ثم وجدت أن الشيخ دبيان وقع بنفس هذا الاتهام في نفس كتابه التعزيز ص35، فقد ادعى أن الشيخ عبدالكريم يضلّل ابن عمر، ويضلل أحمد ويضلل السلف، حيث قال:
(أخي عبد الكريم، حسبك أن تقول رأي ابن عمر خطأ والصواب خلافه، أما أن تقول رأي ابن عمر في أخذ ما زاد على القبضة ضلال، ويفتح باب شهوة، وأنه قول شاذ وأنه اتباع للهواى، لالا، هذا لا يحل لك هذا غير مقبول بالمرة (1)، وهكذا التعصب يحمل صاحبه في القدح بالسلف كما قدح الكوثري بجماعة من الصحابة والتابعين لأنهم خالفوا في فتاويهم فتوى أبي حنيفة، قاتل الله التعصب.) اهـ.
وقال في نفس الكتاب ص70: وهو يوازن بين حسن كتابه وسوء كتاب الشيخ عبدالكريم:
(كتاب يصف فعل ابن عمر وفعل الإمام احمد رحمه الله وفعل جماعة من السلف يصفه بأنه ضلال كما في ص31.) اهـ
ولما رجعت إلي هذه الصفحة لم أجد هذا الكلام لا عن ابن عمر ولا عن أحمد ولا عن السلف!!.
بل إنني قرأت الرسالة كاملة لم أر الشيخ نسب الضلال لهؤلاء الذين ذكرهم الشيخ دبيان، وأيضاً فقد اتهم في التعزيز ص 55 الشيخ عبد الكريم: أنه يرمي الدعاة بأنهم من أعظم أسباب انتشار المنكرات وسفور المرأة، لفهم خاطئ لكلام الشيخ عبدالكريم.
مع العلم أن الشيخ دبيان كان يقول في تعزيز الإنصاف ص21:
(ولقد كنت أعاني ويعاني غيري من الدعاة من حمل كلامهم على غير وجهه، وأصبحت وأنت تعيد الكلام ثلاث مرات وتسوق احترازاته وتبدي وتعيد وترجو السامعين أن يفهموا الكلام على وجهه ولا يحملوه على كذا وكذا من المحامل السيئة ومع ذلك تجد الفهم الرديء والنقل المغرض) الخ كلامك يا شيخ دبيان.
فكيف بإلصاق التهم وتقويل ما لم يقله الشيخ؟
فأيهما أشد نسبتك أنت إلى الضلالة أم نسبة الصحابة والسلف؟
ولماذا تحمل كلام الشيخ عبد الكريم على غير وجهه؟
أيضاً: قال الشيخ - في التعزيز ص48 - من جملة إسقاطاته للشيخ عبدالكريم: (إنه يفتي بفناء النار).
وهذه مسألة فيها قولان للسلف، وقد أفتى بذلك الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي في فتوى معروفة منتشرة.
ونحن نعرف أن الشيخ دبيان وفقه الله ممن يطالب بقبول الرأي الآخر -كما في التعزيز ص43 - فقد وصف الحجر على رأي طالب العلم أنه نوع وصاية.
والشيخ عبد الكريم له رسالة عنوانها: لما كثر القيل والقال كتبها في ذي القعدة عام 1409، مما قاله ص7:
(وأما مسألة النار فلم آت فيها بجديد، ومن أراد النظر في ذلك فإنه في حادي الأرواح، وشفاء العليل، والصواعق المرسلة اختصار الموصلي لابن القيم، وإذا لم يعجبه ذلك فليطعن في الصحابة الذين تكلموا فيه وعلى من اقتدى بهم من السلف وعلى رأسهم ابن تيمية وابن القيم).
أيضاً: ذكر الشيخ في التعزيز ص51 قول الشيخ عبد الكريم في كتابه ص3: (قد امتلأت الدنيا اليوم من البحوث الفقهية والتفسير، فمن تأمل هذا كله لم يجد فيه جديد قد غفل عنه السلف).
ثم علق بقوله: (هذه دعوى من عبد الكريم إلى ترك البحوث الشرعية والسبب أنه لا جديد فيها قد غفل عنه السلف).
وهذا افتراء على الشيخ، فإن كتب الشيخ المطبوعة والمخطوطة في البحوث والعلوم الشرعية بلغت أكثر من مائة كتاب ورسالة، بل وهذا الكتاب الذي يقوم فيه بالرد عليه هو بحث في مسألة شرعية.
فلماذا تحمل كلامه على غير وجهه؟
وقد قرأت فتوى للشيخ عبد الكريم أصدرها عام 1418 يقول فيها:
ولا أحل لأحد أن ينسب إلي ما لم أقل.
وأنت يا شيخ نقلت قول الشاعر في التعزيز ص69:
والدعاوى إذا لم تقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء
فما جوابك يا أبا عمر؟
المظهر الرابع عشر
التقوّل على الشيخ عبد الكريم
لما نقل الشيخ عبد الكريم: أن الشيح دبيان قد ترك لحيته ولم يأخذ مما زاد عن القبضة، وأنه يقول عن تركه الأخذ من ما زاد على القبضة في لحيته إنه يحتمل السنة، جعل الشيخ دبيان هذا من التقوّل عليه – كما في التعزيز ص62 – وقال:
(أين نقلت عني هذا الكلام؟ لا بد إما أن يكون ذلك نقلاً عن كتابي الإنصاف، أو أخذته عني، أو نقل إليك).
وقال في التعزيز ص63: (ولا أعرف عبد الكريم ولم أره في حياتي)، وذكر أنه لا يعرف أصحابه ولا يجالسهم، وحمد الله على ذلك!!!!!.
ونحن نقول إحقاقًا للحق:
¥