وفي ذات ليلة من عام 610م بينما كان الكون ساكناً صامتاً والاشياء راكدة مصغية متوجسة تتوقع حدوث أمر عظيم، انغتحت فرجة من السماء تعلقت بها الأبصار انبعث منها شعاع قوي وهاج فهبط على غار يقيم هنالك في جانب من جوانب قرية تقع هنالك في جانب خامل مهجور من جوانب أركان الأرض الخاملة المهجورة، يقيم في ذلك الغار رجل لا كالرجال يحمل نفسا لا كالأنفس وقبلا لا كالقلوب ... فكان الشعاع الهابط هو الاسلام، وكان الغار هو حراء، وكان هذا الرجل هو منقذ الانسانية الأكبر من كبوتها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم)
- ويقول في كتابه (مشكلات الأحاديث النبوية):
(اللهم إنا نسألك الإيمان والطمأنينة، ونعوذ بك اللهم من الشك والحيرة، ونهدى لك أتم الحمد والثناء .... فهذا بيان لأحاديث صحيحة اشكلت على كبار العلماء، فعجل فريق فكذبها وردها وتحامل عليها .. فجرأ العامة وأشباه العامة على ان يكذبوا كل مالم يحيطوا بعلمه ... فزاد كلامه أهل الشك شكاً وريبة، وضل فريق في الشك والحيرة، فرغب عن الدين وأوغل في الشهوات والملذات، ونحن نسأل الله السلامة من ذلك كله، كما نسأله لنا الرشاد والهداية فيما فعلنا وفيما سوف نفعل)
- ويقول في كتابه (البروق النجدية):
(اعلم ألهمني الله واياك الرشاد وجنبنا طريق الغي والفساد. إن العلم أفضل طلبة، واعظم رغبة ... ونحن في زمان هرم خيره شباب شره نائم رشاده صاح فساده ... فهذه المجلات الشهرية والاسبوعية والجرائد اليومية مفعمة بالالحاد والفجور من الطعن على الله ورسوله ودينه وأفعاله، والى الدعوة الى حانات الخمر وبيوت الرقص والعزف والربا والقمار، كأنهم في بلد لا يوجد به مسلم ولا كتاب إلهي ولا من يقر بالصانع!! ولا الجامع الازهر ... حنى عم المصاب وعظمت البلية).
- ويقول في كتابه (الثورة الوهابية) ما ينم عن قناعة داخلية بأصالة الأخلاق والفضيلة وإن تنكر لها بعد الإلحاد:
(فحذار أيها العربي هذه الآفات وما يمس الأخلاق أو المعنويات الطيبة، فما كالأخلاق مفقود، ولقد علم الناس أن الأمم الظالمة المعتدية لا تقدم على غزو الأمم الضعيفة بالعدوان المسلح حتى تغزو أخلاقها ومعنوياتها فتنهكها وتضعفها وترميها بالفشل، ثم تغزوها بالحديد والنار، فلا تجد حينذاك مقاومة ولا دفاع، أعني أنها تعمد إلى قوة الأمة المعنوية فتحطمها وتشذبها من أطرافها، تارة بإفساد عقائدها بالشكوك والريب، وتارة بإفساد أخلاقها بجلب الفجور وعرض الفجور)
ويقول أيضا:
(وربما قال البعض: إن الرد على الملحدين لا يجدي شيئاً، لأن من دخل حظيرة الالحاد فهيهات أن يغادرها، وهو احتجاج ضعيف مهين، فان من ذاق حلاوة عقيدة التوحيد ولباب الاخلاص فهيهات أن يعافها، فلم أسمع أن رجلاً دخل مذهب الموحدين وتطهر قبله من ارجاس الشرك فخرج منه ونكص عقبه).
ب) نصوص ما بعد إلحاده:
يقول: (طبيعة المتدين غالياً طبيعة فاترة فاقدة للحرارة المولدة للحركة المولدة للأبداع، ومن ثم فانك غير واجد أعجز ولا أوهى من الذين يربطون مصيرهم بالجمعيات الدينية).
ويقول: (وقد اتصف أولئك - أي الغربيون - الذين جاؤا بالمخترعات التي نحيا بها هذه الحياة على حسابها بمعين من هذا الإيمان بالطبيعة! ... وإن أولئك - المتدينين - يريدون كل شيء من السماء)
ويقول: (ان المسلمين تعلموا كيف يبغضون العلوم، والكافرين تعلموا كيف يغزون الجهل)
ويقول: (انه من الخير والصواب ألا يميز بين الرجال والنساء في الزي ولا في العمل)
ويقول: (من ذلك عملية الخصاء ولعل إلزام المرأة البيت لا يقل جهالة عن هذه العملية)
يقول القصيمي على غلاف كتابه هذا الكون ما ضميره:
(أنت نبي أو كاتب أو معلم أو داعية أو أديب أو شاعر أو مفكر لو وجد أو خطيب أو محاور أو متكلم عربي ... إذن أحذر هذه الآثام أو الجرائم)
ويقول في غلاف كتابه الوجه الآخر:
(إن الإنسان المثل الذي يجب أن يكون هو زنديق العقل قديس النفس والأخلاق، هو العاصي المتمرد المحارب بتفكيره)
ويقول تحت هذا العنوان (في غار حراء لم أجد الإله ولا الملاك):
(ذهبت إلى الغار .. غار حراء .. غار محمد وإلهه وملاكه .. إلى الغار العابس اليابس البائس اليائس، ذهبت إليه استجابة للأوامر.
¥