- وقال بعضهم: انبجس الماء من وجه الأرض.
- وقال بعضهم: هو التنور الذي يخبز فيه.
وهذا الأخير هو ترجيح إمام المفسرين الطبري رحمه الله؛ لأن هذا هو مشهور كلام العرب:
قال في تفسيره (ج15 ص321): (وأولى هذه الأقوال عندنا بتأويل قوله: (التنور)، قول من قال: "هو التنور الذي يخبز فيه"، لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب، وكلام الله لا يوجه إلا إلى الأغلب الأشهر من معانيه عند العرب، إلا أن تقوم حجَّة على شيء منه بخلاف ذلك فيسلم لها. وذلك أنه جل ثناؤه إنما خاطبهم بما خاطبهم به، لإفهامهم معنى مَا خاطبهم به.)
3 - السير على منهج السلف واتباع سبيلهم:
ومن أهم سماته:
أ - يقدمون النقل على العقل في تفسير القراّن عامة وفي تفسير نصوص الأسماء والصفات خاصة.
ب - يجمعون بين القراّن والسنة.
ج - رفض ما دونه الفلاسفة والمتكلمون.
د - ينبذون التقليد الأعمى و لا يتعصبون لمذهب بعينه، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو يتحدث عنهم (ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم)
قلتُ: هذه المقولة في مجموع الفتاوى ج3 ص347
- وقد حدث في هذا خلل من بعض الفرق المبتدعة نتيجة عدم سيرهم على مذهب السلف الصالح رضوان الله عليهم، وهذا الخلل يتمثل في جوانب عديدة منها:
أ - الخلل في باب الأسماء والصفات:
ووقع فيه المعتزلة وغيرهم.
وقد وضع العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله قواعد لعدم الخلل في هذا الباب وهي:
أ - تنزيه الله جل وعلا عن مشابهة المخلوقين.
ب - الإيمان بما وصف الله به نفسه، أو وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم، فليس أحد أعلم بالله من الله عز وجل ثم رسول صلى الله عليه وسلم.
ج - قطع الطمع عن إدراك الكيفية.
قلت: انظر أضواء البيان ج3 ص19 في تفسيره الماتع لقول الله تعالى (إن هذا القراّن يهدي للتي هي أقوم ........ الاّية) الإسراء 9
ب - النظرة السطحية للقراّن وعدم التقيد بفهم السلف
وقد وقع فيه الخوارج وغيرهم، حيث كفروا عليا رضي الله عنه؛ لأنه حكم الرجال والله عز وجل يقول: (إن الحكم إلا لله) فأجروا الاّية بسطحية ولم يفهموها بفهم الصحابة رضوان الله عليهم.
4 - فهم مقاصد القراّن الكريم:
ومنها:
أ - إخراج الناس من الظلمات إلى النور:
(الر كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) إبراهيم 1
ب - بناء مجتمع مسلم:
(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) البقرة 151
ج - نبذ الشرك:
(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) الأحقاف 5
د - تنصيب أمير مسلم يجتمع عليه المسلمون بعيدا عن التفرق:
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ...... الاّية) اّل عمران 103
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ ..... الاّية) النساء 59
فائدة من الشيخ:
الطب عبارة عن تجريب لأدوية نفعت في علاج مرض معين، فهكذا يمكن أن يجرب الاستشفاء ببعض اّيات القراّن من أمراض معينة بشرط أن لا ينسب ذلك إلى الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم وأن لا يقطع بها، بل تكون من باب التجريب وقد تجدي أو لا تجدي، و لا يقال عن هذا إنها من البدع؛ لأننا لم ننسبها إلى الشرع المطهر.
مثال:
ذكر الشيخ أن مما جرب أن قراءة قوله تعالى (رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين) أربعين مرة في سجدة بنية الشفاء من العقم يأتي بنتيجة، وذكر الشيخ أنه أخبر اثنين بهذا، فاتصلا به وبشراه بأنهم قد شفوا ولله الحمد.
فهذه مفاتيح لتدبر القراّن بالإضافة إلى الاستعداد الفطري للمرء والموهبة والذكاء ونحو ذلك.
ثالثا:تطبيق عملي على ثلاث اّيات كريمات من القراّن الكريم:
الاّية الأولى:
¥