[الشيخ " السعيد " .... ونقص الأرض من أطرافها ... !]
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[20 - 01 - 03, 09:27 ص]ـ
يوم الخميس الماضي، نقصت الأرض من بعض أطرافها، وقبض " شيء " من آثار النبوّة، وشاهد من شواهدها، وقبس من نورها، إنه الزاهد العابد الشيخ " محمد بن أحمد السعيد "، نزيل مكة والمجاور فيها، بعد عمرٍ حافل، تجاوزت أعوامه المائة، عمرها بالعلم والعمل ونفع العباد، فرحمه الله من عبدٍ صالح ...
ومن سعِدَ بزيارة الشيخ في بيته " بعزيزية " مكة، وقف على بقيّةٍ من أخلاق السلف، التي كادت أن تندثر في زماننا إلا ما وقى الله. صوت متهدّج بالعبرات، وموعظة تقطع نياط القلوب، وصدعٌ بالحق لا يراعي فيها لومة لائم، لا يدعك تلتقط أنفاسك حتى يتناول كتاباً " سلفياً " فيقرأ ما يفتح الله به، فتخرج من عنده بغير القلب الذي دخلت به، حقاً لقد كانت مجالس الشيخ على حد قول القائل " تعال بنا نؤمن ساعة " ...
إنه الشيخ محمد بن سعيد: أحد إخوان " من طاع الله " .....
ولا عجب بعد ذلك أن ترى منزل الشيخ ـ رحمه الله ـ قبلة لمن ينزل مكة، من أهل العلم والعمل والدعوة، كما هو موئل ذوي الحاجة والمسكنة، فرحم الله الشيخ رحمة واسعة.
"""""""""""""""""""""""""""""""""
وهذه مقالة كتبها الشيخ " عبدالوهاب الطريري "، حول وفاة الشيخ " محمد السعيد " رحمه الله تعالى:
وفاة آخر تلاميذ الشيخ سعد بن عتيق
د. عبدالوهاب بن ناصر الطريري
16/ 11/1423
19/ 01/2003
لا شيء يعدل قراءة التأريخ حينما يكون مكتوباً على تقاسيم رجل معمّر يختزل في ذاكرته مسيرة قرن وأحداث مائة سنة، والأهم من ذلك أن يكون هذا الرجل المئيني يتمتع بذاكرة جيدة تسمح له بأن يظل على تواصل جيد مع من حوله ليحدثهم، حتى لو لم يقصد بتاريخ لن يكتب له البقاء إلا إذا جادت به ذاكرته!.
ذلك هو الشيخ محمد بن أحمد السعيد، الذي توفي يوم الخميس الموافق 13/ 11/1423هـ، لتفقد مكة واحداً من أهل العلم والزهد والعبادة.
ولد الشيخ عام 1322هـ في مدينة الرياض، وفي سن مبكرة وجد هذا الغلام نفسه فوق منارة من منائر مسجد الإمام تركي بن عبد الله، يحفظ وينافس أصحابه في حفظ كتاب الله، ليجتمع له علو المكان وعلو الروح في موقف عفوي لا يخلو من دلالات.
وتمضي الأيام ليصبح الشيخ محمد واحداً من تلاميذ الشيخ سعد بن عتيق ومن أقران الشيخ محمد بن إبراهيم، ويرى الشيخ سعد في هذا الطالب أمارات الصدق والإخلاص فيتخذه قارئاً خاصاً، يستعين به في قضاء حوائجه ويستودعه أسراره، ويسهر معه بعد العشاء ليقرأ له الدروس التي سيقوم بشرحها في الغد، ويعهد إليه بكتابة رسائله وما يصدر عنه، وكان منها إجازته للشيخ محمد بن إبراهيم بأسانيده ومروياته.
وينتشر خبر الشيخ ويستفيض ذكره فيطلبه الملك عبد العزيز آل سعود؛ ليقرأ في مجالسه القرآن وكتب العلم، كسيرة ابن هشام وتفسير ابن كثير، ثم عمل بعد ذلك في رئاسة الديوان الملكي، ثم أميناً على الزكوات والصدقات، يتفقد بها أحوال الفقراء والمحتاجين ويعينهم على نوائب الدهر.
أحيل للتقاعد سنة 1384هـ واعتذر عن المواصلة في العمل الحكومي، وانتقل إلى مكة، وأقام بها، وانقطع للعبادة، وكانت له خلوة بجوار الحرم، وكان مقصوداً من العلماء والكبراء، وكان ممن يتعاهده بالزيارة كلما جاء إلى مكة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
ورغم أنه كان ملازماً لفراش المرض في آخر عمره، إلا أن وقته كان عامراً بالعبادة، محفوظاً بالذكر، و كان لا يدع زوّاره وعوّاده وهو في هذه الحال من قراءة في كتاب، وكان هو الذي يقرأ مواضع مفيدة يختارها من بطون الكتب، لتتحول الزيارة إلى حلقة ذكر ومجلس إيمان.
وكان الشيخ سمح المحيا رضي النفس، لا يكاد زائره يخطئ في ملامحه وحديثه سلامة القلب وزكاء النفس، وصدق اللهجة وإدمان الذكر، فكان رحمه الله ممن تذكر رؤيته بالله، يعظ بحاله أكثر من مقاله.
رحم الله الشيخ رحمة واسعة، وجعل منقلبه إلى مغفرته وجنته ورضوانه.
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[15 - 02 - 06, 08:51 ص]ـ
رحمه الله .. أصول الشيخ البلدية هل تعود إلى الزلفي ـ بلد الشيخ د. عبدالوهاب ـ أم هو من "السعيد" أهل الرياض؟
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[15 - 02 - 06, 10:05 ص]ـ
رحمه الله، ورفع منزلته في عليين ..
ـ[عبد الله آل صالح]ــــــــ[19 - 02 - 06, 04:44 م]ـ
بل هو من "السعيد" أهل الرياض
وما زال أخوه العابد صالح بن أحمد السعيد يسكن في ظهرة البديعة بالرياض