تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شهر محرم ويوم عاشوراء: د. نايف بن أحمد الحمد]

ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[09 - 01 - 08, 08:33 ص]ـ

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فإن شهر محرم من الأشهر الحُرم التي ذكرها الله –تعالى-

(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:36)

وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان) رواه البخاري (4662)، ومسلم (1679) من حديث أبي بكرة – رضي الله عنه-.

وسمي هذا الشهر محرما لتحريم القتال فيه. المطلع على أبواب المقنع 1/ 150 الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع 2/ 393 وقيل لتحريم الجنة فيه على إبليس. إعانة الطالبين 2/ 214 مغني المحتاج 4/ 66 والأول أصح.

قال تعالى (وَلَيَالٍ عَشْرٍ) (الفجر:2) قال ابن العربي رحمه الله تعالى: " في تعيينها أربعة أقوال: الأول: أنها عشر ذي الحجة ; روي عن ابن عباس , وقاله جابر , ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح. الثاني: عشر المحرم ; قاله الطبري. الثالث: أنها العشر الأواخر من رمضان. الرابع: أنها العشر التي أتمها الله لموسى عليه السلام في ميقاته معه " ا. هـ أحكام القرآن 4/ 333

ويشرع صيام شهر محرم؛ لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم) رواه مسلم (1163).

وفي هذا الشهر يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر منه لحديث عَبْد اللّهِ بْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ: إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى?. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، إِنْ شَاءَ اللّهُ، صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ». قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى? تُوُفِّيَ رَسُولُ اللّهِ. رواه مسلم (2619) وهذا هو الصواب قال الزين بن المنير: الأكثر على أن عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم وهو مقتضى الاشتقاق والتسمية. فتح الباري 4/ 770 تنوير الحوالك 1/ 269 نيل الأوطار 2/ 313 تحفة الأحوذي 3/ 397

ويتأكد صيام يوم عاشوراء؛ لحديث ابن عباس – رضي الله عنهما- قال: (ما رأيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان) رواه البخاري (2006)، ومسلم (1132).

ولصيام هذا اليوم المبارك فضل عظيم كما في حديث أبي قتادة – رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- (صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله) رواه أحمد (5/ 296)، ومسلم (1163).

وصيام هذا اليوم سنة مؤكدة وليس واجباً؛ لحديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (إن عاشوراء يوم من أيام الله، فمن شاء صامه ومن شاء تركه) رواه مسلم (1136). وعن عائشةَ رضيَ اللّهُ عنها قالت: «كان عاشوراءُ يوماً تَصومهُ قريش في الجاهلية، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصومه. فلما قدِمَ المدينةَ صَامَهُ وأمرَ بصيامه، فلما نزلَ رمضانُ كان مَن شاءَ صامه، ومن شاء لا يَصومُه» رواه البخاري (3744).

ويستحب حث الصبيان على صيامه؛ كما في حديث الربيِّع بنت معوذ – رضي الله عنها- قالت: أرسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار (مَن أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم) قالت: فكنا نصومه بعد ونصوِّمه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار. رواه البخاري (1690) ومسلم (1136).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير