[وقفة مع سند كتاب مسند أبي داود الطيالسي]
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[20 - 01 - 03, 04:23 ص]ـ
[وقفة مع سند كتاب مسند أبي داود الطيالسي]
ـ انتشر في الآونة الأخيرة من أحدهم يدعي نسبة كتاب أبي داود لمسنده والذي بين أيدينا، ويدعي فيه أيضاً من فتات كلمات شاذة ذكرها أنه من تصنيف راوي الكتاب عن الطيالسي وهو يونس بن حبيب. وهنا أقدم لإخواني سند الكتاب معتمداً على الله أولاً ثم على ابن حجر والذهبي الذين اعتبرهما أهم وصلة لنا في وقتا في معرفة مزيد من علم الحديث ودراسة الأسانيد وعلم التراجم بما فيها من جرح وتعديل.
وهذا بالدرجة الأولى ليس رد عليه، وإنما اعتبرت نفسي وكأنني أحقق الكتاب، حيث إن من أهم الأعمال التي يقوم بها الباحث في تحقيق كتاب أن يقوم بالبحث في سند الكتاب والسماعات عليه ومن ذكره من العلماء ونقول العلماء عنه ونسبته،
هذا وللعلم فإن مسند أبي داود الطيالسي مسند مشهور ولا يحتاج إلى بيان، ولولا انتشار كلام من ادعى أنه ليس من تصنيف أبي داود وإنما من تصنيف راويه عنه وهو يونس بن حبيب لما بحثت في الموضوع، بل والعجيب في كلامه أنه جعل وكأن أهل العلم مختلفين في نسبة التصنيف، فأقول وبالله التوفيق،
سند الكتاب والموجود بين أيدينا المطبوع يعتمد على نسختين خطيتين، وقد سقطت من النسختين عدة مسانيد للصحابة، وتلك المسانيد هي أحاديث لـ: العباس بن عبد المطلب والفضل بن عباس وعبد الله بن جعفر وكعب بن مالك وسلمة بن الأكوع وسهل بن سعد الساعدي ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص. وتبين ذلك من خلال الورقة الأولى للجز الرابع من مسند الطيالسي حيث كتب أسماء المذكورين من الصحابة ولم ترد أحاديثهم فيه.
ـ سند النسخة الأولى: (أخبرنا القاضي أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن قيس اللبان المتوفى في سابع عشر ذي الحجة سنة 597 المعدل قراءة عليه وأنا أسمع بأصبهان في سنة اثنتي وتسعين وخمسمائة، قيل له أخبركم أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد المقري قراءة عليه وأنت تسمع في محرم سنة اثنتي عشر وخمسمائة، فأقر به، قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ قراءة عليه وأنا أسمع في المحرم من سنة اثني وعشرين وأربعمائة، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قراءة عليه في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة قال: حدثنا أبو بشر يونس بن حبيب قال: حدثنا أبو داود الطيالسي قال: ... ... الكتاب.
ـ والكتاب المسند يتكون من إحدى عشر جزءاً: والجزء الأول: ويبدأ بأحاديث أبي بكر الصديق، وآخره الجزء الحادي عشر: وينتهي بحديث الحسن العرني عن ابن عباس. وعلى كل جزء كتب:
(رواية أبي بشر يونس بن حبيب بن عبد القاهر العجلي عنه، رواية أبي محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس عنه، رواية أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ عنه، رواية أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد المقرئ عنه).
وهذا يتكرر في كل جزء من أجزائه، وهو كما ترى سند الكتاب.
ـ وكتب آخر الكتاب: (آخر مسندات أبي داود الطيالسي رحمه الله وعفر الله لكاتبها والحمد لله وحده وصلاته على خير خلقه وآله أجمعين).
ـ أما سند النسخة الأخرى، فكتب أوله: (الجزء الأول من المسند الصحيح تأليف الإمام أبي داود الطيالسي مولى قريش رواية فيه عن مشايخه رحمهم الله. رواية أبي بشر يونس بن حبيب بن عبد القاهر العجلي عنه، رواية أبي محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس عنه، رواية أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ عنه، رواية أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد المقرئ عنه).
وهذه النسخة سماها المحقق بالنسخة العتيقة، وعليها سماع، فكتب: (بسماع مالكه الصدر عفيف الدين أبي إبراهيم إسحاق بن يحيى بن إسحاق الآمدي الحنفي أسبغ الله ظله عن شيخه بطرق مختلفة إليه).
[الذهبي وابن حجر وكتاب مسند الطيالسي]
وأبدأ مع الإمام الذهبي،
ـ قال الذهبي في السير (9/ 382) في ترجمة الطيالسي: سمع يونس بن حبيب عدة مجالس مفرقة، فهي المسند الذي وقع لنا.
¥