تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومركز ابن خلدون مشتهر ومعروف عنه عمق الصلة مع الجهات الأمريكيَّة، والمدعوم من قِبَلِها كما أنَّ (جمال البنا) ممَّن يُشهَد لهم ويُعرَفون بحضورهم المؤتمرات الأمريكيَّة عميقة الصلة مع مؤسَّسة (راند) التي أقيمت بمصر.

(جمال البنَّا) صدرت فيه تقارير من مجمع البحوث الإسلاميَّة في مصر، والتي حكمت بكفر بعض أقواله التي جاءت في بعض كتبه التي خاضت في الزندقة والفساد والفكري، بل إنَّها منعت وأمرت بمصادرة كتابه (مسؤولية فشل الدولة الإسلاميَّة في العصر الحديث) ومنعه من الطبع والتوزيع، للضلالات والترَّهات التي ذكرت فيه!

ومع هذا فالعجب العجاب أن نقرأ عنه في وسائل الإعلام أنَّه مفكر إسلامي! فأي تفكير إسلامي يحمله هذا الرجل، وهو ينسف عرى الإسلام عروة عروة؟!

لقد فضح (جمال) نفسه، في مقابلة مع "رويترز" حين سئل عن علاقته بأخيه الشيخ حسن البنَّا -رحمه الله- فقال: (كنت دائماً مستقلاً. أنا وأخي لدينا وجهات نظر مختلفة. لقد كان مسلماً تقليدياً تماماً، بينما تلقيت أنا تعليماً علمانياً" [25] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=53&ArticleID=1763#_ftn25)!!

وهذا نصُّ ما قاله (جمال البنَّا) عن نفسه، فكيف إذاً نطلق على هذا الذي تلقَّى تعليماً علمانياً، ونقول بأنَّه مفكِّر إسلامي؟!

نعم! لا يُلام بعض الإعلاميين حين يطلقون عليه ذلك؛ لجهلهم وعدم معرفتهم بحقيقة هذا الرجل، وأقواله الضالَّة، وكما قيل: فاقد الشيء لايعطيه!

ولكنَّ هناك كثيراً منهم يتلقَّط هذه الفتاوى، ليسيء بها إلى أسماعنا نحن المسلمين، وحقيق بـ (جمال البنَّا) أن يقال فيه ما قاله بعضُ العلماء في فقهاء الجهل والضلالة:

وقال الطانزون له: فقيه فصعَّد حاجبيه به وتاها

وأطرق للمسائل: أي بأني ولا يدري لعمرك ما طحاها

المأمول من علماء المسلمين ومفكريهم:

من هذا المقال فإنِّي أوجه دعوةً للعلماء والدعاة بأن يقوموا بنقض أقواله، ليعرف قبح ما رأى وفساد ما قاله! وعلى رأسهم مجمع الفقه الإسلامي فهو على رأس القائمة، التي ينبغي لها أن تمتطي ركاب الذب والدفاع عن مبادئ الإسلام، وكشف عوار المتسلِّقين والمفسدين لنصوصه وتعاليمه.

إنَّ من المهم بمكان أن يقرأ العلماءُ كتبَ هذا الرجل، ويصدروا الحكم اللائق به، ويثبتوه عليه في المحاكم -هذا إن حكمت عليه بما قيل عنه- ثمَّ ينال جزاء ما قاله وكتبه من أقوال ضالَّة؛ فقد ارتقى مرتقى صعباً أنَّى له الوصول إليه، وهو ما بين وقت وآخر يستصدر حكماً من عقله (المضطرب) لإلغاء قضيَّة من قضايا الشريعة.

وما زالت قناعتي تزداد بأنَّ هذا الليبرالي أولى أن يسمَّى بـ (جمال الماجن)، ولقد عقد قديماً بعضُ علماء الحنفيَّة فصولاً في كتب الفقه في باب (الحجر) حول ضرورة الحجر على من أسموه بالمفتي الماجن، بل لقد جعل الإمام أبو حنيفة (المفتي الماجن) أحطّ من منزلة السفيه، مع أن مذهبه عدم الحجر على السفيه إن كان حراً عاقلاً بالغاً، وإنما استثنى (المفتي الماجن) من ذلك لعموم الضرر به في الأديان؛ فإنه يفسد دين المسلمين، ومن أراد التوسع فليرجع لبدائع الصنائع للكاساني، وتبيين الحقائق للزيلعي، وغيرهما من كتب الفقه الحنفي.

وقد نقل الإمامُ ابن القيِّم عن أبي الفرج ابن الجوزي قوله: " ... وهؤلاء بمنزلة من يدل الركب وليس له علم بالطريق, وبمنزلة الأعمى الذي يرشد الناس إلى القبلة, وبمنزلة من لا معرفة له بالطب وهو يطبب الناس, بل هو أسوأ حالاً من هؤلاء كلهم, وإذا تعيَّن على ولي الأمر منعُ من لم يحسن التطبب من مداواة المرضى؛ فكيف بمن لم يعرف الكتاب والسنة, ولم يتفقه في الدين؟ ".

ثمَّ قال ابن القيِّم -رحمه الله- عن شيخه ابن تيميَّة: "وكان شيخنا -رضي الله عنه- شديد الإنكار على هؤلاء, فسمعته يقول: قال لي بعض هؤلاء: أجعلت محتسباً على الفتوى؟! فقلت له: يكون على الخبازين والطباخين محتسب، ولا يكون على الفتوى محتسب؟! " [26] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=53&ArticleID=1763#_ftn26).

فأين المؤسَّسات والمجامع والهيئات العلميَّة والعلماء الذين يستطيعون فضح هذا الرجل وإسكاته أو الحد من خروجه في وسائل الإعلام للتحدث في كل مسألة وكأنَّه بها إمام، وفي فهمها همام، وما هو إلاَّ مخرِّب وللدين هدَّام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير