تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الإضرار بالدين باسم الدين و وجوب ثبات المصلحي للشيخ العربي التبسي]

ـ[سمير زمال]ــــــــ[29 - 12 - 07, 08:17 م]ـ

الإضرار بالدين باسم الدين و وجوب ثبات المصلحين [1] ( http://www.sahab.net/forums/#_ftn1)

للعالم السلفي:

الشيخ العلامة: العربي بن بلقاسم التبسي

تزكية الشيخ العلامة: عبد الحميد بن باديس للشيخ العربي التبسي – رحمهما الله –

((الأستاذ العربي: عالم قضى سنوات بالأزهر و نال شهادة التطويع من جامع الزيتونة و قد عاد إلى وطنه الجزائر و مسقط رأسه "تبسة" ينشر العلوم و يهذب العقول و يحارب الخرافات و البدع و يعمل لتكوين نشأة متعلمة مهذبة، و الشهاب يبتهج بأن يكون واسطة لإيصال معارفه و إرشاداته إلى قرائه الكرام)) [2] ( http://www.sahab.net/forums/#_ftn2)

إن أخوف ما يخافه المسلمون الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم على دينهم دعوة الدجاجنة الذين سيكونون بين يدي الساعة أولئك النفر الذين جعلهم الله فتنة لمن لم يرد بهم خيرا فلم يفقههم في الدين و قد قضت سنة الله أن يكونوا أتباع كل ناعق و أنصار كل ضال، و عونا على الحق الذي لم يُصف يوما من أيامه من صراع الباطل، و جلبه بخيله و رجله على كتائب الحق و في التاريخ و الآثار و غيرهما عضات تملأ النفوس عبرة في أيّام معجزات الوحي فكم خلبت بهرجة الباطل من حِجَى، و استولت على ألباب و عقول و أضلت من أمم لم ترزق توفيقا و لا أعطيت استعدادا للفصل بين الحق و الباطل و قد كانت هذه السنة التي بثها الله في العالم لسر يعلمه و غاية الناس إليها صائرون عامة شاملة من أيّام آدم حتى يرث الله الأرض و من عليها، و إذا كلفت نفسك أيّها القارئ قليلا من العناء، فانظر في تاريخ الأديان السابقة على الإسلام فإنك و لا بد ستعود مقتنعا بأنها لم تسلم من الأوضار التي لحقتها بعد أن كانت نقية بيضاء و لازالت بها تبسطها و تقبضها حتى أحالتها إلى تبديل كتبها و تغيير معالمها و إحلال الشهوات و آراء الرجال و أهواء الشياطين محل الهدي الإلهي و لم يكن أهل هذه الملّة لينجوا مادام الشيطان قد أُهمل و الحظوظ مرغوبا فيها بأنفسهم مما مكن الله منه الشيطان أولياءه، مما يدخلونه على الدين من انتحال المبطلين و تحريف الغالين، أللهم إلا طائفة قد أخبر بها الصادق المصدوق أنه لا تزال على الحق لا يضر ها من خالفها حتى يأتي أمر الله و هي طائفة سائرة على ما قد كان عليه الصحابة إعتقادا و عملا و لسابق علم الله و قديم قضائه أخذت حميا ضلالات الضالين تدب في عظام قوم ينتسبون إلى أهل هذه الملّة و يلقون على أنفسهم حلّة أمة الإسلام، و يزعمون لأنفسهم ما زعمهم الأحبار و الرهبان حتى فعلوا في هذا الدين مثلما فعل أسلافهم من الأمم السابقة – لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه-[3] ( http://www.sahab.net/forums/#_ftn3)

و ما كان العالم البصير بالأديان ليخفى عليه أن الملأ الذين ألقوا بجرائهم عن الأديان السابقة و صيروها إلى كفر بواح قوم كانوا أهل خصوصية بين أقوامهم يصدرون عن آرائهم و يوردون فلا عجب إن أُصبنا في أعز عزيز لدينا – و هو ديننا – الذي تولى الله حفظه من ناحية أناس يدعون لأنفسهم ما ادعاه الأحبار و الرهبان.

و إن تعجب فعجبٌ أمر هؤلاء الذين يريدون من علماء الدين أن يُذعنوا لأباطيلهم و يطأطئوا رؤوسهم أمام عظمة أهوائهم، و ما ضمتها من عفونات ما يلقيه الشيطان عليهم رغم تعاليم الدين الذي يلعن من يكتم من الدين المنزه على محمد – صلى الله عليه و سلم شيئا و كأن هؤلاء لم يعلموا أننا لم نكتب ما كتبه إخواننا من أهل الدين و البصيرة النافعة لقضاء شهوة من الشهوات أو طلب دخل من الدخول أو لنيل حظ من الحظوظ.

أما إذا بقيتم كما كنتم و على ما عرفتم، و رضيتم النقيصة في دينكم و دنياكم و جماعتكم فإياكم عني الشاعر العربي إذ قال:

إن دام هذا و لم تحدث له غير ... لم يبك ميت و لم يفرح بمولود

العربي بن بلقاسم التبسي

و نقله:

سمير زمال

أبو صخر ضياء الدين جعريري

------

ترقبوا منّا المزيد من مقالات الشيخ السلفي العربي بن بلقاسم التبسي

و صلى الله و سلم و بارك على عبده و نبيه

[1] ( http://www.sahab.net/forums/#_ftnref1) مقال نشر بجريدة الشهاب، عدد 82، السنة الثالثة.

[2] ( http://www.sahab.net/forums/#_ftnref2) هذه الكلمة التعريفية التي مهدت بها جريدة الشهاب بقلم مديرها الشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله.

[3] ( http://www.sahab.net/forums/#_ftnref3) أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير