وأخيراً: ما أحسنَ أن نروِّح عن أنفسنا بقوله -تعالى-: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف: 8 - 9].
ولو أنَّ (جمال البنَّا) عرض تلك الآراء على علماء الشريعة المتخصِّصين، حتَّى يعلم جرم ما قاله وأن فهمه كان مخالفاً للصواب؟ لكنَّه – مع الأسف- لا يعتدُّ إلاَّ برأيه، بل نظرته للفقهاء المعاصرين نظرة سيئة للغاية، إذ لا يرى أحداً منهم يستحق أن يعرض فكره ورأيه عليه، أو أن يشاوره به، وهذا أمر ملاحظ في كتاباته، وخرجاته الفضائيَّة.
كتبت هذا التعقيب والتوضيح في التنبيه على ضلالات (جمال البنَّا)، توضيحاً لضلال من ضل، خشية أن يفتتن به بعضُ الناس، ورداًَ وذباً عن حمى الشريعة.
نعم ... قد يكون في الكلام قسوة، وفي النقاش شدَّة، بيد أنَّ من قسا على الشريعة، وأراد ضربها بمعاوله الرديئة، فينبغي أن يُقْسَى عليه، وقد قيل:
خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري
لا بدَّ يوماً أن تُصادي فاصبري
كما ينبغي أن يُعْلَم أنَّ خلافنا مع جمال البنَّا، ليس خلافاً يسيراً يُعذرُ المخالف بمخالفة المسلمين فيه، بل هو خلاف في مبادئ الشريعة وثوابتها أصلاً!
اللهم إنِّي أسألك بهذا التوضيح لضلالات هذا الرجل القبول والأجر، وأسألك الثبات حتَّى الممات، وأن تحمينا وتعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله حمدًا كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحبه ربنا ويرضاه.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=53&ArticleID=1763#_ftnref1) بتصرف يسير من: المصلحة في التشريع الإسلامي، للدكتور مصطفى زيد، ص217، وفي هذا الكتاب قطعة من شرح الطوفي في شرح حديث (لا ضرر ولا ضرار) حقَّقها وعلَّق عليها الدكتور مصطفى زيد، وهي جزء من شرح كامل للطوفي للأربعين النووية.
[2] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=53&ArticleID=1763#_ftnref2) جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر (1/ 784)، والبحر المحيط (6/ 326).
[3] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=53&ArticleID=1763#_ftnref3) جمال البنَّا: قراءة في مشروعه النقابي والفقهي، للأستاذ حسام تمَّام، على هذا الرابط:
http://www.alwihdah.com/view.php?cat=1&id=1364 (http://www.alwihdah.com/view.php?cat=1&id=1364)
[4] (http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=53&ArticleID=1763#_ftnref4) ( ما هي المرجعية الإسلامية الملزمة: القاهرة: 15 - 8 - 2000).
[5] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=53&ArticleID=1763#_ftnref5) أخرجه البخاري في صحيحه برقم (4886).
[6] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=53&ArticleID=1763#_ftnref6) سنن أبي داود (4604).
[7] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=53&ArticleID=1763#_ftnref7) الرسالة، للشافعي: ص78.
[8] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=53&ArticleID=1763#_ftnref8) كتابه: (الحرية ص77).
[9] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=53&ArticleID=1763#_ftnref9)http://www.aljazeera.net/NR/exeres/B8CF1D75-D8BC-45FC-864A-803C9DDA85C7 (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/B8CF1D75-D8BC-45FC-864A-803C9DDA85C7)
[10] (http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=53&ArticleID=1763#_ftnref10) جريدة القاهرة (15/ 8/2000).
[11] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=53&ArticleID=1763#_ftnref11) كتابه: لا حرج: ص94.
[12] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=53&ArticleID=1763#_ftnref12) ( السنة في الفقه الجديد) لجمال البنَّا.
[13] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=53&ArticleID=1763#_ftnref13) ( الجهاد أضغاث أحلام) لجمال البنا.
¥