بعد ما رأيت ما رأيت عزمت على الإنكار من باب الدين النصيحة، خاصة ونحن بين السماء والأرض، نتقلب بين أصبعين من أصابع الرحمن، فإن سكتنا ورضينا ربما هلكنا و أهلكنا.< o:p>
بحثت في حقيبتي عن ورقة وقلم، ثم بدأت أسطر لها هذه الكلمات:< o:p>
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته < o:p>
أختي في الله < o:p>
الدين النصيحة < o:p>
إن الإسلام يأمرك بالحجاب الكامل، فلا يحل لك الكشف عن وجهك، ولا يحل لك الحديث مع رجل أجنبي، فأنت بين السماء والأرض، استشعري أن الله يراك ويسمع قولك، فتوبي إلى الله واستغفري لذنبك،واذكري الله خير لك "< o:p>
هذا ما أذكره من الكلام، ثم قمت فقدمت لها الورقة، فقرأت الورقة ثم أعطتها للرجل فقرأها، ثم سكتا عن الكلام تماماً حتى نهاية الرحلة.< o:p>
فحمدت الله أن نصيحتي لهما أثمرت حينها، وأني أنكرت منكراً، لو تُرك لغرقت السفينة وهلكنا.< o:p>
فتذكرت قصة الشاعر الفاضل عبد الرحمن العشماوي مع المرأة المتبرجة التي جلست بجانبه في الطائرة، وأثر نصحه لها حيث تابت المرأة وتحجبت.< o:p>
وهذا رابط القصة:< o:p>
http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=986536
فرب كلمة يلقيها الإنسان يريد بها خيرا، تؤتي ثمارها بإذن الله.< o:p>
والدعوة واجب كل مسلم، لو قمنا بها حق القيام لانحسر الشر، ولم يتجرأ أهل الباطل بالجهر بمعاصيهم، ولانتشرت الفضيلة واندرست الرذيلة.< o:p>
وتذكرت قصة فتاتي مدين:< o:p>
( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء. قالت: إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا). " إنها تمشي مشية الفتاة الطاهرة الفاضلة العفيفة النظيفة حين تلقى الرجال، (على استحياء) في غير ما تبذل ولا تبرج ولا تبجح ولا إغواء. جاءته لتنهي إليه دعوة في أقصر لفظ وأخصره وأدله، يحكيه القرآن بقوله: (إن أبي يدعوك)، ومع الحياء الإبانة والدقة والوضوح، لا التلجلج والتعثر والربكة،وذلك كذلك من إيحاء الفطرة النظيفة السليمة المستقيمة. فالفتاة القويمة تستحيي بفطرتها عند لقاء الرجال والحديث معهم، ولكنها لثقتها بطهارتها واستقامتها لا تضطرب الاضطراب الذي يطمع ويغري ويهيج، إنما تتحدث في وضوح بالقدر المطلوب، ولا تزيد، قال ابن كثير:< o:p>
( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء) أي مشي الحرائر، كما روي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال:" جاءت مستترة بكم درعها"، وقال ابن أبي حاتم: قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه –:" جاءت تمشي على استحياء قائلة بثوبها على وجهها، ليست سلفع من النساء خرّاجة ولاّجة".< o:p>
والسلفع من النساء: الجريئة السليطة ".< o:p>
هذه مقتطفات من مقال رائع للأستاذ / بهجت عبد الله بعنوان " إن أبي يدعوك .. دراسة تحليلية " وإليكم رابط المقال: < o:p>
http://www.almokhtsar.com/html/best/3/1323.php
فإلى الذين يضيقون ذرعاً بهذه التكاليف، ويرون أن المحرم للمرأة قيد ثقيل وغل غليظ.< o:p>
إلى الذين يريدون التحرر من الفضيلة، والتحلل من القيم النبيلة. < o:p>
إلى الهاربين الفارين من دائرة ما أمر الله به ونهى عنه، إلى ما لم يأمر به ولما نهى عنه إليكم دعوة تأمل وتدبر فيما أمر الله به من مصالح ومفاسد، دعوة محبة ونصح للرجوع إلى حياض الدين ومنابع الخير.< o:p>
إليكم أبعث همسات قلب امرأة تبكي حال أختها المسلمة المؤلم، حين تخلى عنها وليها القريب، وأعرض عنها قيّمها الحبيب، وأوكلها لنفسها، وتركها لهواها، وأسند إليها أمرها، فأصبحت تتخبط خبط عشواء، وتتقلب بين الأهواء والآراء، يطمع فيها المريض، ويستغل ضعفها الحقير، ويلعب بعواطفها اللئيم.< o:p>
المرأة بدون وليها كطير مقصوص جناحيه، كلما ارتفع وقع.< o:p>
المرأة بلا محرمها فريسة سائغة، وصيد فريد، كلما انفرد وابتعد، كثر صائدوه، وزاد لاقطوه، وقلّ مدافعوه، وفقد حماه.< o:p>
المرأة بدون وليها لقمة ساقطة، وحلوى مكشوفة، يسقط عليها الذباب، ويتذوقها الذئاب.< o:p>
¥