[السؤال: إذا نسي المؤذن قوله: " الصلاة خير من النوم " ماذا عليه؟ العلامة العثيمين.]
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 01:32 م]ـ
السؤال: إذا نسي المؤذن قوله: " الصلاة خير من النوم " فماذا عليه مع الدليل؟
الجواب:
[إذا نسي المؤذن قول: " الصلاة خير من النوم " فإن المعروف عند أهل العلم أن أذانه صحيح، لأن قول: " الصلاة خير من النوم " في أذان الفجر سنة، وليس بواجب، بدليل أن عبد الله بن زيد – رضي الله عنه – لما رأى الأذان في المنام، رآه وليس فيه هذه الجملة، فيكون قولها ليس بشرط، إن قالها الإنسان في أذان الفجر الذي يكون بعد طلوع الفجر فهو أفضل، وإن لم يقلها فلا حرج].
قاله الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – في " دروس وفتاوى الحرم ".المطبوع ص 607.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 04:37 م]ـ
رحم الله الإمام ابن عثيمين وجزاك خيراً على هذه الفائدة عنه , وإكمالاً لما يتعلق بهذه المسالة (التثويب في الأذان) من أحكام أحببت إيراد هذه الفائدة فقد جاء في بَاب مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّن من شرح سنن الترمذي للعلامة محمد بن محمد المختار الشنقيطي المدرس بالحرم النبوي الشريف ما نصه:
والسؤال: إذا قال المؤذن في صلاة الفجر الصلاة خير من النوم هل يقول مثل ما يقول أو يقول لا حول ولا قوة إلا بالله أو يقول صدقت وبررت؟
ثلاثة أوجه عند العلماء-رحمهم الله-:
فقال طائفة من العلماء: تقول مثل ما يقول الصلاة خير من النوم والدليل على ذلك حديثنا فإن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بين في هذا الحديث أن الأصل إذا ردد المسلم وراء المؤذن أن يكون موافقاً للفظ المؤذن إلا ما دل الدليل على استثنائه كما في الحيعلتين ولم يرد دليل عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في التثويب فبقى على هذا الأصل الصريح الصحيح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وقال طائفة من العلماء: يقول صدقت وبررت ولم يرد بذلك حديث صحيح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولذلك جزم بعض العلماء-رحمهم الله- ببدعية هذا القول المخصوص؛ لأن الألفاظ التعبدية إذا كانت في المكان المخصوص والذكر المخصوص تكون توقيفية على الشرع لا يجوز أن يحدثها الإنسان باجتهاد ولا بدليل ضعيف.
وقال طائفة من العلماء: يقول لا حول ولا قوة إلا بالله قياساً على الحيعلتين وهذا ضعيف؛ لأن القاعدة: " أن النص مقدم على الاجتهاد " فقوله: ((لا حول ولا قوة إلا بالله)) في التثويب قياس وذلك أنهم قاسوا التثويب على الحيعلتين.
وقوله: ((مثل ما يقول المؤذن)): الصلاة خير من النوم يعتبر من النص حيث دل عليه دليل العموم.
وبهذا يترجح القول أنه يقول في صلاة الفجر الصلاة خير من النوم كما يقول المؤذن لا يزيد على ذلك ولا ينقص.
وقوله-عليه الصلاة والسلام-: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول)): قال بعض العلماء: هذا خاص بالأذان ولا يشمل الإقامة فلا يردد وراء المقيم كما يردد وراء المؤذن وذلك أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال في حديثنا: ((إذا سمعتم النداء)) وقد جاء في الصحيحين عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه: ((إذا نادى المنادي بالصلاة انصرف الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع النداء))، ثم قال-عليه الصلاة والسلام-: ((فإذا أقيمت الصلاة)) ففرق بين النداء وبين الإقامة فقال النداء للأذان وقال الإقامة للنداء الثاني فدل على أن المراد بقوله: ((إذا سمعتم النداء)) أي: الأذان وهذا الأوجه والأقوى أنه يقتصر على الترديد وراء المؤذن إذا كان في الأذان.
وأما في الإقامة فإنه لا يردد وراءه وذلك لمكان هذه السنة التي دلت وأشعرت على خصوص الحكم بالنداء - أعني الأذان دون الإقامة - ولو ردد وراء المقيم فإن له وجهاً من حديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حيث إنه-عليه الصلاة والسلام- قال في اللفظ الثاني: ((إذا سمتعم المؤذن فقولوا مثل ما يقول)) وهذا الذكر وراء المؤذن لم يبين النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جزاء صاحبه في حديث أبي سعيد، وقد جاء في حديث عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأرضاه- أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بين عاقبته وحسن جزائه عند الله سبحانه وتعالى وأنه إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال وراءه الله أكبر الله أكبر وردد وراءه بقية الألفاظ قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((فإذا قال المؤذن: لا إله إلا الله فقال المسلم لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة)) فدل هذا على فضل هذا الذكر وفضل متابعة المؤذن في الأذان وهو خير عظيم وفضل كبير وقد جاء عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ما يدل على الألفاظ والسنن والأذكار التي يشرع للمسلم إذا فرغ من هذا الترديد وراء المؤذن أن يقولها) انتهى
¥