الإيمان بالكتب يتضمن أربعة أمور , أولها الإيمان بأن نزولها من عند الله حقاً , قال تعالى (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِي نَزّلَ عَلَىَ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِيَ أَنَزلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ فَقَدْ ضَلّ ضَلاَلاً بَعِيداً) النساء136 , وثانيها الإيمان بما علمنا من أسمائها , كالقرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى (وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) المائدة48 , والتوراة التي أنزلت على موسى صلى الله عليه وسلم، قال تعالى (أَمْ لَمْ يُنَبّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىَ) النجم 36 , وقال تعالى (إِنّ هََذَا لَفِي الصّحُفِ الاُولَىَ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىَ) الأعلى19 والإنجيل الذي أنزل على عيسى صلى الله عليه وسلم، قال تعالى (وَقَفّيْنَا عَلَىَ آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ) المائدة 46 , والزبور الذي أوتيه داود عليه السلام , قال تعالى (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً) النساء163 , وأما ما لم نعلم اسمه فنؤمن به إجمالا ً , وثالثها تصديق ما صح من أخبارها , كأخبار القرآن، وأخبار ما لم يبدل أو يحرف من الكتب السابقة , ورابعها العمل بأحكامها , ما لم ينسخ منها، والرضا والتسليم به سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها، وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم , قال تعالى (وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) المائدة48 , وعلى هذا فلا يجوز العمل بأي حكم من أحكام الكتب السابقة إلا ما صح منها وأقره القرآن.
باب في معنى الإيمان بالرسل
س16) ما معنى الإيمان بالرسل؟
الإيمان بالرسل هو الاعتقاد الجازم بأن لله رسلاً اصطفاهم لتبليغ رسالاته، فمن اتبعهم فقد اهتدى، ومن عصاهم فقد غوى , قال الله تعالى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ) البقرة85 , وأنهم قد بلغوا ما أنزل الله إليهم من ربهم البلاغ المبين، وأدوا الأمانة ونصحوا الأمة، وجاهدوا في الله حق جهاده، وأقاموا الحجة قال الله تعالى (رّسُلاً مّبَشّرِينَ وَمُنذِرِينَ) النساء165، ونؤمن بمن سمى الله لنا ومن لم يسمِّ ولا نفرق بين أحد منهم , قال تعالى (قُولُوَاْ آمَنّا بِاللّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىَ وَعِيسَىَ وَمَا أُوتِيَ النّبِيّونَ مِن رّبّهِمْ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) البقرة 136.
باب في أن عدد الرسل عليهم الصلاة والسلام ثلاثمائة وبضعة عشر
س 17) كم عدد الرسل عليهم الصلاة و السلام؟
عدد الرسل عليهم الصلاة والسلام ثلاثمائة وبضعة عشر، عن أبي ذر، قال: قلت: (يا رسول الله أي الأنبياء كان أول؟ قال: " آدم ". قلت: يا رسول الله ونبي كان؟ قال: " نعم نبي مكلم , قلت: يا رسول الله كم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وبضع عشر جماً غفيراً , وفي رواية عن أبي أمامة، قال أبو ذر: قلت يا رسول الله كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جماً غفيراً) صححه الألباني , وقال تعالى (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) النساء16.
باب في أن أفضل الرسل أولو العزم
س18) من هم أولو العزم؟
أفضل الرسل أولو العزم , وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ونبينا محمد عليهم السلام , قال الله تعالى (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النّبِيّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مّيثَاقاً غَلِيظاً) الأحزاب7.
باب في أن محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل وخاتم النبيين
¥