تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وثوب شَراذمُ أَي قِطَعٌ وأَنشد ابن بري لراجز جاء الشِّتاءُ وقَمِيصي أَخْلاقْ شَراذِمٌ يَضْحَكُ مني التَّوَّاقْ قال والتَّوَّاق ابنه.

"واحِدون قال ومعنى واحدين واحد الجوهري العرب تقول أَنتم حيّ واحد وحيّ واحدون كما يقال شِرْذِمةٌ قليلون"

وورد في تاج العروس:

"ولَبِيدك بَطْنٌ من حَرْبٍ ولهم شِرْذِمَةٌ بالصعيد ولَبِيد: بَطْنٌ مِن سُلَيْم منهم قُرَّة بن عِياضٍ"

رأيت طبعا يا أخي مما سبق معنى " خامل " في المعجم كما أدردت.

وهنا أسأل:

الصحابي الذي ورد من طريقه حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم هل يجوز أن نقول عنه خامل، وإن لم يعرف عند البعض.

ونقول للتابعين الذين رووا هذ الحديث عنه " شرذمة قليلون " ماذا يعني التشديد في بيان قلتهم، وإن قلوا فالحديث صحيح، وتأمل قوله تعالى: {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ}،

يظهر من سياق الآية أن التعبير بـ " الَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ " يعبر عنه فرعون عن احتقاره لهذه الفئة.

قال صاحب الكشاف:

"وسماهم شرذمة قليلين {إِنَّ هَؤُلآءِ} محكي بعد قول مضمر. والشرذمة: الطائفة القليلة. ومنها قولهم: ثوب شراذم، للذي بلي وتقطع قطعاً، ذكرهم بالاسم الدال على القلة. ثم جعلهم قليلاً بالوصف، ثم جمع القليل فجعل كل حزب منهم قليلاً، واختار جمع السلامة الذي هو للقلة، وقد يجمع القليل على أقله وقلل. ويجوز أن يريد بالقلة: الذلة والقماءة، ولا يريد قلة العدد. والمعنى: أنهم لقلتهم لا يبالى بهم ولا يتوقع غلبتهم وعلوهم"

وقال صاحب التحرير والتنوير:

"وفي اسم الإشارة إيماء إلى تحقير لشأنهم أكده التصريح بأنهم شرذمة قليلون.

والشرذمة: الطائفة القليلة من الناس، هكذا فسره المحققون من أئمة اللغة، فإتْباعه بوصف {قليلون} للتأكيد لدفع احتمال استعمالها في تحقير الشأن أو بالنسبة إلى جنود فرعون، فقد كان عدد بني إسرائيل الذين خرجوا ستمائة ألف، هكذا قال المفسرون، وهو موافق لما في سفر العدد من التوراة في الإصحاح السادس والعشرين.

و {قليلون} خبر ثان عن اسم الإشارة، فهو وصف في المعنى لمدلول {هؤلاء} وليس وصفاً لشرذمة ولكنه مؤكد لمعناها، ولهذا جيء به بصيغة جمع السلامة الذي هو ليس من جموع الكثرة.

و (قليل) إذا وصف به يجوز مطابقته لموصوفه كما هنا، ويجوز ملازمته الإفرادَ والتذكير كما قال السموأل أو الحارثي:

وما ضرّنا أنا قَليل. . . البيت ... ونظيره في ذلك لفظ (كثير) وقد جمعهما قوله تعالى: {إذ يُريكهم الله في منامك قليلاً ولو أراكهم كثيراً لَفَشِلْتم} [الأنفال: 43]."

وقال القرطبي:

"وقد ذهبت شرذمة لا مبالاة بهم إلى أن حال الصحابة كحال غيرهم، فيلزم البحث عن عدالتهم."

والله أعلم وأحكم.

ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 01 - 08, 09:43 م]ـ

بارك الله فيكم

الأخ الكريم استشكل اطلاق هذا الحرف على الصحابة والتابعين

وسبب الاشكال الوارد عند الأخ الكريم

أن هذا الحرف فيه نوع سوء أدب مع الصحابة (حسب فهمه)

لماذا فهم ذلك

لأنه رأى عبارة

شرذمة

وشرذمة معناها الجمع القليل المحتقر (الحقير)

الذي ينظر إلى هذا التعريف لأول وهلة ولا يعرف معنى الحقير والمحتقر

يظن كما ظن الأخ الكريم

ومما ساعد الأخ الكريم على هذا الفهم هو أن غالب استعمال الناس اليوم

هو بمعنى التحقير والذلة

وفي الحقيقة

المحتقر أو الحقير هنا بمعنى القلة

قد يقوا قائل وفي أي معجم وجدت شرذمة بمعنى القليل الحقير

فالجواب

لما يفتح طالب العلم تفسير القرطبي على سبيل المثال

يجد

(والشرذمة الجمع القليل المحتقر والجمع الشراذم)

وهنا ينقل كلام اللغويين

فما معنى المحتقر

المحتقر هنا القليل جدا

وكأنك تقول قليل جدا

هذا هو المعنى

ومن هذا الحرف تجد التصغير في النحو يسمى التحقير

فيقولون كيف تحقر هذه الكلمة

أو هذه الكلمة تحقير للكلمة الفلانية

فيأتي المتأخر فيستغرب

والبعض يقول هو يقصد التصغير للتحقير

أقول له لا يقصد ذلك

بل يقصد التصغير نفسه بغض النظر عن الغرض من التصغير

واستعمال النحويين لكلمة التحقير بمعنى التصغير

لأن الحقير = الصغير

فكذا شرذمة = القليل الحقير = القليل جدا

نعم يستعمل في بعض الأحيان للتقليل والتحقير بمعناه المفهوم لدينا

ومنه قول فرعون

(إن هؤلاء لشرذمة قليلون)

فهنا يقصد الذلة والتقليل والتحقير

ولكنه يأتي في كلام العرب في أصله بمعنى التقليل

فيقولون مثلا ولم يبق معه إلا شرذمة

قال به شرذمة

و لا يريدون سوى قلة عددهم

ولكن الظاهر أن غالب استعمال المتقدمين أيضا بالمعنى الآخر

نرجو التصويب من مشايخنا

نخص بالذكر منهم

شيخنا أبي مالك العوضي أو شيخنا عصام البشير

- حفظهما الله -

ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 01 - 08, 09:45 م]ـ

كتبت هذا قبل أن أقف على مشاركة الأخ الكريم أبي الأشبال عبد الجبار رقم 5

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير