جزاكما الله خيراً ..

للتأكيد أتمنى من المُشرف الفاضل التنسيقَ ..
وذلك بتوسيط العنوان .. وكذا الأبيات ..
وجزاه الله خيرَ الجزاء ..
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير