تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أعياد الميلاد]

ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[11 - 01 - 08, 07:38 م]ـ

[أعياد الميلاد]

الصحيح الثابت: أن عيسى عليه السلام مرسل من عند الله تعالى، وأنه نبي من أنبياء الله تعالى أرسله إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له.

كذلك الثابت: أن بني إسرائيل آذوه، وقصدوا إلى قتله وصلبه، لكن الله تعالى رفعه إليه. ثم إنهم قصدوا إلى تحريف ما جاء به، فدخل اليهودي شاؤول - المسمى بولس – في المسيحية بعد رفع عيسى عليه السلام، فادعى إيمانه به، بعد أن كان في حياته ألد أعدائه، ومعذب أتباعه. فبلغ المراتب العلية في المسيحية، فسنحت له الطريق لتحريف الشريعة العيسوية وتبديلها، فصارت بعد التوحيد تثليثا وشركا، وبعد الإتباع ابتداعا، وحلل وحرم باسم الرب الآب، وباسم يسوع الابن. وبذلك اختفت المسيحية الحقة، وحلت محلها المحرفة، وعمق هذا التحريف أباطرة الروم لمصالح دنيوية، كالامبراطور قسطنطين ..

أسباب متعددة أدت إلى تحريف النصرانية، والكتاب المقدس (= الإنجيل) الإنجيل لم يكتب في عهد عيسى عليه السلام، ونسبت الأناجيل إلى التلاميذ، وفي ثبوتها إليهم شك، فلم يقم دليل على صحة نسبتها، ودلت الأدلة على ضدها، وشهد به العلماء المسيحييون.

ومن الثابت تاريخيا: أن رجال الدين المسيحي زادوا وأنقصوا في الإنجيل، حتى اختلفت نسخه، ووقع فيها تباينات ظاهرة للعين، يقرون بها ولا يقدرون على إنكارها، وهم ما يزالون يبتدعون في دين قد حرف منذ قرنه الأول، وتغير مساره عن الدين إلى المصالح والأهواء.

فنحن أمام دين باطل بكافة المقاييس، سواء الخبرية السمعية، فالله تعالى بين أن أهل الكتاب حرفوا دينهم وبدلوا: {ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به}.

والتاريخية: فلا يوجد سند ثابت للأناجيل، وهم يعلمون بذلك.

والعقلية: كقولهم أن الآلهة ثلاثة، وهؤلاء الثلاثة هم واحد، وهو أمر لا يقبله العقل.

وبعد: فإذا كان الدين محرفا، فعباداته وشعائره محرفة باطلة مبتدعة. وفي هذا الحال: هل تجوز مشاركة أهل هذا الدين في احتفالات الأعياد، أو التهنئة بها؟.

هل يسوغ ويقبل أن يشارك المسلم في شعائر دين محرف، لا يرضاه الله تعالى، أو التهنئة بها؟. وما معنى المشاركة والتهنئة؟.

إنها تعني، وتتضمن، وتفيد، وتشير إلى الرضا بدينهم المحرف هذا، وقبوله، والرضا به، وهذا كله فيه معنى اعتقاد صحة هذا الدين. والمشاركة أو التهنئة بهذا المعنى كفر؛ لأنه رضاء بالكفر، وتكذيب لله تعالى حيث أخبر ببطلان هذا الدين بالخصوص، وببطلان كل دين سوى الإسلام.

فإن كانت المشاركة أو التهنئة بمعنى آخر، هو ما يسمى بالمجاملة أو المداراة، فالحامل لهذه:

- إما الاضطرار، وهو الإكراه والخوف الأذى الذي لا يحتمل إذا لم يفعل هذا، فهذا يأخذ حكم المضطر المكره المعذور الذي لا يؤاخذ بعجزه وضعفه، ولأنه إذا جاز أن يفعل الكفر في هذه الحال، فكيف بما دون ذلك؟.

- أو التقرب والتودد بمثل هذا العمل، مع اعتقاد بطلان دينهم، فها هنا محذور: إنه بذلك يفتنهم في دينهم، ليتمسكوا به، ويستعلوا، ويظنوا أنهم على هدى؛ إذ انقلب المعارض لهم، المبين لانحراف دينهم، موافقا مشاركا .. وأي فتنة لهم أعظم من مشاركة من معه الهدى قوما ليسوا على هدى في دينهم، يظهر موافقته ورضاه .. أليس في هذا تغريرا بهم، وصرفا لهم عن طلب الهدى واتباعه؟!.

فإن كان المعنى في مشاركتهم أو تهنئتهم توددا: لعل بذلك يمكن دعوتهم إلى الإسلام. فهذا طريق يقصد به الجذب إلى الإسلام، لكن بما يفسد هذا القصد، فكيف يدعون، وداعيهم يشاركهم باطلهم طواعية، ولا يقرن مشاركته بدعوتهم، ولا يخصهم بنصحه؛ أن يتركوا هذا الباطل؟

فكيفما قدرت سبب المشاركة أو التهنئة بعيد الميلاد ونحوه فهو محرم؛ إن ذلك عن رضا بدينهم، فهذا كفر مخرج من الملة؛ إذ يقول تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}، وهو منحى خطير، سار فيه بعض المنتسبين إلى الدعوة والعلم، وظهروا أمام العالم في وسائل الإعلام، في الصحف والفضائيات، وهم يهنئون ويشاركون بأعياد الميلاد، باسم احترام الآخرين، وتعايش الأديان، وتنوع الحضارات .. ونحوها من المصطلحات، التي غايتها المساواة بين الإسلام والمسيحية واليهودية وغيرها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير