آهٍ عَلَى طَالِبِ عِلْمٍ كَدَّ وجَدَّ، وكَادَ أنْ يَبْلُغ، ثمَّ تَركَ ذلِكَ لِـ ... !
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[06 - 01 - 08, 06:45 ص]ـ
تغْبطُه حينما تراه يسأل الشَّيخَ: شيخَنا - أحسنُ اللهُ إليك - بالنَّسبة لقول البخاريِّ عندما بوَّب على هذا الحديث بقوله: " ................ " ألا يُفهمُ منه كذا وكذا ... ؟ الشَّيخ: أحسنتَ، تأملٌّ جيِّد - وفقك الله -؛ لعلَّك تبحثها في الشُّروح؟ الطالب: غداً آتيك بها - إن شاء الله -. [خليل]: للهِ درُّ هذا الهُمام، هلْ سيكونُ حقاً (ابنَ حجرِ) زماننا جِدّاً وبحثاً وتحقيقاً؟! أسألُ اللهَ له التوفيق .. جدَّ، وكدَّ .. ذهبَ عنفوانُ عمرِه وريعانُه، وشَرْخُ شبابه وعيْسانُه، يشتاقُ إلى الاغترابِ شوقَ الغريبِ إلى الإياب، ويصبُو إلى مفراقَةِ الجناب؛ صَبْوةَ المُحبِّ إلى الأحباب، ويُوقِنُ أنَّ ملازمةَ الوطن؛ مجلبَةٌ للأفن، ومِشْيَةٌ لادِّراعِ الكفن، فَلَى الفلواتِ تشريقاً وتغريباً، وأباد قوى البيداءِ إساداً وتأويباً .. لا ينامُ إلاَّ قليلاً؛ لأنَّه يتمثَّلُ:أأبيتُ سهرانَ الدُّجى وتبيتَه ** نوماً وتبغي بعدَ ذاك لحاقي؟!
تخرَّج من الجامعة .. تزوَّج .. [عفواً؛ بارك الله لك - أخي الهُمام -، وبارك عليك، وجمع بينكما في خيرٍ، أسألُ اللهَ أن يرزُقَك ذريَّةً طيِّبةً صالحةً، وأن يكونَ منهم من هو جادٌّ؛ كجدِّ أبيه!] لقد غاصَ في لُججِ الدُّنيا وحُطامها .. غوصةً عمياء .. لم يكُنْ يستحضرُ المغبَّة؛ لكنَّه يقول مُردِّداً لمِنْ عاتَبَهُ: " نِعمُ المال الصالح للعبد الصَّالح " .. يالها من كلمةِ حقٍّ أرادَ بها باطلاً! فواللهِ إنني أقول تحقيقاً وصِدْقا: " نِعمُ المال الصالح للعبد الصَّالح " .. ! اللهمَّ فقِّهنا في فَهمِ النُّصوصِ على الوجه الذي يُرضيك، لا على الوجه الذِّي يُرضي أهواء النفوس؛ فنهلك! حينما تنظرُ لرجلٍ أضحتِ الدُّنيا في يده، لا في قلبه؛ تتمنى أن تكونَ (مِليونيراً)؛ لأسبابٍ لا تخفى على لبيبٍ؛ من إحْسانٍ وبذلٍ وعطاء .. فحقاً؛ " نِعمُ المال الصالح للعبد الصَّالح " .. كأبي بكرٍ وعثمان – رضيَ الله عنهما -.لكنَّ صاحبنا، ومن سارَ سيرَهُ لم يكنْ على هذا الوجه – وإن كان لا يُقصِّرُ! -؛ فاللهم تجاوز .. لقد هجرَ صاحبنا الهُمام .. طريقَ التعلِّمِ والأعلام - ولا أدري هلْ إلى غيرِ رجعةٍ أو سيعود؟ -إنني بالفعل؛ أعجبُ ممن يغوصُ في طلبِ العِلْم، ويجدُ لذَّتَه المتفق عليها بين العقلاء - قديماً وحديثاً - كيفَ يتركُ الباقي للفاني؟! وعلى هذا يُقاسُ كلُّ جليلٍ تُركَ لحقير ...... {أتستبدلون الذِّي هو أدنى بالذي هو خيرٌ}؟ كمْ من طالبِ علمٍ يتصوَّرُ أن الطلب منوطٌ بالدِّراسة الجامعيَّة؛ فالماجستير؛ فالدكتوراه؛ فالرَّاحة؟! لا ... لا .. بل طلب العلم - من حيثُ الأصل - لابدَّ أن يكونَ على قانون السَّلف وطرائقهم في بناء المنهج، وإصلاح النَّفْس، والمشاركة في العلوم؛ فالبذلُ والعطاء، والجهاد، والإصلاح، والإخبات لربِّ العالمين .. {فإذ فرغتَ فانصبْ * وإلى ربِّك فارغبْ} أصلحَ اللهُ القلوب، ووقاها رانَ الذُّنوب، وجنَّبنا مُضلاَّت الفتن، ما ظهرَ منها وما بطن.اللَّهُمَّ يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ والأبْصارِ ثبِّتْ قلوبَنا .. واللهُ أعلم.
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[06 - 01 - 08, 06:53 ص]ـ
كتب الله أجرك على هذه الكلمات الجملية والرائعة والواقيعة والتي تحكي الواقع
قال تعالى [وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين]
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[06 - 01 - 08, 07:14 ص]ـ
جزاك الله خيراً .. ونفع بك
ـ[معتز]ــــــــ[06 - 01 - 08, 08:55 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[06 - 01 - 08, 11:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك وجعل ما تكتبه وتدع إليه في ميزان حسناتك.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[06 - 01 - 08, 12:15 م]ـ
بارك الله فيك حبيبنا الغالي: خليل الفايدي , والذي اعرفه ولا يعرفني ,وأرجو أن يسمح لي بالتعليق على نتيجة تترتب في الغالب على طرح مثل هذه المواضيع
أنا لستُ من حملة الماجستير والدكتوراه , ولستُ ممن يظن تحصيلها يعني تحصيل العلم , وقد وقفت على (بعض) حَمَلتها في القراءات لا يحسن القراءة , وبعض حملتها في النحو , ووالله وتالله وبالله وايم الله ويمينا بالله لا تظنه إلا طالباً في الكلية لم يجد قبولاً إلا في اللغة غدخل اللغة - لشدة ضعفه وقصوره ,وبعض حملتها في العقيدة لا تسلم له الفاتحة من اللحن الجلي المبطل للصلاة إجماعاً ,وبعض حملتها في التفسير لا يحفظ إلا خمسة الأجزاء التي اختبره فيها قسمه عند تقدمه ويتكلم العربية بال (معنى) أما الألفاظ والإعراب فلا يحسن منه إلا ما يحسنه كسرى وقيصر, كما التقيت ببعض حملتها من العلماء الراسخين (في كل التخصصات الشرعيةوالعربية أيضاً) الذين لا أحسب أرحام النساء - في ظل تقهقر المسلمين وانحطاط هممهم وأخلاقهم - ستلد أمثالهم , وإن طلب الأحبة التسمية لهؤلاء الأفذاذ في كل تخصص فأنا على استعداد ولكن:
ألاحظ في بعض الأحيان حقداً دفينا من بعض من عجز عن إكمال الدراسة النظامية على هذه الشهادات وحملتها , وما يقومون به أجمعين من تآليف وتحقيقات علمية وينسب كل ذلك غلى الضعف والسرقات وغير ذلك , ويعمم بعض الحالات الخاصة التي عايشها أو سمع بها أو تخيلها على الجميع وهذا عين الجور والظلم.
¥