قال ابن حجر: إمام المغازي صدوق يدلس ما رمي بالتشيع والقدر.
من أحواله وأقواله: قال ابن المديني: سمعت سفيان وسئل عن ابن إسحاق لِمَ لَمْ يرو أهل المدينة عنه؟ فقال: جالست ابن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ولا يقول فيه شيئا. فقلت له كان ابن إسحاق يجالس فاطمة بنت المنذر؟ فقال أخبرني أنها حدثته وأنه دخل عليها قال الذهبي (معقبًا) هو صادق، في ذلك بلا ريب.
قال يحيى بن سعيد: سمعت هشام بن عروة يقول حدث ابن إسحاق عن امرأتي فاطمة بنت المنذر والله إن رآها قط، قال الذهبي معلقًا: هشام صادق في يمينه فما رآها ولا زعم الرجل أنه رآها بل ذكر أنها حدثته وقد سمعنا من عدة نسوة وما رأيتهن وكذلك روى عدة من التابعين عن عائشة وما رأوا لها صورة أبدًا.
قال الأثرم: سألت أبا عبد الله عن ابن إسحاق فقال: هو حسن الحديث، ثم قال: وقال مالك (وذكر ابن إسحاق): دجال من الدجاجلة.
قال البخاري: لو صح عن مالك تناوله من ابن إسحاق فلربما تكلم الإنسان فيرمي صاحبه بشيء واحد ولا يتهمه في الأمور كلها، وقال إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح: نهاني مالك عن شيخين من قريش وقد أكثر عنهما في "الموطأ" وهما ممن يحتج بهما ولم ينج كثير من الناس من كلام بعض الناس فيهم نحو ما يذكر عن إبراهيم من كلامه في الشعبي وكلام الشعبي في عكرمة وفيمن كان قبلهم وتناول بعضهم في العرض والنفس ولم يلتفت أهل العلم في هذا النحو إلا ببيان وحجة، ولم تسقط عدالتهم إلا ببرهان ثابت وحجة والكلام في هذا كثير.
قال الذهبي: لسنا ندعي في أئمة الجرح والتعديل العصمة من الغلط النادر ولا من الكلام بنَفسٍ حادٍّ فيمن بينهم وبينه شحناء، وقد علم أن كثيرًا من كلام الأقران بعضهم في بعض مُهدر لا عبرة به ولا سيما إذا وثق الرجلَ جماعةٌ يلوح على قولهم الإنصاف وهذان الرجلان كل منهما قد نال من صاحبه لكن أثر كلام مالك في محمد بعض اللين ولم يؤثر كلام محمد فيه ولا ذرة وارتفع مالك وصار كالنجم، والآخر فله ارتفاع بحسبه ولا سيما في السير وأما في أحاديث الأحكام فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن إلا فيما شذ فيه فإنه يعد منكرًا هذا الذي عندي في حاله والله أعلم.
قال أبو زرعة الدمشقي: قد اختبره أهل الحديث فرأوه صدقا وخيرًا مع مدح ابن شهاب له وقد ذاكرت دحيمًا قول مالك فرأى أن ذلك ليس للحديث إنما هو لأنه اتهم بالقدر.
قال يعقوب بن شيبة: سألت عليا: كيف حديث ابن إسحاق عندك صحيح؟ فقال: نعم حديثه عندي صحيح قلت: فكلام مالك فيه؟ قال: مالك لم يجالسه ولم يعرفه وأي شيء حدث به ابن إسحاق بالمدينة: قلت: فهشام بن عروة قد تكلم فيه فقال علي: الذي قال هشام ليس بحجة لعله دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها أن حديثه ليبين فيه الصدق.
قال عبد الله بن أحمد: كان أبي يتبع حديث ابن إسحاق فيكتبه كثيرًا بالعلو والنزول ويخرجه في المسند وما رأيته أبقى حديثه قط وقيل له يحتج به؟ قال لم يكن يحتج به في السنن.
قال أبو سعيد بن يونس: قدم ابن إسحاق الإسكندرية سنة خمس عشرة ومئة وروى عن جماعة من أهل مصر منهم عبيد الله بن المغيرة ويزيد بن أبي حبيب وعبيد الله بن أبي جعفر والقاسم بن قرمان والسكن بن أبي كريمة روى عنهم أحاديث لم يروها عنهم غيره فيما علمت.
قال ابن سعد: كان ابن إسحاق أول من جمع مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج من المدينة قديمًا فلم يرو عنه أحد منهم غير إبراهيم بن سعد وكان مع العباس بن محمد بالجزيرة وأتى أبا جعفر بالحيرة فكتب له المغازي فسمع منه أهل الكوفة بذلك السبب، وسمع منه أهل الري فرواته من هؤلاء البلدان أكثر من روى عنه من أهل المدينة.
قال ابن عدي: ولو لم يكن لابن إسحاق من الفضل إلا أنه صرف الملوك عن الاشتغال بكتب لا يحصل منها شيء إلا الاشتغال بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه ومبتدأ الخلق، لكانت هذه فضيلة سبق بها ثم من بعده صنفها قوم آخرون لم يبلغوا مبلغ ابن إسحاق منها، وقد فتشت أحاديثه كثيرًا فلم أجد من أحاديثه ما يتهيأ أن يُقطع عليه بالضعف وربما أخطأ أولهم في الشيء بعد الشيء كما يخطئ غيره ولم يتخلف في الرواية عنه الثقاة والأئمة وهو لا بأس به.
قال الذهبي: روى له مسلم في المتابعات واستشهد به البخاري وأخرج أرباب السند له.
وفاته: توفى ابن إسحاق سنة اثنتين وخمسين ومائة وقيل إحدى وخمسين وقيل ثلاث وخمسين وقيل خمسين والله أعلم.
المراجع: سير أعلام النبلاء
تهذيب التهذيب تقريب التهذيب
ـ[جميل_أبو_فاطمة]ــــــــ[06 - 01 - 08, 01:44 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الحربي أسأل الله أن يجعل ما قدمته لي من علم ونفع ذخرا لك يوم القيامة و أحسن الله إليك و أثابك و جزاك خير الجزاء.
أخوك محمد المغربي