تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[31 - 12 - 07, 01:56 ص]ـ

س/ من يعترف ببعض الصفات دون بعض سماحة الشيخ هل تجوز إمامته والصلاة خلفه؟

ج/ هذا قول الأشاعرة يؤمنون ببعض الصفات ويتأولون البقية، وهو مذهب باطل لا يجوز، الواجب الإيمان بجميع الصفات الواردة في الكتاب العزيز، والسنة المطهرة الصحيحة، هذا هو الواجب. عند أهل السنة والجماعة، الواجب إثبات جميع ما ذكر الله في كتابه العظيم من أسمائه وصفاته, وهكذا ما ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث الصحيحة يجب إثباتها لله، وإمرارها كما جاءت، مع الإيمان بها واعتقاد أنه سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11) سورة الشورى. فالواجب إثباتها إثباتاً بلا تمثيل, وأن ينزه -سبحانه- عن مشابهة خلقه تنزيهاً بلا تعطيل. ولهذا يقول أهل السنة والجماعة، يجب الإيمان بأسماء الله وصفاته عن الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. والذي يُعرف أن يؤول بعض الصفات لا ينبغي اتخاذه إمام. لكن لا يكفر؛ لأنها شبهة، لكن لا ينبغي أن يتخذ إمام، ينبغي أن يتخذ إمام آخر سواه، لأن الأشاعرة وإن كانوا تأولوا بعض الصفات لهم شبهة في التأويل، فهم ليسوا كفاراً بهذا القول, ولكنهم ارتكبوا بدعة وضلالاً يجب على من كان كذلك أن يتوب الله من ذلك، وأن يلتزم مذهب أهل السنة والجماعة؛ لأن الواجب عدم التأويل في جميع الصفات.

بيان فرقة الأشاعرة

هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة أم لا وهل نحكم عليهم من المذهب أنهم كفار؟ [1]

الأشاعرة من أهل السنة في غالب الأمور ولكنهم ليسوا منهم في تأويل الصفات وليسوا بكفار بل فيهم الأئمة والعلماء والأخيار ولكنهم غلطوا في تأويل بعض الصفات، فهم خالفوا أهل السنة في مسائل منها تأويل غالب الصفات، وقد أخطأوا في تأويلها والذي عليه أهل السنة والجماعة إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل ولا تحريف ولا تشبيه وتُمر كما جاءت مع الإيمان بأنها حق وأنها صفات ثابتة لله سبحانه على الوجه اللائق به عز وجل لا يشابه فيها خلقه سبحانه وتعالى، كما قال عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [2]، وقوله: وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ [3].


[1] من فتاوى الحج، الشريط الرابع.

[2] سورة الشورى، الآية 11.

[3] سورة الإخلاص، الآية 4.

http://www.binbaz.org.sa/mat/4169

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[31 - 12 - 07, 08:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله في الشيوخ الكرام
أخي الكريم حاتم الدوسي وفقني الله وإياك

أولاً: لا يخفى أخي الكريم أن الله تبارك وتعالى يجب توحيده بألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته فتوحيده بألوهيته بان لا تصرف العبادة لغيره فلا يشاركه فيها أحد وتوحيده بربوبيته بان لا يشرك معه غيره في أفعاله وتوحيده في أسمائه وصفاته بأن لا يشاركه غيره في صفاته الكاملة أو يماثله أحد من خلقه بها وتوحيده بهذه الأمور يقابله الشرك.

ثانياً: قد دلت النصوص على أن اعتقاد مماثلة المخلوقين لله عز وجل شرك ومن ذلك:
1 - قوله تعالى: {هل تعلم له سمياً} فالسمي هو النظير والمثل فهذا توحيد له بصفاته ويقابله الشرك.
2 - وقوله تعالى: {ليس كمثله شيء} والمثل هنا المراد به الصفة أي ليس كصفته شيء من الأشياء وهذا أيضاً توحيد له بصفاته ويقابله الشرك.
3 - وقوله تعالى: {ولم يكن له كفواً احد} والكفؤ هو المثل والمساوي والمراد نفي الشبه والمثل له سبحانه وتعالى فليس له مماثل في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته.
4 - وقوله تعالى: {فلا تضربوا لله الأمثال} فقد نهى أن يضرب له سبحانه المثل؛ لأنه لا مثل له ولا كفء ولا نظير.
5 - وقوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون} فسر الإلحاد بالتكذيب كما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما وفسر بالشرك قال قتادة: {يلحدون}: يشركون، وقال عطاء: الإلحاد المضاهاة، والمراد أن تشبيه الله بخلقه إلحاد وشرك ومضاهاة، ومن ذلك ما فعله المشركون حينما اشتقوا لمعبوداتهم أسماء من أسماء الله كالعزى من العزيز واللات من الله كما روي ذلك عن ابن عباس ومجاهد.

ثالثاً: أن ما له مثيل ونظير تكون صفات الكمال قد انقسمت بينه وبين نظيره وهذا هو الشرك ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فنفى العيوب و النقائص يستلزم ثبوت الكمال و نفي الشركاء يقتضي الوحدانية و هو من تمام الكمال فإن ماله نظير قد إنقسمت صفات الكمال و أفعال الكمال فيه و في نظيره فحصل له بعض صفات الكمال لا كلها فالمنفرد بجميع صفات الكمال أكمل ممن له شريك يقاسمه إياها و لهذا كان أهل التوحيد و الإخلاص أكمل حبا لله من المشركين ا لذين يحبون غيره الذين إتخذوا من دونه أندادا يحبونهم كحبه) مجموع الفتاوى (17/ 144)

رابعاً: أن توحيد الله بأسمائه وصفاته وأفعاله يستلزم توحيده بألوهيته فمن كان متصفاً بصفات الكمال التي لا يشاركه فيها احد كان مستحقاً للعبادة ومن كان يشاركه فيها غيره لم يستحق إفراده بها وكان غيره أيضاً مستحقا لها وهذا مما ينزه الله عز وجل عنه ولذلك ما عبد المشركون قديماً وحديثاً معبودات سوى الله إلا أنهم أعتقدوا فيهم صفات الكمال التي يجب إعتقاد إنفراد الله عز وجل بها كما حدث من أهل الجاهلية وكما حدث من غلاة الرافضة والصوفية.

خامساً: ان اعتقاد مماثلة المخلوقين لله عز وجل يستلزم النقص في صفاته تبارك وتعالى وهو صفة المخلوقين وهذا يقتضي تسوية الله بالمخلوقين في صفات النقص وهو شرك ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ في عدة مواضع من كتبه: (الممثل يعبد صنما والمعطل يعبد عدماً) مجموع الفتاوى (5/ 196، 261) (6/ 515) (8/ 432) (12/ 73) درء تعارض العقل والنقل (3/ 283) الجواب الصحيح (4/ 406).

والله أعلم
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير