تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد تابعه عليه سفيا ن الثوري عند الامام احمد كما في العلل (2/ 578) والطحاوي في المعاني (1/ 180) ومعمر بن راشد عند عبد الرزاق (2/ 114).

وقد سألت شيخنا الشيخ عبد العزيز الطريفي عنه بعد قرائتي لما أفدتنا به فقال:

هذا مما لا يوافق عليه وهذا الموضع معلوم من التمييز لمسلم، وبعيد أن يخطأ مالك وسفيان ومعمر وهم من ألصق أصحاب هشام به، ويحمل هذا على تعدد المخارج، ولعل هشام سمع من ابيه ومن عبد الله الخبر، وأراد العلو فحدث به عن عبد الله وأسقط أباه، وأراد بر أبيه وذكره وحدث به بنزول وغلب عليه حبه للعلو، هذا أليق ما يحمل به هذا، وقد رجح طريق هشام عن عبد الله الدارقطني والبيهقي، لكني لم ار من أشار الى متابعة سفيان ومعمر، ويدل على صحة هذا ان سفيان حدث به على الوجهين. ولو انفرد مالك بالمخالفة لامكن القول بما قال به الامام الجبل مسلم ومن وافقه، ومع جلالة مسلم والدارقطني والبيهقي، فان موافقتهم تعني القول بخطأ مالك وسفيان ومعمر.)

ففيه عدة ملاحظات

بالنسبة للمتابعات التي ذكرها

فقوله بمتابعة سفيان الثوري لمالك عند أحمد في العلل والطحاوي في الشرح

فبالنسبة لمتابعة سفيان الثوري فهي عند أحمد في العلل لكنها من طريق مؤمل بن اسماعيل وهو كثير الخطأ فلا عبرة بها

وقد ذكر الإمام أحمد الرواية الصحيحة عن الثوري فقال في العلل (قرأت على أبي العدني (عبدالله بن الوليد) يعني عن الثوري في حديث هشام عن عروة عن عبد الله بن عامر أن عمر قرأ في الفجر بسورة يوسف

فهذا هو الصواب في رواية الثوري بدون ذكر عن أبيه

وأما الذي عند الطحاوي في الشرح فالأقرب أنه سفيان بن عيينة

قال الطحاوي (إسرائيل حدثنا يونس قال ثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عامر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ في الصبح بسورة الكهف وسورة يوسف)

لأن شيخ الطحاوي وهو يونس بن عبد الأعلى المصري يروي عن سفيان بن عيينة وغير معروف بالرواية عن الثوري

وأما رواية معمر بن راشد عن هشام ففيها كلام قال يحيى بن معين كما في تهذيب التهذيب (10/ 245) (وحديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النجود وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطرب كثير الأوهام)

فتبين لنا أن متابعة معمر هنا غير جيدة

أما ما نقله عن الأخ الشيخ عبدالعزيز الطريفي ففيه نظر من ناحية قوله أن يبعد الخطأ لمتابعة سفيان ومعمرا لمالك فقد توضح لنا فيما سبق عدم صحتها عن الثوري ومعمر

واما قوله (لكني لم ار من أشار الى متابعة سفيان ومعمر، ويدل على صحة هذا ان سفيان حدث به على الوجهين.)

ففيه نظر فقد ذكر هذا الحديث الإمام الدارقطني في العلل (2/ 176_168) وقال (194 وسئل عن حديث عبد الله بن عامر بن ربيعة عن عمر أنه قرأ في صلاة الفجر بسورة يوسف وسورة الحج

فقال هو حديث يرويه هشام بن عروة عنه واختلف عنه فرواه مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عامر بن ربيعة

ويقال أن مالكا رحمه الله وهم في قوله عن أبيه عن عبد الله بن عامر (((وتابع مالكا يحيى بن سعيد الأموي وكذلك رواه مؤمل عن الثوري)))

وخالفهم بن عيينة وابن أبي حازم وابن إدريس ويحيى القطان ووكيع وابن نمير وأبو معاوية وابن مسهر فرووه عن هشام أنه سمعه من عبد الله بن عامر والقول قولهم) انتهى

فرواية الثوري ذكرها الدارقطني وبين أنها من طريق مؤمل

ووضح لنا أن رواية سفيان ابن عيينة بدون ذكر أبيه خلافا للمطبوع من شرح معاني الآثار (1/ 180)

ولم يروه الثوري على الوجهين كما سبق

وبين لنا متابعة يحي بن سعيد بن أبان الأموي لمالك ويحي الأموى وان كان موثقا لكن له غرائب

ولعلي أذكر هنا كلام الإمام أحمد للفائدة

قال في العلل (العلل ومعرفة الرجال ج: 2 ص: 578

3735 قرأت على أبي مؤمل قال حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عامر أمنا عمر بن الخطاب في الصبح فقرأ سورة يوسف والحج قراءة بطيئة

3736 قرأت على أبي العدني يعني عن الثوري في حديث هشام عن عروة عن عبد الله بن عامر أن عمر قرأ في الفجر بسورة يوسف

3737 قال أبي وقرأته على عبد الرحمن مالك عن هشام بن عروة أنه سمع عبد الله بن عامر بن ربيعة يقول صلينا وراء عمر فذكره

3738 قرأت على أبي وسمعته منه بن إدريس قال أخبرنا هشام بن عروة عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال صليت خلف عمر فذكر حديث مؤمل إلا أنه لم يقل عن أبيه

3739 قرأت على أبي يحيى بن سعيد عن هشام قال حدثني عبد الله بن عامر قال صليت خلف عمر فذكر مثله

3740 قرأت على أبي وكيع عن هشام بن عروة قال سمعت عبد الله بن عامر قال سمعت عمر يقول فذكر مثله

3741 قرأت على أبي أبو معاوية قال حدثنا هشام عن عبد الله بن عامر صلى بنا عمر فذكر مثله

) انتهى

فتبين لنا من كلام أحمد عدة أمور أنه يرجح الرواية بدون ذكر عن أبيه

وبين لنا أنه رواه عن عبدالرحمن بن مهدي عن مالك بدون ذكر عن أبيه وهو الصواب

وبهذا يتبن لنا دقة الإمام مسلم في كلامه المذكور في التمييز ودقة كلام أحمد والدارقطني والبيهقي الذين أعلوا الحديث

والله تعالى أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير