تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أين مصدر هذه القصة التي ذكرها الشيخ الددو عن القاضي عبد الوهاب؟]

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 02:32 م]ـ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.

ذكر فضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو حفظه الله في شرحه للورقات أن القاضي عبد الوهاب بن نصر المالكي رحمه الله من أهل بغداد، وأراد الخروج منها غضباً لسوء معاملة أهلها له، فخرج فلقي بعض عوام الناس خرجوا ليجمعوا الحطب؛ ليبيعوه في بغداد، فإذا اثنان منهم يتكلمان في قضية الاستثناء، فقال أحدهما للآخر: لو لقيت ابن عباس رضي الله عنهما لقلت له: لو كان الانفصال في الاستثناء مقبولاً لقال الله تعالى لأيوب عليه السلام: استثن ولم يقل له: (خذ بيدك ضغثاً فاضرب به)! فإن أيوب عليه السلام حلف أن يضرب عدداً من الأسواط لا يتحمله المضروب، فبعد الندم على ذلك أمره الله أن يأخذ بيده ضغثاً من النخل -يجمع عدداً من العثاكيل- فيضرب به ولا يحنث، فجعل ذلك مانعاً من الحنث، ولو كان الاستثناء كافياً هنا لقال: استثن، قل: إن شاء الله، فيخرج من عهدة اليمين، فرجع القاضي إلى بغداد وترك سفره، وقال: بلد حطابه -أي: الذين يجمعون الحطب- يناقشون ابن عباس بالقرآن لا يخرج منها. انتهى كلامه.

http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=150941

أين مصدر القصة؟؟ لأني لم أجدها في ترجمته في هذه الكتب:

1 - ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض.

2 - الديباج المذهب في أعيان المذهب لابن فرحون.

3 - وفيات الأعيان لابن خلكان.

4 - تاريخ بغداد للخطيب.

5 - البداية والنهاية لابن كثير.

6 - حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة للسيوطي.

بل كل هذه الكتب ذكرت أنه هاجر إلى مصر، بعد ضيق عيشه ببغداد .... فأين مصدر القصة وجزاكم الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.

ـ[مسلم2003]ــــــــ[30 - 12 - 07, 03:53 م]ـ

رغم تتبعي لكل أخبار القاضي عبد الوهاب، لم تمر بي هذه القصة، لكن من حفظ حجة على من لم يحفظ كما قال أهل العلم ..

إلا أن الذي يقوي أن الاشتباه في اسم صاحب الحادثة -أي أنه غير القاضي عبد الوهاب- أن القاضي عبد الوهاب ترك بغداد فعلاً .. وذهب إلى مصر وعاش هناك إلى أن مات .. رحمه الله تعالى ورضي عنه ..

والله أعلم

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[30 - 12 - 07, 07:55 م]ـ

ألم تطلع على هذا الجواب أيها الموفق؟:

القصة مشهورة في كتب أصول الفقه في مباحث الاستثناء (كالتقرير والتحبير لابن أمير الحاج والبحر المحيط لأبي حيان الأندلسي وشرح الكوكب المنير لابن النجار والإبهاج للسبكي وغيرها) ولكنهم ينسبونها لأبي إسحاق الشيرازي -وفي المطبوع للإبهاج "أبو إسحاق المروزي"- وينسبونها لذيل تاريخ بغداد لابن النجار ونصها:

(وفي تاريخ بغداد لابن النجار: أن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي أراد الخروج مرة من بغداد , فاجتاز بعض الطريق , وإذا برجل على رأسه سلة فيها بقل , وهو يقول لآخر: مذهب ابن عباس في تراخي الاستثناء غير صحيح.

ولو صح لما قال الله تبارك وتعالى لأيوب عليه السلام {وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث} بل كان يقول له: استثن , ولا حاجة إلى التوسل إلى البر بذلك , فقال الشيخ أبو إسحاق: بلدة فيها رجل يحمل البقل يرد على ابن عباس: لا تستحق أن يخرج منها) انتهى.

وثمة روايات أخرى لمضمون القصة فمثلاً:

جاء في أحكام القرآن لابن العربي -ونقلها عنه القرطبي في تفسيره-:

(نكتة: كان أبو الفضل المراغي يقرأ بمدينة السلام , فكانت الكتب تأتي إليه من بلده , فيضعها في صندوق , ولا يقرأ منها واحدا مخافة أن يطلع فيها على ما يزعجه أو يقطع به عن طلبه , فلما كان بعد خمسة أعوام , وقضى غرضا من الطلب , وعزم على الرحيل شد رحله , وأبرز كتبه , وأخرج تلك الرسائل وقرأ منها ما لو أن واحدة منها قرأها في وقت وصولها ما تمكن بعدها من تحصيل حرف من العلم , فحمد الله تعالى , ورحل على دابته قاشه , وخرج إلى باب الحلبة طريق خراسان , وتقدمه الكري بالدابة , وأقام هو على فامي يبتاع منه سفرته ; فبينما هو يحاول ذلك معه إذ سمعه يقول لفامي آخر: أي فل , أما سمعت العالم يقول يعني الواعظ: إن ابن عباس يجوز الاستثناء ولو بعد سنة , لقد اشتغل بالي بذلك منه منذ سمعته يقوله: وظللت فيه متفكرا ; ولو كان ذلك صحيحا لما قال الله تعالى لأيوب: {وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث}. وما الذي كان يمنعه من أن يقول حينئذ: قل إن شاء الله؟ فلما سمعته يقول ذلك قلت: بلد يكون الفاميون به من العلم في هذه المرتبة أخرج عنه إلى المراغة؟ لا أفعله أبدا ; واقتفى أثر الكري , وحلله من الكراء , وصرف رحله. وأقام بها حتى مات رحمه الله) انتهى.

وجاء في طبقات الشافعية لابن السبكي:

(وذكر أن أبا بكر بن العربي رحمه الله قال سمعت فتاة من بغداد تقول لجارتها لو كان مذهب ابن عباس في الاستثناء صحيحا لما قال الله تعالى لأيوب عليه السلام {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلا تَحْنَثْ} بل كان يقول استثن حكاه أبو العباس القرافي) انتهى.

ولم أجد القصة المنسوبة للقاضي عبد الوهاب بن نصر فلعلها في أحد المصادر التي لا اطلاع لنا عليها .. والله اعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير