[القول الحكيم في ملحد القصيم]
ـ[أبو ريّان الأثري]ــــــــ[10 - 01 - 08, 10:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «القلب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء»، فكم من شخص تجده أبعد مايكون عن الله عزّ وجلّ كفرا وفسقا وزندقة، فلا يعرف لله صلاة، ولا لوالديه برّا، وليله بين خمر وغانيه، ونهاره في لهو ولغو، أبغض مابغض صاحب اللحية والسواك، فتأتيه نفحات الرحمن، وهبات المنّان ليتحوّل في وقت وجيز إلى رجل سويّ مفعم قلبه بالإيمان، ويكون حمامة المسجد، و نور المنزل، ذو الكلمة الطيّبة، والنيّة المخلصة، والطلّة المشرقة، فيالله ما أعجب هذه القلوب وما أكمن سرّها!
من هو هذا الملحد؟
هو: أبو محمد عبدالله بن علي الصعيدي القصيمي أحد رجالات دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب والمنافحين عنها.
لقد ألّف هذا الملحد كتبا تذبّ عن السنّة وأهلها، وتدحر الباطل وأهله، فقال العلماء: قد اشترى بها عقد الجنّة، ومن أشهرها (الصراع بين الإسلام والوثنية)، (ومشكلات الأحاديث النبوية وبيانه) وهو كتاب يرد فيه على علماء المادة والملاحدة، ويبين أن لا تناقض بين الأحاديث النبيوية والعلم الحديث!
قال عنه إمام المسجد الحرام وخطيبه الشيخ عبدالظاهر أبو السمح:
ألا في الله ماخط اليراع .... لنصر الدين واحتدم الصراع
صراع لا يماثله صراع .... تميد به الأباطح والتلاع
صراع بين إسلام وكفر .... يقوم به القصيمي الشجاع
خبير بالبطولة عبقري .... له في العلم والبرهان باع
يقول الحق لا يخشى ملاماً .... وذلك عنده نعم المتاع
يريك صراعه أسداً هصوراً .... له في خصمه أمر مطاع
كأن بيانه سيل أتيّ .... تفيض به المسالك والبقاع
لقد أحسنت في رد عليهم .... وجئتهم بمالا يستطاع
(الغرور) هو تلك الخطيئة الكبرى التي نكست إبليس من عبد مؤمن صالح إلى شيطان ملعون. هذا الذي يميل إليه كثير من الواقفين على حالة القصيمي، فقد كان الملحد القصيمي مغرورا يوم كان مسلما فقد قال في في مقدمة كتابه (الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم) مادحاً نفسه:
لو أنصفوا كنت المقدم في الأمر ... ولم يطلبوا غيري لدى الحادث النكر
ولم يرغبوا إلا إليّ إذا ابتغوا ... رشاداً وحزماً يعزبان عن الفكر
ولم يذكروا غيري متى ذكر الذكا ... ولم يبصروا غيري لدى غيبة البدر
فما أنا إلا الشمس في غير برجها ... وما أنا إلا الدر في لجج البحر
متى جريت فكل الناس في أثري ... وإن وقفت فما في الناس من يجري
وقال مرة يثني على نفسه بأبيات ركيكة بعد قرأ كتاباً للمتنبي فكتب على هامش:
كفى أحمداً أني نظرت كتابه ... لأن يدعي أن الإله مخاطبه
ولو شامني أني قرأت كتابه ... لقال إله الكون إني وخالقه!
وقال مرة يثني على نفسه:
ولو أن ماعندي من العلم والفضل ... يقسم في الآفاق أغنى عن الرسل!
ولما ألحد القصيمي لم يترك طبعه هذا بل استمر عليه بشكل أبشع وأكبر، فهو يقدم كتبه الإلحادية بعبارات المديح والغطرسة اللامحدودة، ففي كتابه (هذه هي الأغلال) كتب في الغلاف الخارجي عبارة: (سيقول مؤرخو الفكر إنه بهذا الكتاب بدأت الأمم العربية تبصر طريق العقل)!
(أ) نصوص كتبها قبل إلحاده:
- يقول القصيمي في كتابه (الصراع) تحت عنوان (الشعاع الهابط):
(في سنة (؟) ميلادية فصلت الأرض من السماء فصلا تاماً وغلقت جميع أبواب السماء دون الأرض وأهلها، وفزعت الأملاك إلى أقطار السماء وانقطع ذلك المدد الروحي الذي تعان به الأرض وأهلها على اجتياز ظلمات المادة وفسق المادة وكثافات المادة سيراً الى عالم الأرواح ومستقر الروحانيين ...
¥