تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن كان أقل علما قال له ما يعلم أنه مخالف للشريعة خلافا ظاهرا. ومن عنده علم منها لا يقول له ما يعلم أنه مخالف للشريعة ولا مفيدا فائدة في دينه، بل يضله عن بعض ما كان يعرفه، فإن هذا فعل الشياطين، وهو إن ظن أنه قد استفاد شيئا فالذي خسره من دينه أكثر. ولهذا لم يقل قط أحد من الصحابة: إن الخضر أتاه، ولا موسى ولا عيسى، ولا أنه سمع رد النبي - صلى الله عليه وسلم -. وابن عمر كان يسلم إذا قدم من سفر ولم يقل قط أنه يسمع الرد. وكذلك التابعون وتابعوهم، وإنما حدث هذا من بعض المتأخرين. . . ممن قل علمه بالتوحيد والسنة، فأضله الشيطان كما أضل النصارى في أمور لقلة علمهم بما جاء به المسيح ومن قبله من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم) (1).


(1) مجموع الفتاوى 27/ 391 - 393.

إذا تبين لنا هذا علمنا أن ما يدعيه الصوفية من حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ورؤيتهم له يقظة هو محض خرافة، يكذبها العقل والواقع والتاريخ وأن ما بنوه على أساس هذه الخرافة باطل، وأن هذا من تلاعب الشياطين بهم لأنهم ليسوا على الطريقة الشرعية في عقائدهم وعبادتهم، وإلا لو كان هذا صحيحا لحصل لأفضل الخلق بعده - صلى الله عليه وسلم - وهم صحابته، لكنهم لما كانوا على الصراط المستقيم لم تطمع الشياطين في إضلالهم بمثل هذه الخرافات والبدع (1).
(1) انظر في الرد على هذه الخرافة فتاوى الإمام محمد رشيد رضا، المجلد الخامس ص 1845، وما بعدها، جمع وتحقيق د. صلاح الدين المنجد. ويوسف خوري ط 1، دار الكتاب الجديد، ببيروت، 1971م.

بلوغ الأماني في الرد على مفتاح التيجاني - (ج 1 / ص 237)
والرد عليه من اثنا عشر وجها:
الوجه الأول:
اعلم أن رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - يقظة بعد موته لم يقل بها أحد من الصحابة ولا التابعين ولا أتباع التابعين ولا من بعدهم من الأئمة المجتهدين ولا أحد من المسلمين إلا ثلة قليلة من غلاة المتصوفة القائلين بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود فخالفوا إجماع الأمة خلفا عن سلف قال القاضي أبو بكر بن العربي: " ووغلا صالح فيه فقال كل الرؤيا والرؤية بعين الرأس حقيقة وهذا حماقة " (1)
الوجه الثاني:
رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - يقظة بعد وفاته مستحيل شرعا من عدة وجوه:
1 - أنه - صلى الله عليه وسلم - قد مات فادعاء حياته بعد موته قبل البعث تكذيب لقوله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون} [الزمر 30] وقوله تعالى: {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} [الأنبياء 95].
2 - إذا كان يحيا لكل شخص ممن ادعى رؤيته فسوف يموت موتات كثيرة ويحيى عدة مرات وهذا مخالف لقوله تعالى {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون} [البقر 28]. ولا يتعارض ذلك مع حياة الأنبياء في قبورهم فإن تلك حياة برزخية تختلف عن هذه الحياة الدنيوية وهي من الغيب والغيب لا يكيف قال العلامة محمد رشيد رضا: " والحق أن كل ما ورد في حياة الشهداء والأنبياء بعد الموت فهو من أخبار الغيب التي لا يقاس عليها ولا يتعدى فيها ما صح منها عن المعصوم باجماع علماء المسلمين " (2) اهـ
3 - أنه قال في الحديث ((من رآني في المنام فسيراني في اليقظة)) (3) وقد رآه ملايين البشر من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين في المنام ولم يدع أحد منهم أنه رآه في اليقظة فحمل الحديث على الرؤية في اليقظة في الدنيا يؤدي إلى تكذيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتلك غاية الكفر والإلحاد.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير