[نظم شعري في غاية الحسن والجمال]
ـ[إلياس العثماني المغربي]ــــــــ[02 - 01 - 08, 07:17 م]ـ
حج هشام بن عبد الملك يوما، فاجتهد أن يستلم الحجر الأسود، فلم يتمكن من الزحام، فجاء زين العابدين فوقف الناس له وتنحّوا عن الحجر حتى استلمه، ولم يبق عند الحجر أحد سواه، فقال هشام: من هذا؟ فقام الفرزدق من بينهم وأنشد قائلا:
1. هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحل والحرم
2. هذا ابن خيرعباد الله كلهم ... هذا التقي النقي الطاهر العلم
3. يكاد يمسكه عرفان راحته ... ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
4. إذا رأته قريش قال قائلها ... إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
5. إن عُدّ أهل التقى كانوا أئمتهم ... أو قيل من خير خلق الله قيل همُ
6. هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله ... بجده أنبياء الله قد ختموا
7. يغضى حياء و يغضى من مهابته ... فما يكلم إلا حين يبتسم
8. ينشق نور الهدى عن صبح غرّته ... كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم
9. مشتقة من رسول الله نبعتُه ... طابت عناصره والخيم والشيم
10. الله شرّفه قدما وفضّله ... جرى بذلك له في لوحه والقلم
11. من معشر حبهم دين وبغضهمُ ... كفر وقربهم ملجًا ومعتصم
12. لا يستطيع جواد بعد غايتهم ... ولا يدانيهم قوم وإن كرموا
13. هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت ... والأسد أسد الشّرى والرأي محتدم
14. لا ينقص العسر بسطا من أكفهم ... سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا
15. ما قال لا قط إلا في تشهده ... لولا التشهد كانت لاؤه نعم
16. يستدفع السوء والبلوى بحبهم ... ويسترق به الإحسان والنعم
17. مقدم بعد ذكر الله ذكرهم ... في كل بر، ومختوم به الكلم
18. من يعرف الله يعرف أولوية ذا ... فالدين من بيت هذا ناله الأمم.
(منهاج السنة النبوية لابن تيمية)