تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الله عليه و سلم ورضى الله عنه. ثم يذهبون يسألون عن دم البعوض و هل هو نجس أم لا. و الوسوسة في النية في الصلاة و الصيام كثيرة، و هذه النية محلها القلب ولا يجوز التلفظ بها لا على جهة الجهر ولا الإستسرار فهذا معدود من جملة البدع، فتجد البعض قبل دخوله الصلاة يرفع صوته، و يقول نويت أصلى الظهر أربع ركعات مؤتماً بإمام مقيم، و قد يزيد عليه الثاني و يخطئ بعضهم بعضاً و يتخوفون هل قالوا هذه اللفظة أم لا، و هل تصح الصلاة بهذه الصيغة أم تبطل!!! و كلهم مخطئ في نفس الأمر، بل قد صار الكلام على النية أشبه بالألغاز عند الموسوسين رغم وجوبها فما يكاد الموسوس يسمع عن تبييت النية في الصيام مثلاً إلا و تنتابه الحيرة الشديدة و يتخوف لعله لم يبيت النية في بعض الأيام أو لعله تحولت نيته أثناء الصيام، و الأمر سهل يسير بإذن الله لا معاناة فيه، فبهذه النية – و بدون تلفظ – نفرق بين المشروع و المباح، و بين الحلال و الحرام، و بين الواجب و المستحب، و بين الواجب و الواجب، فالإنسان قد يمسك عن الأكل و الشرب ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس بل إلى أزيد من ذلك بنية الانتحار – و هذا فعل محرم – و الثاني قد يمسك بنية إنقاص الوزن – و هذا مباح ما لم يتضرر – و الثالث قد يمسك بنية صيام الاثنين و الخميس و الرابع قد يمسك بنية صيام رمضان أو كفارة يمين أو نذر ... ثم في نهار رمضان قد يشتهي الإنسان الطعام الطيب فلا يفسد صومه، أما من عقد العزم على الفطر فقد وقع صومه باطلاً ووجب عليه القضاء و خصوصاً عندما يتواكب ذلك مع قول أو فعل كحالة من يتشاجر فيقول: سأفطر فمثل هذا يجب عليه القضاء حتى وإن لم يأكل، ففي الحديث " إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به نفسها ما لم تتكلم أو تعمل به " و للوسوسة قد تحدث في إخراج الحروف وفي التلاوة و الترتيل حتى يحمر الوجه و تنتفخ العروق و الأوداج و يكاد العبد يختنق بسبب عسر الوسوسة الذي يتنافى مع قوله تعالى) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (" سورة القمر: 40 " و صاحب الوسوسة يظل يتخوف لعله لم ينطق بهذا الحرف أو لم يخرجه من مخارجه الصحيحة فتبطل بذلك صلاته!! ولو علم يسر الشريعة لما استدخل المشقة و الحرج على نفسه، فالفاتحة هي الواجبة في الصلاة و ما من آية من آياتها إلا و قرأت بأكثر من قراءة بحيث يندر وقوع اللحن فيها كما وضح شيخ الإسلام ابن تيميه، ككلمة الصراط تقرأ السراط و الزراط، و كلمة ملك قرأت مالك أيضاً، و كلمة عليهم، تقرأ عليهٌم، عليهمٌ .... و هذا من رحمة الله بعباده، والإنسان قد لا يحسن أخذ شئ من القرآن ولا يحفظ التشهد فيقرأ مكانها سبحان الله و الحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر و ذلك حتى يتعلم و ليس له أن يترك الصلاة، و الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، و الذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران، و الصلاة التي يغلب عليها الوسواس لا يؤمر العبد بإعادتها حتى وإن خرج منها بنصفها أو ثلثها أو عشرها، إذ سماها النبي صلى الله عليه و سلم، و ليس للمرء إلا ما عقل من صلاته، و لم يأمر صلوات الله و سلامه عليه بإعادة هذه الصلاة كما ورد في مجموع الفتاوى. ولا شك أن التفقه في الدين و معرفة السنن سبيل قوى للخروج من دائرة الوسوسة، فالمسلم الذي يحب النبي صلى الله عليه و سلم و يحرص على متابعته و يعلم أنه على الحق المبين و الصراط المستقيم وأن أكمل و أشرف مخلوق وأنه لا يحل مخالفته ولا يتصور الهدى في غير طريقته قال تعالى) وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (" سورة الشورى: 52 " و قال) وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (" سورة النساء: 115 " و قال) فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (" سورة النور: 63 ". من علم ذلك لابد وان يجاهد نفسه في التزام السنن) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (" سورة العنكبوت: 69 ". وأن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير