تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الإمام الألباني-رحمه الله- يقول: ( ... جنس العرب أفضل من جنس سائر الأمم ... ولكن ... )]

ـ[أبو معاذ الجابري]ــــــــ[13 - 01 - 08, 09:48 ص]ـ

الإمام الألباني-رحمه الله- يقول:

( ... جنس العرب أفضل من جنس سائر الأمم ... ولكن ... )

قال الإمام الألباني-رحمه الله- في سلسلة الأحاديث الضعيفة عقب حديث رقم (161) الموضوع الذي نصه:

((أنا عربي، و القرآن عربي، و لسان أهل الجنة عربي)).

[ ... ومما يدل على بطلان نسبة هذا الحديث إليه صلى الله عليه وسلم أن فيه افتخاره صلى الله عليه وسلم بعروبته و هذا شيء غريب في الشرع الإسلامي لا يلتئم مع قوله تعالى:

* (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) *

و قوله صلى الله عليه وسلم:

(لا فضل لعربي على عجمي ... إلا بالتقوى)

رواه أحمد (5/ 411) بسند صحيح كما قال ابن تيمية في (الاقتضاء) (ص 69)

ولا مع نهيه صلى الله عليه وسلم عن الافتخار بالآباء وهو قوله صلى الله عليه وسلم:

((إن الله عز وجل أذهب عنكم عبية الجاهلية و فخرها بالآباء، الناس بنو آدم، و آدم من تراب، مؤمن تقي و فاجر شقي، لينتهين أقوام يفتخرون برجال إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع النتن بأفواها)).

رواه أبو داود و الترمذي و حسنه و صححه ابن تيمية (ص35، 69) وهو مخرج في (غاية المرام) (312).

فإذا كانت هذه توجيهاته صلى الله عليه وسلم لأمته فكيف يعقل أن يخالفهم إلى ما نهاهم عنه؟!]

وقال الإمام رحمه الله تحت الحديث رقم (163) الموضوع أيضا:

" إذا ذلت العرب ذل الإسلام ".

[ ... ولولا أن في معناه ما يدل على بطلانه لاقتصرنا على تضعيفه، ذلك لأن الإسلام لا يرتبط عزه بالعرب فقط بل قد يعزه الله بغيرهم من المؤمنين؛ كما وقع ذلك زمن الدولة العثمانية لا سيما في أوائل أمرها، فقد أعز الله بهم الإسلام حتى امتد سلطانه إلى أواسط أوربا، ثم لما أخذوا يحيدون عن الشريعة إلى القوانين الأوربية؛ (يستبدلون الأدنى بالذي هو خير)،تقلص سلطانهم عن تلك البلاد وغيرها حتى لقد زال عن بلادهم! فلم يبق فيها من المظاهر التي تدل على إسلامهم إلا الشيء اليسير! فذل بذلك المسلمون جميعا بعد عزهم، ودخل الكفار بلادهم، و استذلوهم إلا قليلا منها، وهذه و إن سلمت من استعمارهم إياها ظاهرا، فهي تستعمرها بالخفاء تحت ستار المشاريع الكثيرة كالاقتصاد ونحوه! فثبت أن الإسلام يعز، ويذل؛ بعز أهله وذله، سواء كانوا عربا، أو عجما، ((ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى))، فاللهم أعز المسلمين، وألهمهم الرجوع إلى كتابك، وسنة نبيك؛ حتى تعز بهم الإسلام.

بيد أن ذلك لا ينافي أن يكون جنس العرب أفضل من جنس سائر الأمم، بل هذا هو الذي أؤمن به و أعتقده، وأدين الله به - وإن كنت ألبانيا فإني مسلم و لله الحمد – ذلك؛ لأن ما ذكرته من أفضلية جنس العرب هو الذي عليه أهل السنة والجماعة، ويدل عليه مجموعة من الأحاديث الواردة في هذا الباب؛ منها قوله صلى الله عليه وسلم:

((إن الله اصطفى من ولد إبراهيم واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم)).

رواه أحمد (4/ 107) و الترمذي (4/ 392) و صححه، وأصله في (صحيح مسلم) (7/ 48)، وكذا البخاري في " التاريخ الصغير " (ص 6) من حديث واثلة بن الأسقع، و له شاهد عن العباس بن عبد المطلب، عند الترمذي و صححه، و أحمد، و آخر عن ابن عمر عند الحاكم (4/ 86) و صححه.

و لكن هذا ينبغي ألا يحمل العربي على الافتخار بجنسه، لأنه من أمور الجاهلية التي أبطلها نبينا محمد العربي صلى الله عليه وسلم على ما سبق بيانه، كما ينبغي أن لا نجهل السبب الذي به استحق العرب الأفضلية، وهو ما اختصوا به في عقولهم وألسنتهم و أخلاقهم و أعمالهم، الأمر الذي أهلهم لأن يكونوا حملة الدعوة الإسلامية إلى الأمم الأخرى، فإنه إذا عرف العربي هذا و حافظ عليه أمكنه أن يكون مثل سلفه؛ عضوا صالحا في حمل الدعوة الإسلامية، أما إذا هو تجرد من ذلك فليس له من الفضل شيء، بل الأعجمي الذي تخلق بالأخلاق الإسلامية هو خير منه دون شك ولا ريب، إذ الفضل الحقيقي إنما هو اتباع ما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم من الإيمان و العلم، فكل من كان فيه أمكن، كان أفضل، و الفضل إنما هو بالأسماء المحددة في الكتاب و السنة مثل الإسلام و الإيمان و البر و التقوى والعلم، و العمل الصالح و الإحسان و نحو ذلك، لا بمجرد كون الإنسان عربيا أو أعجميا، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، و إلى هذا أشار صلى الله عليه وسلم بقوله:

((من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)) رواه مسلم

و لهذا قال الشاعر العربي:

لسنا و إن أحسابنا كرمت يوما على الأحساب نتكل

نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثل ما فعلوا

و جملة القول: إن فضل العرب إنما هو لمزايا تحققت فيهم فإذا ذهبت بسبب إهمالهم لإسلامهم ذهب فضلهم، و من أخذ بها من الأعاجم كان خيرا منهم، ((لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى)).

ومن هنا يظهر ضلال من يدعو إلى العروبة و هو لا يتصف بشيء من خصائصها المفضلة، بل هو أوربي قلبا و قالبا!] أهـ السلسلة الضعيفة

إعداد

أبي معاذ زياد محمد الجابري

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير