بعد أن قرأتُ جُزءاً من موافقات (الشاطبيّ)، منَعَنِي الشاطبيُّ عن الإتمام
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[25 - 12 - 07, 07:21 م]ـ
(لطيفة): بعد أن قرأتُ جُزءاً من موافقات (الشاطبيّ)، منَعَنِي الشاطبيُّ عن الإتمام!! بعد أن اطَّلعتُ على تهذيب الجيزاني – والذي أرى أنَّه قد وُفِّقَ في تهذيبه وإن اختلف معي بعض الأحبَّة – خلصتُ إلى نتيجةِ أنَّ المتخصِّص والمُتفنِّن؛ لابدَّ أن يقرأ الأصل – أعني الموافقات – لأمورٍ لا تخفى .. وهذا الكتابُ في الحقيقةِ عجبٌ عُجاب .. قد لا يعرفُ قدرَه إلاَّ من سبرَ غَوْرَه! – وإن كنتُ لستُ منهم - .. وليس هذا موطنُ الكلامِ عن موافقات الشاطبيُّ؛ فهو بحقٍّ أنموذجٌ للعالِمِ المُتَشرِّب، والريَّان المتأرِّب، على ديانةٍ عظيمةٍ – كذا نحسبُه رحمه الله - .. ! ونقدُه في مسائل علميَّة كانت أو عمليَّة لا يُنقصُ من مقداره .. لمَّا عقدتُ العزمَ بعد - أن حضرتُ جملةً من شرحِه على أحد العلماء – على قراءتِه ومدارسته .. بدأتُ – بحمد الله - .. وفعلاً استلذَّ العقلُ، وطَرِبَ الفؤادُ بتسعِ مقدِّمات من أولَّه؛ إذا بالشاطبيِّ – رحمهُ اللهُ – ينهاني عن الإتمام – مع شوقي للولوج في المقدَّمة العاشرة -، بل أستطيعُ القول بأنًَّه – رحمه الله – قد زجرني!؛ إذ قال (1/ 124): ( .. ومن هنا لا يُسْمح للنَّاظرِ في هذا الكتاب أن ينظرَ فيه نظرَ مُفيدٍ أو مُستفيد؛ حتى يكون ريَّانَ من عِلمِ الشَّريعةِ؛ أصُولها وفرُوعها، منقولِها ومعقولِها، غيرَ مخلدٍ إلى التقليد والتعصب للمذهب، فإنَّه إنْ كان هكذا خِيفَ عليه أن ينقلبَ عليه ما أُودِعَ فيه فِتْنةً بالعَرَض - وإن كان حكمةً بالذات - والله الموفق للصواب)! فهلْ من شافعٍ لي عند الإمام؛ لأكملَ القراءة والإتمام؟:) إذْ إنَّ شرطَ الرِّيِّ صعبٌ؛ فلو شرط التأصيل؛ لكان ثمَّ مخرجٌ!
مُحبُّكم / خليلُ الفوائد.
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 11:35 م]ـ
وفقكم الله أخي خليل ورزقني وإياكم العلم الأصيل
فكيف بمن لم يبلغ التأصيل أن يلج هذا الباب الطويل
ولكن لعل ريَّاناً يأتي فيروينا ويشفع لكَ ويُدنينا
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[26 - 12 - 07, 01:58 ص]ـ
وفقكم الله أخي خليل ورزقني وإياكم العلم الأصيل
فكيف بمن لم يبلغ التأصيل أن يلج هذا الباب الطويل
ولكن لعل ريَّاناً يأتي فيروينا ويشفع لكَ ويُدنينا
بارك الله فيك أخي الكريم أبا حازم ..
أجابَ اللهُ دعاءَك .. ورفع قدرك ..
ـ[عصام البشير]ــــــــ[26 - 12 - 07, 01:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
من عجائب هذا العصر - وعجائبه جمة - أن بعض صغار الطلبة في الجامعة خصوصا، يشرعون في النظر في كتاب الموافقات وهم ما درسوا قط كتابا كاملا من كتب أصول الفقه، فضلا عن كتب العربية، فضلا عن أن يكونوا من المتمكنين الراسخين في علوم الشريعة.
فلذلك لا تجد على ألسنتهم إلا كلمات جوفاء لا يفقهون من معانيها غير قشور لا تغني، قد طالعوها في هذا الكتاب أو في بعض ملخصات أساتذتهم، من قبيل: المقاصد، وحفظ الكليات، والمصالح، الخ.
ثم تجدهم ينزلونها في غير مواضعها، فيستحلون كثيرا مما حرم الله، من حيث يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
وكتاب الموافقات ليس من مبادئ العلم البتة، وإنما هو عصارة فكر، أحاط بعلوم الشريعة إجمالا وتفصيلا. والطالب إذا لم يتدرج من صغار العلم إلى كباره، لم ينل من مراده شيئا.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[26 - 12 - 07, 03:02 م]ـ
بارك اللهُ فيكم شيخنا الحبيب أبا محمد ..
وكتاب الموافقات ليس من مبادئ العلم البتة، وإنما هو عصارة فكر، أحاط بعلوم الشريعة إجمالا وتفصيلا. والطالب إذا لم يتدرج من صغار العلم إلى كباره، لم ينل من مراده شيئا.
ـ[ابو الريم]ــــــــ[26 - 12 - 07, 07:40 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه اجمعين
اما بعد
لست من فرسان هذا الميدان ولكن فائده لعلها تنفعني وإياك
في مرة عند احد مشايخنا ويشرح كتاب الإشاره للباجي ونقل عن الشاطبي ما معناه ان هذه الشريعه شريعه أميه وكان سبب هذه الكلمه بعض عبارات الاصوليين المعقده
بعد الدرس قلت يا شيخ هذا الكلام لا ينطبق على الموافقات ففيه شيء من الصعوبه قال هو يقول لا يقرأ هذا الكتاب إلا من بلغ او كاد يبلغ رتبة الاجتهاد
ولكن (الكلام لشيخنا) انا انصحك ان لا تفوت على نفسك قراءة الكتاب خصوصا مقدماته (انتهى كلامه)
ولا يخفى عليك اخي الكريم ان هذا الكلام لمن عنده حصيله جيده
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[26 - 12 - 07, 10:12 م]ـ
بارك اللهُ فيك أبا الرِّيم ..
وقد قلتُ في تعليقٍ على كلام أحد الأحبَّة (في الألوكة):
بل لا أخفيك سِراًّ أنني سأعصي الإمام؛ وسأواصلُ الإتمام .. لعلي أبلغ المرام .. وأنقِّحُ الأفهام بالإفهام ..
لكنَّها لطيفةٌ أحببتُ أن أضعها بين يديّ أحبَّتي ..
وبلا شكٍّ أنَّ الريَّ الذي طلبُه الإمام؛ بعيدٌ عنِّي .. لكنَّها الهمَّة التي ينبغي أن ينشدها كلُّ طالبِ علمٍ ..
¥