تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما يشرع وما لا يشرع في يوم عاشوراء للشيخ عبد الفتاح زراوي]

ـ[ابو البراء]ــــــــ[12 - 01 - 08, 03:31 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

"ما يشرع وما لا يشرع في يوم عاشوراء"

الحمد لله عظيم المنة، مكن للدين بأهل السنة، والصلاة والسلام على النبي الكريم الذي جاءنا بأعظم نعمة، ثم أما بعد: عباد الله إن الله تعالى أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم منازل الهدى، وأخبره مراتب الرشاد، وبين له الخير والفضل في شرف بعض الساعات والأيام والجمع والشهور والسنوات على غيرها، ولقد تركنا صلى الله عليه وسلم على الملة الواضحة، والطريقة المستقيمة فالحمد لله الذي بنعمته الصالحات، وها نحن نكتب هذه الأيام حول شهر الله الحرام، و ما فيه من فضل ومزايا وخاصة يوم عاشوراء منه، فسنبين على بركة الله تعالى ما جاء في السنة الميمونة وأقوال السلف عليهم الرضوان فيه من العلم والبيان والشرح والتبيان فقد جاء في كتب أهل السنة والجماعة أن: من أكمل مراتب صيام يوم عاشوراء ما ذكره ابن القيم في زاد المعاد فقال رحمه الله تعالى: "ومراتب صومه ثلاثة: أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم"، ومن المسائل التي لا بد أن تعلم هل يكره إفراد العاشر بالصوم؟ أجاب عن ذلك الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في شرحه الممتع (6) فقال: " قال بعض العلماء: إنه يكره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " صوموا يوما قبله أو يوما بعده خالفوا اليهود وقال: بعض العلماء إنه لا يكره، ولكن يفوت بإفراده أجر مخالفة اليهود، والراجح أنه لا يكره إفراد عاشوراء"، ومن الأمور المحدثة في هذا اليوم ولا أصل لها في الشريعة الإسلامية التوسعة على العيال، فقال في ذلك الإمام أحمد رحمه الله: ما روي في ذلك لا أصل له، وليس له إسناد ثابت، ومن الأمور المحدثة أيضا ً ما يفعل من الكحل والاغتسال والحناء والمصافحة فهذه من الأمور المبتدعة المحدثة، التي لا أصل لها، ولم ترد عن أحد من أئمة المسلمين ولا عن غيرهم، ومن معاني الزكاة في اللغة النماء والتطهير، وهي واقعة في هذا الشهر، ففي النماء ما ذكر من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " أفضل الصيام بعد رمضان ,شهر الله المحرم "، و في التطهير ما ذكر من حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"، ولقد فضل الله تعالى أياما في الشهر وشهورا في السنة وأوقاتا في الدهر والزمن، كما فضل أماكن على أخرى وبارك فيها، وكما فضل أزماناً بين القرون على أزمان أخرى كما ورد في البخاري: [خير الناس قرني ... وفي رواية: "خير القرون قرني ثم الذين، يلونهم ثم الذين يلونهم ... "، وله سبحانه وتعالى الحكمة البالغة وهو الحكيم الخبير، ولا ينتهي فضل الزمان عند رمضان، وعشر ذي الحجة، ويوم عرفة، ويوم الجمعة، وأيام العيد والتشريق، وغيرها كما هو معلوم ونحوها، ففي شهر الله المحرم يومٌ عظيمٌ من أيام الله المباركة كما قال تعالى: {وذكرهم بأيام الله}، ألا وهو يوم عاشوراء، والشهر أي شهر محرم كله كان من الأشهر التي يخصها الرسول صلى الله عليه وسلم بنوع من العبادة كما جاء في السنة، إذ كان يُفضل صيامه عن غيره بعد صيام رمضان، وإن شهر الله المحرم كان له شأن في تاريخ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهو اليوم الذي نجى الله فيه موسى واستوت فيه سفينة نوح على الجودي، وغير ذلك من المعجزات الباهرة والآيات القاهرة، ولله في خلقه شؤون، ومن البدع التي روجتها اليهود لتعظيم هذا اليوم، أنه لا يحل فيه غسل الثياب ولا خياطته، ولا القيام بعمل أو بأشغال وأعمال بدعوى أنه يوم مقدس ويوم عيد، وكل هذه البدع من الغلو في التعظيم والتفريط في التقديس، ولقد رأينا اليهود يبالغون في تعظيم هذا اليوم في غلق المراكز التجارية والتفرغ لطقوسهم البدعية وما أملاه عليهم أحبارهم الضالون وعلماءهم المنحرفون، واقتدى بهم بعض الغفل من المسلمين ظنا منهم جهلا أن اليهود أعلمك بهذا اليوم منهم، فنقول إن كانوا أعلم منكم يا معشر الضعفاء فهم ليسوا أعلم من سلف الأمة، فلو كان فيه خير ما سبقوهم إليه، لأنهم أعلم الناس بما يعظم ويقدم وما يهان ويؤخر، وهذا اليوم نقضيه كما كان السلف رضي الله عنهم يقضونه بالخير والطاعة والصيام، كما جاء فيما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ويقول الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في حاشيته تعليقا على هذا الحديث: " أي: أنه أفضل شهر تطوع به كاملا بعد شهر رمضان شهر الله المحرم، لأن بعض التطوع قد يكون أفضل من أيامه، كعرفة، وعشر ذي الحجة، فالتطوع المطلق أفضله المحرم، كما أن أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل ... "، فنسأل الله تعالى أن يعلمنا ديننا وأن يتوفانا مسلمين صالحين وان يجعلنا مقبولين.

حررت يوم 3 محرم 1428

و كتبه

المشرف العام لموقع ميراث السنة

عبد الفتاح زراوي حمداش

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير