اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُون) البقرة10 , وسادسها الإخلاصُ وهو تصفيةُ العمل من جميع شوائب الشرك، بأن لا يقصد بقولها طمعًا في الدنيا، ولا رياء ولا سمعة , قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ) متفق عليه , وسابعها المحبة لهذه الكلمة، ولما تدل عليه، ولأهلها العاملين بمقتضاها , فأهل لا إله إلا الله يحبون الله حبًّا خالصًا وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره , وقال سبحانه و تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ) البقرة16.
باب معنى شهادة أن محمدًا رسول الله
س6) ما معنى شهادة أن محمدًا رسول الله؟
معنى شهادة أن محمدًا رسول الله هو الإقرار باللسان والإيمان بالقلب بأن محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي رسول الله عز وجل إلى جميع الخلق من الجن والإنس , قال تعالى (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) الأعراف158 , وأن لا يعبد الله تعالى إلا عن طريق الوحي الذي جاء به صلى الله عليه وسلم قال تعالى (قُل لاّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلآ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلآ أَقُولُ لَكُمْ إِنّي مَلَكٌ إِنْ أَتّبِعُ إِلاّ مَا يُوحَىَ إِلَيّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَىَ وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكّرُونَ) الأنعام50, وأن يصدق فيما أخبر، و يمتثل أمره فيما أمر، وأن يجتنب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع , قال تعالى (وَمَآ آتَاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ) الحشر7 , وأن لا يعتقد أن له حقاً في الربوبية وتصريف الكون، أو حقاً في العبادة، بل هو صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد ورسول لا يكذب، لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً من النفع أو الضر إلا ما شاء الله , قال تعالى (قُل لاّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاّ مَا شَآءَ اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسّنِيَ السّوَءُ إِنْ أَنَاْ إِلاّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأعراف188، وأنه صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل , قال تعالى (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) الأحزاب 40.
ومتابع الرسول صلى الله عليه وسلم لا تتحقق إلا بستة أوصاف هي:-
أولاً) - أن تكون العبادة موافقة للشريعة في سببها، فأي إنسان يعبد الله بعبادة مبنية على سبب لم يثبت بالشرع فهي مردودة ليس عليها أمر الله ورسوله، ومثال ذلك الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، فهو غير موافق للشرع ومردود.
ثانيًا) - أن تكون العبادة موافقة للشريعة في جنسها، مثل أن يضحي الإنسان بفرس، فلو ضحى الإنسان بفرس كان بذلك مخالفاً للشريعة في جنسها؛ لأنه لم يثبت ذلك في الشرع.
ثالثاً) - أن تكون العبادة موافقة للشريعة في قدرها فلو أن أحداً من الناس قال أنه يصلي الظهر ستاً فهل هذه العبادة تكون موافقة للشريعة! كلا لأنها غير موافقة لها في القدر.
رابعاً) - أن تكون العبادة موافقة للشريعة في كيفيتها فلو أن الإنسان فعل العبادة بجنسها وقدرها وسببها لكن خالف الشرع في كيفيتها فلا يصح ذلك، ومثال ذلك رجل صلى فقدم السجود قبل الركوع لا تصح صلاته.
خامساً) - أن تكون العبادة موافقة للشريعة في الزمان، مثل أن يصوم الإنسان رمضان في شعبان أو في شوال، أو يصلي صلاة الظهر قبل الزوال أو بعد أن يصير كل شيء مثليه؛ لأنه إن صلاها قبل الزوال صلاها قبل الوقت وإن صلاها بعد أن يصير ظل كل شيء مثله صلاها بعد الوقت فلا تصح صلاته قبل الوقت ولا تصح بعد الوقت إلا من عذر.
سادساً) - أن تكون العبادة موافقة للشريعة في مكانها، فلو أن إنساناً وقف يوم عرفة بمزدلفة لم يصح وقوفه؛ لعدم موافقة العبادة الشرع في مكانها.
باب في نوا قض الشهادتين
س7) ما هي نوا قض الشهادتين؟
¥