أولاً: مخالفة أمر الله في القرآن الكريم الذي أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وحث عباده المؤمنين عليه فكيف بك وأنت خصم لله. نسأل الله السلامة.
ثانياً: مخالفة أمر النبي r بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {فاليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنه أو يصيبهم عذاب أليم}.
رابعاً: مخالفة لسياسة هذه البلاد منذ عهدها الأول حتى يومنا هذا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
خامساً: الوقوع في النفاق: فمن صفات المنافقين كراهية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
سادساً: إنّ صمام الأمان في المجتمع هم رجال الحسبة الذين يزيلون الخبائث والمنكر ويحفظون الأعراض.
سابعاً: إنّ ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحقق اللعنة على تاركه وهو صفة من صفات اليهود والنصارى. قال تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتلون لمن منكم فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}.
ثامناً: يريد هؤلاء أن ينتشر الفحش والفاحشة في المجتمع فيضيع الناس وتضيع أعراضهم. قال تعالى: {ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً}.
تاسعاً: إن بلاد الحرمين الشريفين هي البلاد الوحيدة في العالم التي فيها رئاسة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذه خصيصة لهذه البلاد وفخر على سائر البلاد فيريد هؤلاء الضالون إزالة هذه الخصيصة.
-وأنىّ لهم ذلك-.
عاشراً: إن بلاد الحرمين الشريفين أقل بلاد المسلمين انتشاراً للجريمة والفواحش والمسكرات والخنا كل ذلك بفضل الله وحده ثم بفضل رجال الهيئات ومن على شاكلتهم من جميع القطاعات الأمنية.
فيريد هؤلاء الضالون أن ينتشر الفساد بإلغاء مراكز الهيئات
-فهيهات هيهات لهم ذلك-.
أيها المسلمون: يا خير أمة أخرجت للناس إنه لا سبيل إلى مواجهة التحديات والوقوف أمام المؤامرات إلا بالتمسك بالثوابت واليقينات والمبادئ والمقومات التي يترتب عليها عز هذه الأمة وسعادتها في الحياة وبعد الممات مع حسن التعامل مع المتغيرات وجماع هذه الثوابت: هو القيام بهذه الشعيرة العظيمة والفريضة الكريمة التي هي الأصل الأصيل والأساس المتين الذي متى ما قامت به الأمة عزّت وسادت وانتصرت وقادت إنه قوام هذا الدين به نالت هذه الأمة الخيرية على العالمين.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه وأشكره على آلائه وامتنانه وأصلي وأسلم على محمد وآله وأصحابه وأنا معهم برضوانه، أما بعد
أيها المسلمون: والله إننا نشهد الله على حب رجال الهيئات والدعاء لهم لما يفضلون به من مهام جسيمة تعمل على تجفيف منابع الشر في الأمة وحراسة ثغور المجتمع من تسلل الجريمة بدعوى الحرية الشخصية أوالتقدمية الزائفة أو المدنية المأفونة.
ويكفي رجال الهيئات فخراً دفاع ولاة الأمر في هذه البلاد عنهم وصد هذا الهجوم الشرس مما قاله: وزير الداخلية الأمير نايف-حفظه الله- قبل أربع سنوات قولته التي- دخلت التاريخ من أوسع أبوابه- وحقيق أن تكتب بماء الذهب: قال حفظه الله: (ستبقى الهيئات ما بقيت هذه البلاد) فو الله إنها كلمة برد وسلام نزلت على قلوب الغيورين وشوكة في حلوق المنافقين. -فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء-.
أيها المسلمون: واعلموا –رحمني الله وإياكم- أنّ رجال الهيئات بشر وليسوا بملائكة لا يخطئون وتجرى عليهم حكمة الله وإرادته الكونية مع ذلك هم معرضون للخطأ ولديهم أخطاء كثيرة كغيرهم من الأجهزة فمثلاً:
1 - رجال الشرطة ألا يخطئون.
2 - رجال البلدية ألا يخطئون.
3 - الأطباء في المستشفيات ألا يخطئون ويقتلون الناس.
4 - المعلمون ألا يخطئون.
5 - السائقون ألا يخطئون فيدهسون الناس.
لماذا أخطاء هؤلاء مغفورة مستورة؟؟؟؟؟ وأخطاء رجال الهيئات مكشوفة مضخمة-0 لكنه الهوى والضلال المبين-.
أيها المسلمون: إنه إذا أفلت زمام هذا الأمر وطوى بساطه وقل أنصاره. وأخفقت رايته. وأهمل علمه وعمله فشت الضلالة. وشاعت الجهالة وفسدت البلاد وهلك العباد. تخيلوا رحمني الله وإياكم خلو المجتمع من الهيئات لمدة
-أسبوع واحد- ماذا سيحل بنا من الفساد الخلقي ومن انتهاك لأعراض العفيفات في الأسواق وانتشار للخمر والمسكرات. فمع وجود الهيئات وجدت هذه الطوام فكيف إذا لم تكن هناك هيئات.
فالله الحمد من قبل ومن بعد0 وجزى الله ولاة أمورنا خير الجزاء وأجزل الله لهم المثوبة فتلك جهود مذكورة مشكورة وعند المتصفين غير منكورة يجب أن تروى فلا تطوى.
أيها المسلمون: قبل نزولي من هذا المكان اذكر نفسي وإياكم بما أمر به نبينا محمد r .
روى الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله r يقول: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان).
وفي رواية (وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردلٍ).
¥