ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 10:12 م]ـ
الرحلة في الطلب
الرحلة في الطلب لتلقي العلم عن أهله
ثامناً: الرحلة في الطلب لتلقي العلم عن أهله: لقوله تعالى: {. فَلّولاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ. .} (1).
وقوله صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم: ((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً. .)) (2).
قال أبو حيان:
إذا رمت العلوم بغير شيخ
ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس الأمور عليك حتى
تصير أضل من توما الحكيم
فأقوم سبيل جرت به سنة الأولين هو تلقي العلم عن أهله مشافهة، ومزاحمة العلماء بالركب (3)، فليس ثم من يوحى بعد النبي إليه، ولم تعد الملائكة تتنزل على أحد بعد الرسل.
وقد قيل: ((من دخل في العلم وحده؛ خرج وحده)).
وهذا موسى كليم اللَّه عليه السلام والذي اصطفاه اللَّه على الناس برسالاته؛ يرحل في طلب العلم، ويضرب في الأرض يبتغي الخضر ليتعلم على يديه، وقد لقي من المشقة، والنصب دون ذلك الأمر ما لقي؛ حتى قال: {لَقَدْ لَقِيْنَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً} (4).
حتى إذا أدرك بغيته قال: {. . . هَلْ اتَّبعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَداً} (5).
فلا يتأتى للمبتدئ الذي لم يؤسس نفسه بعد، ولم يستكمل الآلات الشرعية، ومازال في مهد العلم صبياً؛ الفهم عن اللَّه ورسوله؛ ما لم يتلق العلم عن أهله مشافهة، ولا مناص (!) فمن سلك سبيلاً غير هذه في الطلب، والتحصيل، ورام خلاف ذلك؛ فقد أبعد النجعة وضيع أيامه.
وهذا الذي ذكرته ههنا عبر عنه الإمام الشافعي بقوله: ((وصحبة أستاذ)) وإن كنت أقول: إن الشيخ أو الأستاذ؛ لن يشق رأسك بالمنشار، أو قلبك بالحديد؛ ليملأه علماً وحكمة (!). . هيهات. . أن يكون هذا إذا ما كنت بليد الطبع، أغلف القلب؛ وإنما يبصرك الطريق، ويجعل حبلك بالعلم وثيقاً.
فعليك أن تتقن على أيدي الأشياخ الأصول؛ لئلا تحرم الوصول، وتخسر المنقول.
وهذا هو الأصل في التلقي والطلب، فإذا أتقنتها، وأجدت الصنعة، وأحكمت آلتك عليهم، وتخرجت بهم؛ فلك بعد ذلك أن تطالع الكتب، وتنهل من معينها؛ فإن الانكباب على المطالعة، وإدامة النظر في الكتب؛ هو المدرسة الثانية ـ بعد الأستاذين ـ التي يتخرج منها الطالب المُجِدُّ عالماً نحريراً، ومعلماً قديراً.
ـــــــــــــــــــ
(1) سورة التوبة الآية: (122).
(2) الحديث رواه مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً، وأبو داود، والترمذي، وابن حبان عن أبي الدرداء بلفظ: ((يطلب)) بدل ((يلتمس))، وصححه ابن حبان.
(3) لحديث جبريل الطويل؛ الذي رواه عمر رضي الله عنه، قال: ((. . . حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه. . .)).
(4) قلت: من ضلالات معروف الرصافي التي لا يحيط بها إلا الله علما أنه عندما أراد مدح المتنبي لم يجد أحداً ينتقصه ليرفع أبا الطيب؛ غير نبي الله موسى عليه السلام فقال في قصيدة تحمل اسم المتنبي يمدحه فيها:
لو حاز موسى مضاء عزمته
ما تاه في التيه عندما دخله
وهذه الكلمة منه هي به كفر ـ عياذاً بالله ـ فموسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فكيف يرفع فوقه شاعراً يتبعه الغاوون (؟!) فهذ ا استخفاف وتعريض برسول كريم كليم. . وهل يطيق المتنبي ما أطاق موسى عليه السلام (؟!) وأيم الله إن العزم الذي آتاه الله موسى ما حاز منه المتنبي مثقال ذرة؛ فأين الثرى من الثريا (؟!) وقد كان معروف بالدعوة إلى التبرج والسفور معروفاً.
(5) سورة الكهف الآية: (66)
ضبح العاديات
.
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[19 - 04 - 10, 02:46 م]ـ
للفائده وانتظار بقية الأسباب من أخينا هشام بارك الله فيه
ـ[ابو جودى المصرى]ــــــــ[19 - 04 - 10, 04:59 م]ـ
تقوى الله فى السر
فما اسهل العلن