تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[متفائلة]ــــــــ[27 - 12 - 07, 11:33 م]ـ

الوصف التاسع: أن التلاميذ يعرفونه، وذلك في قول المسيح: "وأما أنتم فتعرفونه" والمعرفة هنا معرفة علمية، فالتلاميذ يعرفون نبي الإسلام بالأوصاف التي أخبرهم بها المسيح - عليه السلام - كما يعرفون "الروح القدس" بأوصافه لا بشكله، فهذا الوصف كما يمكن أن يصدق على الروح القدس يصدق على نبي الإسلام – صلى الله عليه وسلم -.

الوصف العاشر: أنه لا يفارق التلاميذ بل يكون معهم وفيهم، " لأنه ماكث معكم ويكون فيكم " وقد اعتمد النصارى على هذا الوصف في نفي أن يكون المراد بال"بروكليت" محمداً - صلى الله عليه وسلم – حيث قالوا: إن التلاميذ ماتوا قبل بعثة نبي الإسلام بقرون فكيف يصح أن يقال: إنه فيكم ومعكم؟ والجواب عن هذا يكون بتحديد المراد بخطاب المسيح -عليه السلام - هل هو أعيان التلاميذ أم عموم الأمة النصرانية؟ والجواب أن المراد هم عموم الأمة النصرانية، وأن الخطاب ليس محصورا في التلاميذ، ولا فيمن عاصر المسيح عليه السلام، بدليل قول المسيح عليه السلام لتلاميذه: " أقول لكم: من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة، وآتياً على سحاب السماء" (متى 26/ 64)، وقد مات المخاطبون وفنوا، ولم يروه آتياً على سحاب السماء فدل على أن المراد بالخطاب عموم أتباعه - عليه السلام - من رآه ومن لم يره.

الوصف الحادي عشر: أنه يشهد للمسيح، وذلك في قول المسيح:" فهو يشهد لي"، وهذا الوصف ينطبق على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، أكثر من انطباقه على "الروح القدس" إذ أننا نجد النبي – صلى الله عليه وسلم - يبريء المسيح من ادعاء الألوهية، ويشهد بمقام النبوة والرسالة، في حين لا نجد للروح القدس أي شهادة بهذا الخصوص ولا بغيره!!

الوصف الثاني عشر: أنه يبكت – يوبخ - العالم على الخطيئة، حيث قال المسيح: " ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية، وعلى بر، وعلى دينونة "، وهذا الوصف ينطبق على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو الذي وبخ العالم على الخطايا والذنوب، والنصوص القرآنية والنبوية أكثر من أن تحصر في ذلك.وأما توبيخه العالم على البر فقد فسره المسيح بقوله " وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني "، ومعناه أنه سيوبخ القائلين بصلبه، المنكرين لنجاته من كيد أعدائه، وأما توبيخه الشيطان الذي أطلق عليه المسيح رئيس العالم فهو بانتشار هديه، ودخول الناس في دين الله أفواجاً، وإغاظة الشيطان وإذلاله كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (ما رؤى الشيطان يوماً هو فيه أصغر، ولا أدحر، ولا أحقر، ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة، وتجاوز الله عن الذنوب العظام) رواه مالك، وهذه الأوصاف من دينونة الخطايا والبر والشيطان لم تصح عن "الروح القدس" كلها، فهو لم يوبخ الناس على الخطايا، ولم يوبخ الشيطان، ومن أنكر ذلك فليأتنا بنصوص عن "الروح القدس" تبين ذلك وتوضحه.

الوصف الثالث عشر: أنه يرشد إلى جميع الحق، وذلك في قول المسيح: " فهو يرشدكم إلى جميع الحق" وهذا الوصف يصدق على نبي الإسلام – صلى الله عليه وسلم – فهو الذي أرشد الأمة، بل البشرية جميعا إلى كل شيء إن لم يكن على سبيل التفصيل فعلى سبيل الإجمال وبيان مفاتيحه فهو فصل في الأمور الدينية والأخروية وبين مناهج التعامل مع الشؤون الدينية وسبل التعاطي معها، فعلم الأمة صغائر الأمور وكبارها، والآداب والأخلاق والمعاملات والسياسة والاقتصاد، فما من خير إلا ودلنا عليه، وما من شر إلا وحذرنا منه، في أن هذه الميزة لا تعرف للروح القدس ومن زعم أن الروح القدس أرشد الأمة النصرانية لجميع الحق فليأت ببينة ذلك وأنى له!!

الوصف الرابع عشر: أنه يخبر بأمور مستقبلة "ويخبركم بأمور آتية" وهذا الوصف يصدق على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث أخبر الأمة بأمور كثيرة مستقبلة حدثت في حياته وأخرى بعد وفاته، ومن يطلع على علامات آخر الزمان التي أخبر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وحجم النبوءات التي أخبر بها النبي وتحققت يقطع بصحة نبوته وصدق رسالته، في حين أنه لم يحفظ للروح القدس أنه أخبر بأمور مستقبلية بحجم أو قريب مما أخبر به عليه الصلاة والسلام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير