المدينة ويصبح كل من وقع في المعصية يجد من يعينه على البعد عن المعاصي ماذا يحدث؟! وماذا يكون؟! المرأة زانية، فيتحدث الصحابة بعد رجمها: زانية بغي وقعت في الزنا-والعياذ بالله- ثم جاءت تائبة إلى الله ورسوله تابت توبة نصوحاً من قلبها، وجاء ماعز إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تائباً من الذنب فرجم، فلما رجم اختلف فيه الصحابة فقال بعضهم: في النار، وقال بعضهم: في الجنة. اختلفوا، فدخل عليهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهم يختلفون، فسألوه، فقال-عليه الصلاة والسلام-: ((إنه - الآن - ينغمس في أنهار الجنة)) هذا العاصي الذي تحتقرونه: ((إنه - الآن - ينغمس في أنهار الجنة)) والمرأة التي تابت إلى الله وجاءت وهي حامل من الزنا، وتريد أن يقام عليها الحد تائبة إلى الله عز وجل، فلما عرضت نفسها على الله، وأقيم عليها الحد، وجاء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصلي عليها، وعاتبه عمر فقال-عليه الصلاة والسلام-: ((وهل وجدت شيئاً أفضل من أن جادت بنفسها لله)) يعني بذلت نفسها كلها لله من أجل أن تطهر من الذنب لا تحتقر أهل الذنوب، - نحن - نحتقر الذنوب ونكره الذنوب لكن هناك مراتب جعلها الله عز وجل للإساءة والذنب: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} وعلينا على كل حال أن نتذكر أن الله بعث رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رحمة للعالمين، وأنه ما بعثه عذاباً على الناس، وأنه بعثه ميسراً، لا معسراً وبعثه مبشراً لا منفراً، فطوبى ثم طوبى لمن جعله الله رحمة للمسلمين!، طوبى لمن كان بحيه أرحم بالناس من نفسه! طوبى لمن كان في حيّه وفي مجتمعه يحس كأنهم أبناؤه وفلذة كبده فيسعى لهم في كل خير ويدعوهم إلى الطاعة ويبعدهم عن المعصية.
نسأل الله العظيم أن يتولانا وإياكم برحمته، والله - تعالى- أعلم.
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[12 - 01 - 08, 03:04 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على طرح مثل هذا الموضوع
نعم الكثير لا يهتم لأمر المجرم والبعض ينظر بازدراء وشماته ... ونسوا أو تناسوا أن هذا المجرم مخلوق بشري كحالهم معرض للخطأ والجهل ....
أنا هنا لا أدافع عن المجرم .. لا ... ولكن أرى بان أغلب المجرمين وصلوا لهذه المرحلة بسبب أسرة أو مجتمع دفعهم إلى أن يكونوا من هذه الفئة القابعة خلف القضبان ... لن أتطرق لهذا المنعطف من حياة المجرم ولكن أردت التنويه لكي نتنبه له
المجرم المسجون يكفيه سجنه كعذاب له .. فهل نزيده عذاب بهجره ... لا .. بل علينا أن نزوره ونذكره بالله وبالتوبة النصوح وتحبيبه في الطاعات وحب الخير ... ونكرر الزيارة تلو الزيارة لكي يكون بعد خروجه من السجن إن كتب الله له الخروج، شخص صالح سوي مؤهل لاستقبال الحياة بقلب صاف وروح طيبه متحمسة للطاعات ...
قالت لي إحدى صديقاتي أنها تزور السجن للنصح والإرشاد وتقول انها ولله الحمد وجدت الكثير من الخير في هذه الزيارات حيث اهتدت على يديها الكثيرات ولكن تقول ان واحدة ممن اهتدين عمرها 20 سنة تعتبر أنشط داعية في السجن ومحكوم عليها بالمؤبد وهي ثرية وتنفق مالها في شراء الكتيبات بلغات عدة للسجينات لدعوتهن للإسلام وبالفعل اسلم على يديها ربما 20 سجينه كما تسعى لإرسال الكتيبات لأهل السجينات في بلدانهن وكذلك مساعدة أي محتاج داخل أو خارج البلاد ....
هذه الفتاة الداعية النشيطة لم تكن كذلك قبل زيارة صديقتي ... فقد كانت يائسة من الحياة تكرة الناس وتتمنى الموت اليوم قبل الغد ... (مع العلم أن جميع أهلها تبرؤوا منها) ... ولكن أراد الله لها الهداية في السجن وهي تقول عن نفسها بعد الهدايه أنها تستحق هذا الحكم جزاء فعلتها وتسأل الله أن يقبل توبتها وأن ينفع بها الخلق الكثير ولله الحمد حفظت القرآن كاملاً بالتفسير وتعمل على شد همة السجينات لحفظ القرآن ووضع جداول للتسميع والتفسير ...
فسبحان الله ..... تركها أهلها وتخلى عنها القريب ولكن أراد الله لها الخير في غير أهلها ...
كم من سجين في ظلمة وبين جدران بارده تدمع عينيه توبة لذنبه .... شوقاً لأم وأب كتبوا عليه اليتم وهم أحياء .... لإخوة طالما ترقب زيارتهم وتسليتهم لمصابه .... لدعوة في ظهر الغيب من رجل صالح ينتفع بها ...... وتنهال الدموع من هذا السجين ولازالت وذلك ببساطة ... لأن القلوب قست ... نعم قست!
لو كانت هناك سجون لمقترفي السيئات لغصت بنا السجون! ولكننا ننظر بعين واحده ... !!!
لنتذكر لو لم يكن من زيارتنا هذه إلا إدخال السرور على قلب مسلم لكفى
نسأل الله أن يصلحنا ويتوب علينا ويديم علينا ستره وأن يهدينا ويهدي بنا وأن يفرج كرب المسجونين ويتوب عليهم وينفع بهم الإسلام والمسلمين
.
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[12 - 01 - 08, 07:12 ص]ـ
جزاك الله أخي خيرا وبارك فيك على هذا النقل الموفق الدال على سعة مفهوم العبادة جعلنا الله وإياكم من أهل تحقيقها
وبوركت أختي على القصة الرائعة نسأل الله أن يمن عليها بالفرج جزاء وفاقاً
¥