[من خطب جامع الخراشي الرياض السعودية]
ـ[طاهر المجرشي]ــــــــ[23 - 12 - 07, 08:50 م]ـ
الحمد لله الذي شرف هذه الأمة فجعلها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله أحمده تعالى وأشكره على ما أولاه وأشهد ألا إله إلا الله كتب الخيرية والفلاح لدعاة الخير والإصلاح وأشهد أن محمد عبده ورسوله حامل لواء الدعوة والجهاد والكفاح صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الذين ساروا على نهجه. ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب المساء والصباح. أما بعد ...
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد بن عبدالله وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار وعليكم بجماعة المسلمين وإمامهم فيد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار.
أيها المسلمونستكون خطبتنا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذه الشعيرة العظيمة بعد أن سمعت وقرأت وناقشت من لا خلاق لهم يخوضون في الحديث عن الحسبة والمحتسبين سلباً وثلباً عبر القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية وبعض المجالس التي يخوضها العامة وأنصاف المثقفين وغيرها من الوسائل والأماكن. فرأيت لزاماً على توجيه الناس إلى ما فيه جمع الكلمة والألفة وصفاء القلوب وإظهار الحق ودفع الباطل والدفاع عن بلاد الحرمين
-حرسها الله من كل مكروه ومنكر -.
أيها المسلمون: إن الإيمان بالله –عز وجل- والدعوة إليه والنصح والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر وإشاعة الخير والفضيلة بين الناس ومحاربة الشر والرذيلة والفساد واستئصاله من المجتمع من أبرز سمات هذه الأمة أمةٍ محمد r التي فاقت بها سائر الأمم يقول الله جل وعلا: {كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}، كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القطب الأعظم في هذا الدين والمهمة الكبرى للأنبياء والمرسلين والصالحين بل قد عده بعض أهل العلم ركناً سادساً من أركان الإسلام.
أيها المسلمون: وإني من هذا المكان أبرق برسالةٍ لمن كان ديدنه لمز الهيئات أو همزها.
لمن كان دينية السب والشتم لرجال الهيئات أو لجهاز الحسبة بوجهٍ عام إلى الذين ليس لهم إلا إشاعة الفوضى والغيبة لهؤلاء الأشاوس إلى الذين ينسجون الأكاذيب ويختلقون الأحاجي ويضخمون الأمور ويهولون الأخطاء إلى الذي ضعفت عقيدتهم بربهم أبرق بهذه الرسالة عبر بريد المحبة وأثير النصح. فأقول
إن هذه الشرذمة القليلة التي نبذت الخير واستاقت خيل الباطل وشمرت عن سلاح الحقد الدفين على ثلاث طبقات:
1 - الطبقة الأولى: هم منافقون أعماهم النفاق فلا يريدون الإسلام والمسلمين أن ينعموا بالأمن والأمان وصيانة الأعراض والأخلاق والدليل قال تعالى: {المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف}. هذه صفاتهم وهذه أخلاقهم فلا نستغرب قيامهم بهذه الهجمة الشرسة على هذا الجهاز الأمني وتضخيم أخطاءه وهذا الطابور هم أخطر عدو ابتليت به الأمة الإسلامية من عهد النبي r إلى يومنا وجهادهم يكون بمنهج القرآن والسنة من الرد على باطلهم وتعرية أفكارهم – ولتعرفهم في لحن القول -.
2 - الطبقة الثانية: هم شهوانيون دنيويون من فساق المسلمين كانت لهم صولات وجولات, قمع رجال الحسبة باطلهم وأخذ على أيديهم في قضايا معلومة من بيع وترويج المخدرات أو المسكرات أو بيوت الدعارة أو قضايا الخلوة أو قضايا المعاكسات في الأسواق وإيذاء المسلمات الطاهرات فتجدهم يسبون الهيئة من أجل ذلك وابحثوا عن ملفات هؤلاء في مراكز الهيئات ستجدون العجب والعجائب.
3 - الطبقة الثالثة: أناس جهال يتبعون كل ناعق يهرفون بما لا يعرفون ينقلون الكذب والإشاعات في المجالس ويذمون جهاز الحسبة بلا قصد أعلنوا هم جهلهم فأساؤا الأدب وحادوا عن الجادة – نسأل الله السلامة -.
فهؤلاء الثلاثة المنافق والشهواني والجاهل هم سبب هذا الاضطراب وهذه الهجمة الشرسة على جهاز الحسبة فاحذروا: عافاني الله وإياكم أن ينطبق عليكم وصف واحدٍ من هؤلاء الضالين.
أيها المسلمون: أما رسالتي فأقول لمن ملأ قلبه حقداً وحسداً وبغضاً على رجال الحسبة وجهازها لقد وقعت في طوامٍ عظيمة وفواقر كبيرة وخالفت أصولاً ثابةً أجملها في الآتي:
¥