وقال صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيراً" (5) ( http://www.salemalajmi.com/tafreeat/28.html#5).
ومن إحسان الصحبة للبنات والاستيصاء بهن خيراً، ألا يقف حجر عثرة في طريق زواجها الذي هو سبيل سعادتها وعفتها.
إن بعض الناس (قساة القلوب .. ) إذا ولاّه الله أمر بنيات له، استبد برأيه وأظهر شجاعته، وفتل عضلاته أمام هذا الجنس الضعيف، فقتل مشاعرها وكسر قلبها لمرض نفسي يعاني منه، أو طمع في مادة، أو حقد دفين لا يعرف دوافعه!!
وكلما تقدم أحد لزواجها رفضه، واضعاً الشروط المعجزة، متعذراً بالأعذار التي لا تغني عن صاحبها شيئاً.
الظلم مرتعه وخيم، وعاقبته سيئة، والله جل وعلا يجازي صاحبه في الدنيا قبل الآخرة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليملي الظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته" (6) ( http://www.salemalajmi.com/tafreeat/28.html#6).
وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الفعل كثيراً، فقال: "واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" (7) ( http://www.salemalajmi.com/tafreeat/28.html#7).
فكيف بذلك الظالم إذا رفعت تلك المظلومة يديها إلى السماء تستغيث بربها، وتستنصره على من ظلمها؟؟
وكيف به إذا اشتكت إلى خالقها ما عانته من ظلم هذا المتسلط، الذي وقف حجر عثرة في طريقها؟؟ ..
ألا يظن بأن الله عز وجل ناصرها؟؟ ..
بلى والله، فقد أقسم ربنا سبحانه تعالى على نصرة المظلوم، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تحمل على الغمام فيقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين" (8) ( http://www.salemalajmi.com/tafreeat/28.html#8).
فليحذر المسلم من الظلم، وليحذر من دعوة مظلومٍ تصعد إلى السماء وهو غافل عنها غير منتبه إلى أن تحلَّ عاقبتها به.
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
وليتذكر وقوفه بين يدي الله سبحانه تعالى يوم القيامة، يبلغ الخوف بالعباد منتهاه، {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع * يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} (9) ( http://www.salemalajmi.com/tafreeat/28.html#9).
وحينئذ يقتصُّ الله سبحانه للمظلوم من الظالم.
فويلٌ لمن حملوا أوزار الناس على ظهورهم، ألا ساء ما يزرون.
إن العاقل في هذا الزمن من بحث لابنته عن رجل صالح فزوّجها له، فكيف بمن يأتيه الصالح ـ دينا وأخلاقاً ورجولة ـ فيرفضه؟!
انتبه لنفسك يا عبد الله، واستدرك ما فاتك، ولا تكن كمن ظلم ابنته طول عمره، فلما حضره الموت قال: حلليني.
ومن قال إنها ستحللك، وهي ترى نساء أقل منها عقلاً ودينا وحسبا وجمالا وعفة، قد تزوجن، وهي استكملت جميع الصفات التي يرغب بها الخطاب وقد حكمْت عليها بالحبس بين الجدران المظلمة، كالأسيرة التي تنتظر بصيصا من نور يكشف عنها الظلمة الحالكة التي خيمت على عينيها طويلاً.
فهل تظن أن هذا هين؟!!
امرأة عضلها والدها عن الزواج، فلما حضرته الوفاة طلب منها أن تحلله، فقالت: لا أحلك لما سببته لي من حسرة وندامة، وحرمتني حقي في الحياة.
ماذا أعمل بشهادات أعلقها على جدران منزل لا يجري بين جدرانه طفل؟!
ماذا أفعل بشهادة ومنصب؟ أنام معهما على السرير؟
لم أرضع طفلاً، لم أضمه إلى صدري، لم أشكو همي إلى رجل أحبه وأوده ويحبني ويودني، حبه ليس كحبك؟ مودته ليست كمودتك؟
لا جعلتك في حل أبدا.
وأخرى حضرها الموت، وقد كبرت سنها، وكانت تخطب كثيرا، ومرغوبة عند الناس، وأبوها يأبى أن يزوجها، وفي سياق الموت قالت للنساء الحاضرات: قولوا لأبي: إن بيني وبينه موقفاً يوم القيامة بين يدي الله عز وجل ـ حيث وقف في طريقي ومنعني الزواج.
أيها المستبد: إنك عما قريب ميت .. أما فكرت في حال هذه الضعيفة؟
هل ستتركها تحت رحمة الأخوان المنشغلين بأنفسهم، أو خادمةً لزوجة الابن تسومها سوء العذاب؟ أو تريد أن تدفعها نحو (الخطأ .. ؟).
مالي أراك لا زلت غارقاً في غفلة الجهل وظلام القسوة؟!
أين عقلك؟!
قم سارع الخطى لتصحيح ما فاتك مادام في العمر بقية، فلعلك لا تدرك الغد وأنت عازم على التوبة والإنابة وتصحيح الخطأ، فيكون ذلك شفيعا لك بين يدي الله عز وجل.
وأنت أيتها المرأة المجاهدة:
¥