[من حوادث المخدرات-خطبة من جامع الخراشي-]
ـ[طاهر المجرشي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 08:32 ص]ـ
(المخدرات)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده وخليله r وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} أما بعد ...
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار وعليكم بجماعة المسلمين وإمامهم فيد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار.
أيها المسلمون: حديثنا اليوم عن المخدرات ولكن ليس عن حكمها الشرعي ولا عن أضرارها على البدن والمال والمجتمع فإنها معلومة لدى أمة الإسلام إنما حديثنا اليوم عن آثارها في واقع متعاطيها وماذا يحصل للمتعاطي وهو في سباتٍ عميق من غياب العقل والضمير فإلى متعاطي المخدرات هذه القصص (لقد كان في قصصهم عبرة) (نحن نقص عليك أحسن القصص).
اقرأ التاريخ إذ فيه العبر * ضل قوم لا يدرون ما الخبر
هذه الوقائع وهذه القصص ليست من نسج الخيال إنما من واقع الناس وواقع أصحاب الأبيض والحشيش واقع السجون ومستشفيات الأمل واقع الأطباء والشوارع والسكن واقع لا يخفى على كل ذي لعب- ولا حول ولا قوة إلا بالله- وإلى الله نشكو هذه الحال المزرية وهذا البعد العظيم عن شريعة الله التي اقتضت تحريم هذه السموم.
أيها المسلمون: هذه قصة رجلٍ وقع في المخدرات ومن آثار التعاطي مرض الوسوسة خاصة من سجائر الحشيش وفي يوم من الأيام نزل من منزله ليحمي سيارته فوسوس أن رجلاً عند زوجته العفيفة الطاهرة فأخذ مفتاح العجل وصعد إلى منزله فوجد امرأته تصلي الفجر وهي ساجدة فضربها ضربة على رأسها فصاحت بأعلى صوتها فضربها الثانية فتجمع الجيران فضربها الثالثة على مؤخرة عنقها فانهمر الدم كالنافورة وفارقت الحياة فدخل الناس واستيقظ الأطفال وهم يصيحون (ماما) وأمهم في بركة من الدماء قد فارقت الحياة فشك الناس في الزوج بعدما أفاق وجدوه في غير عقله،
فانظروا رحمني الله وإياكم إلى هذا الأثر الخطير وإلى هذه النهاية المأساوية من مخدرات إلى قتل {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاءه جهنم}.
القصة الثانية: أحد الشباب سافر مع زوجته وأطفاله للنزهة وكان في أحد الفنادق وكان مبتلي بهذه السموم وكان يستخدمها فشكت زوجته في الأمر وأخذت شيئاً منها للتحليل فإذا بها تفاجأ أنها مخدرات فعاتبت زوجها فانقلب وحشاً وقال لا دخل لك بي وهو تحت تأثيرها أخذ طفلين ورمى بهما من النافذة فماتا من ساعتهما ثم أخذ كرسياً واحداً يضرب به زوجته حتى كسر عظامها فداهمت الشرطة الرجل وأنقذت الزوجة المحطمة،
فانظروا رحمني الله وإياكم إلى هذا الأثر الخطير عند فقدان الشعور والإحساس كيف قتل أطفاله وحاول قتل زوجته.
القصة الثالثة: امرأة توفي زوجها ولديها طفل صغير أفنت شبابها بتربيته ورفضت جميع الأزواج الذين تقدموا لها حتى تربي ولوها وكبر الشاب حتى بلغ الثانية والعشرون من عمره والتحق بشلة الفساد والمخدرات والمسكرات فدخل على والدته وهو تحت تأثير المخدرات بسلاح فاغتصبها تحت تهديد السلاح وبعد أن استيقظ أخبرته الخبر فلجأ إلى مادة البنزين لحرق نفسه. فصاحت أمه وأمسكت به وقالت سامحتك ليس لي إلا أنت في هذه الدنيا،
فانظروا رحمني الله وإياكم إلى هذا الأثر العظيم عن فقدان العقل كيف تجعل صاحبها ينتعك الأعراض.
القصة الرابعة: يدخل هذا الشاب ليلاً إلى منزله ويجد أخته أمام التلفاز فيجرها إلى الغرفة تحت تأثير السلاح فيغتصبها والعياذ بالله وتمر الأيام والأخت تطرد العرسان الذين يخطبونها ودموعها تسيل ليلاً ونهاراً.
خبروني بربكم من الذي جنى عليها وما ذنبها .. إلا هذه المخدرات والمسكرات والعياذ بالله.
¥