الإيمان بحوض النبي صلى الله عليه وسلم هو من باب الإيمان باليوم الآخر، وهو حوض عظيم ومورد كريم، يُمد من شراب الجنة من نهر الكوثر في عرفات القيامة يرده المؤمنون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وإنه أشد بياضاً من اللبن، وأبرد من الثلج، وأحلى من العسل، وأطيب من المسك، وهو في غاية الاتساع عرضه وطوله سواء، كل زاوية من زواياه مسيرة شهر، فيه ميزابان يمدانه من الجنة وآنيته أكثر من نجوم السماء، ومن يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً , قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُ أَبَدًا) البخاري.
باب في الإيمان بالميزان
س30) ما الميزان و كيف نؤمن به؟
يجب علينا أن نؤمن بالميزان التي توزن به الأعمال وأن له كفتان مشاهدتان , وأن الأعمال وإن كانت أعراضاً فإنها توزن , والله على كل شئ قدير , وذلك من عقائد أهل السنة , والأحاديث في ذلك متضافرة إن لم تكن متواترة قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ) مسلم, وقال تعالى (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) الأعراف 8 - 9.
باب في الإيمان بالصراط
س31) ما الصراط و كيف يمر الخلائق منه؟
من الإيمان باليوم الآخر أن نؤمن بالصراط، وهو جسر منصوب على متن جهنم وممر مخيف مرعب، يمر الناس عليه إلى الجنة، فمنهم من يمر كالطرف، ومنهم من يمر كالبرق ومنهم كالريح ومنهم كالطير ومنهم كأجاويد الخيل، ومنهم من يمر كشد الرجل، يرمل رملا، وآخر المارين منهم من يسحب سحباً، فيمرون على قدر أعمالهم حتى يمر الذي نوره على قدر إبهام قدمه، ومنهم من يخطف فيلقى في النار، ومن يمر على الصراط دخل الجنة , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَتُرْسَلُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيْ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالًا فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ وَشَدِّ الرِّجَالِ تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ) مسلم , ومن صفته أنه أحدُّ من السيف وأدق من الشعر، مَزَلَّة، لا تثبت عليه قدم إلا من ثبته الله وأنه ينصب في ظلمة، وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط للشهادة على من رعاهما أو ضيعهما , عن أبي سعيد الخدري قال (بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ مِنْ الشَّعْرَةِ وَأَحَدُّ مِنْ السَّيْفِ) مسلم.
باب في ما جاء في الجنة ونعيمها
س32) اذكر ما جاء في نعيم الجنة؟
في الجنة من النعيم (مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ) متفق عليه , فأهلها يسقون من رحيق مختوم متكئين على أرائك منصوبة على أطراف أنهار من خمر وعسل , أزواجهم الخيرات الحسان حور عين كأنهن الياقوت والمرجان , مقصورات في الخيام , قال تعالى (أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً) الكهف31 ومهما وصف من نعيمها فلا تستطيع أن تحيط بما فيها من النعيم والخير الكثير , ويكفى أن (لَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلَأَتْهُ رِيحًا وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) البخاري.
باب في ما جاء في درجات الجنة
س33) هل في الجنة درجات؟
¥