برهان ذلك أن قراءة القرآن والسجود فيه ومس المصحف وذكر الله – تعالى – أفعال خير مندوب إليها مأجور فاعلها، فمن ادعى المنع فيها في بعض الأحوال كلف أن يأتي بالبرهان ثم طفق أبو محمد رحمة الله يورد أقوال المخالفين له في ذلك ويفندها قولاً قولا
فحاصل الأمر أنة – يجوز للحائض أن تذكر الله وتقرأ القرأن إذ لم يرد دليل صحيح صريح عن رسول الله – صلى الله علية وسلم – يمنع من ذلك بل قد ورد ما يفيد جواز القراءة والذكر وهو ما تقدم، والله أعلم. (أ. هـ)
وذكر الشيخ: محمد بن عبد المقصود في كتاب فتاوى المرآة المسلمة لمجموعة علماء
(ص 53) ما يلي:
- يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن وهذا مذهب (بن عباس – رضى الله عنهما) من الصحابة، و (سعيد بن المسيب) من التابعين، والإمام مالك، وطوائف من الشافعية، لأن ذلك يطول بعدها عن القرآن، فيجوز لها أن تقرأ القرآن من سرها (1)، ولا دليل يمنعها من قراءة القرآن.
1 - من سرها: فيه كلام سنسرده فيما يلي إن شاء الله في مس المصحف وعلى وضوء وما ذكر سالفاً نقول باختصار:
1 - يجوز للحائض والجنب على حد سواء ذكر الله تعالى – من تسبيح وتكبير …. الخ
2 - الأدلة الواردة في تحريم قراءة القرآن للحائض والجنب هي أدله ضعيفة.
3 - الأدلة الواردة في كراهة قراءة القرآن للحائض والجنب يفيد الكراهة التنزيهية وليست كراهه تحريمية بل هو فعل خاص بالنبي – r -.
4- بالنسبة لمن أجاز للحائض ولم يجز للجنب كان رأيه هكذا عقاباً للجنب لأنه يستطيع إزالة نجاسته، بعكس الحائض.
أنتهي،،،
ثانياُ: مس المصحف للحائض والجنب:
بعض الأدلة التي استدل بها أصحاب الرأي الذي يحرم مس المصحف والرد عليها:
المراد بالضمير في قوله تعال ى: " يمسه " هو:
1 - قال الله – تعالى – ((لا يمسه إلا المطهرون)).
أورد الشيخ / مصطفي العدوى ما يلي:
الكتاب المكنون الذي في السماء، والمراد بالمطهرون: (الملائكة).
(1. هـ)
لفظ (المطهرون): قال فيها أكثر المفسرين أنها تفيد الملائكة لأن المطهرون هم الذين لا ينجسون أبداً ولا يصيبهم نجاسة.
أما الذين تصيبهم نجاسة ثم يتطهرون هم (المتطهرين) أو، (المطّهرين) بتشديد الطاء ويؤيد هذا التفسير قوله – تعالى -:
((إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون))
فقد قال الله – تعالى – ((في كتاب مكنون)) أي: الكتاب الذي في السماء ومعنى الآية: أن القرآن الكريم يوجد منه نسخه في السماء لا يمسها إلا الملائكة وهذا لعظيم شرف القرآن الكريم. (في علوم القرآن)
((في صحف مكرمه مرفوعة مطهره بأيدي سفره كرام برره))
وهو أيضاً القرآن الموجود في السماء في صحف مكرمه، (أي: الكتاب المكنون) مرفوعة مطهره أي: مرفوعة في السماء، بأيدي سفره كرام برره: وهم الملائكة
· وما سبق كله رأى أكثر المفسرين، وهكذا لا يفيد قول الله – تعالى –
((لا يمسه إلى المطهرون)) تحريم مس المصحف للحائض.
الرأي الثاني في تفسير قوله – تعالى -: ((لا يمسه إلا المطهرون)).
هو: أن المراد بالمطهرون: المؤمنون، واستدلوا على هذا الرأي بقول الله – تعالى -: ((إنما المشركون نجس))
فإن كان المشركون نجس على الإطلاق أي: دائماً، وهذا لنجاسة عقيدتهم ونفوسهم وقلوبهم، إذاً في المقابل: المؤمنون طاهرون عل الإطلاق (أي: على جميع أحوالهم، لطهارة عقيدتهم وقلوبهم)
- وقد قال النبي – صلى الله علية وسلم – " إن المؤمن لا ينجس "
وقد نهى النبي – صلى الله علية وسلم – عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو (من المشركين و الكفرة) والرأيان السابقان في تفسير قوله – تعالى – ((لا يمسه إلا المطهرون)) هما الرأيان الراجحان واللذان أخذ بهما أكثر أهل العلم.
وسنعرض بإذن الله – تعالى – باقي الآراء وهى:
3 - الرأي الثالث: المراد بهذه الآية: أي لا يتذوقه ولا ينتفع به إلا المؤمنون.
4 - الرأي الرابع: المراد بالمطهرون: المطهرون من الذنوب والخطايا.
5 - الرأي الخامس: المراد بالمطهرون: المطهرون من الحدث الأكبر والأصغر.
6 - الرأي السادس: المراد بالمطهرون: المطهرون من الحدث الأكبر (الجنابة)
· أختار المانعون الرأي الخامس والسادس، بالرغم من أن أكثر المفسرين فسروا الآية على الرأي الأول والثاني.
¥